غزة: "التسوق الالكتروني" للتغلب على الأوضاع الاقتصادية
زكريا المدهون
لجأ الكثير من الغزيين لاستخدام ما يعرف بـ "التسوق الإلكتروني" عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتغلب على ظروفهم الاقتصادية السيئة بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عقد.
ولم يقف الحال عند هذا الحد فهناك تجار وأصحاب محال شهيرة رأت في هذا النوع من البيع والشراء وسيلة للتغلب على حالة الركود التي يعانون منها.
إعلانات انتشرت بكثرة على صفحات "فيس بوك" لبيع وشراء سلع مختلفة في مقدمتها: السيارات والعقارات والأجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة، والتي لاقت اقبلا كبيرا من قبل المتسوقين في الفضاء الالكتروني.
وائل ياسين (39 عاما) نجح في هذ النوع الجديد من التجارة كما قال لـ "وفا".
وعن سبب توجهه الى "التسوق الالكتروني"، أشار ياسين الى أن ظروفه الاقتصادية المتردية هي السبب الرئيس الذي دفعه الى ذلك، معتبرا ذلك النوع من التجارة أفضل بكثير من التسوق التقليدي.
وتابع،" انه يقوم بالإعلان على مجموعات خاصة بالبيع والشراء على مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها "فيس بوك" والتي تحظى بمشاهدة الألاف من الأشخاص"، منوها الى أن زبائنه من مختلف محافظات قطاع غزة.
وأوضح أنه يقوم ببيع الهواتف المحمولة والأدوات الكهربائية والتي تعود عليه بالربح ما يساعده على التغلب على ظروفه الاقتصادية.
ويعاني سكان قطاع غزة من ظروف اقتصادية سيئة جرّاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ حوالي 12 عاماً.
وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا، وارتفعت معدلاتها بين فئة الشباب والخريجين لتتجاوز60%.
وتعقبا على هذا النوع من التسوق قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع: "انتشر في الآونة الأخيرة "التسويق الإلكتروني" من خلال شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي العالمية مثل: "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، منوها الى أنها أصبحت وسيلة ناجحة لتسويق السلع والخدمات بكافة أنواعها".
وأضاف الطباع لـ "وفا"، أن هذا النوع من التسوق يأتي في ظل سعى الشركات ومقدمي الخدمات للوصول إلى شرائح جديدة من العملاء والتواصل معهم مباشرة وايصال المعلومات لهم بشكل سريع.
وتابع، "اليوم العديد من الشركات الكبرى تمتلك صفحات ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تقوم بترويج سلعها وخدماتها من خلال تلك الصفحات والمجمعات بطرق عديدة منها: استخدام الصور والنصوص والوسائط المتعددة بشكل لافت وذلك للوصول إلى عدد مشاهدات كبيرة وتفاعل كبير من رواد تلك المواقع."
وحسب الطباع فقد انتشرت العديد من الصفحات والمجموعات العامة والتي يشرف عليها نشطاء بهدف التسويق للمنتجات والخدمات والتبادل الإعلاني، كما توجد عديد الشركات المختصة في "التسويق الإلكتروني" وإدارة الصفحات الخاصة بالشركات.
وحسب الطباع، بلغ عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية وإنسانية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" والمؤسسات الإغاثية الدولية والعربية العاملة في قطاع غزة أكثر من مليون شخص بنسبة تتجاوز60% من السكان، فيما بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي 72%.