التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في تقريرها رقم (68)، الذي يغطي الفترة من 11/12/2011، ولغاية 17/12/2011.
* ليُغلق جبل الهيكل بوجه المسلمين أيضا:
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 11.12.2011 خبرًا ينقل تصريحات تحريضية وردت على لسان عضو بلدية القدس يئير جباي، تعليقًا على اغلاق جسر المغاربة بوجه الزوار اليهود. وجاء في الخبر: هذا الوضع الإشكالي أدى بالمحامي يئير جباي ممثل بلدية القدس في لجنة التخطيط والبناء للعمل على منع المسلمين أيضًا من الدخول إلى جبل الهيكل. "لا يعقل أن يغلق جبل الهيكل بوجه اليهود فقط" قال جباي أمس. يجب اغلاق كافة البوابات التي تؤدي إلى جبل الهيكل حتى يسمح الوقف ببناء جسر المغاربة الجديد.
* دين محمد ينتشر بالسيف فقط:
نشر موقع "ان أف سي" بتاريخ 11.12.2011 مقالة مسيئة للدين الإسلامي كتبها حن بن الياهو (Chen Ben Eliyahu). وقال: النتيجة الوحيدة والحتمية لهذا "الربيع العربي" غير الربيعي، كانت وستبقى أسلمة كل المحيط العربي الذي يحيطنا وشتاءً سياسيًا مظلمًا. انهض يا شعب اسرائيل، الإسلام جاء ليعتدي عليك، ودين محمد ينشر بالسيف. لقد تمت إزالة عدد من القادة الديكتاتوريين العرب الفاسدين، أزيلت الأقنعة، وأقيمت انتخابات حرة، والنتيجة كانت انتصار أحزاب اسلامية. هذا المسار سيتكرر في الدولة العربية الأخرى. سينتصر ابناء العم المسلمون. الإسلام جاء ليعتدي عليك يا اسرائيل. هذا هو الوقت لنعلن حربًا متواصلة على كافة الجبهات، في الشمال، في الجنوب وفي الشرق. هذا هو الوقت كي نتمسك بمواقفنا، بأرضنا، وألا نخضع ولا نتنازل عن مليمتر واحد من أرضنا.
* تصريحات جينغريتش شجاعة:
نشر موقع "ان ار جي" مقاله بتاريخ 12.12.2011 كتبها الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت ((Ben Kaspit الذي أعرب فيها عن امتعاضه من تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لتصريحات المرشح للرئاسة الأمريكية نيوت جينغريتش الذي ادعى ان "الشعب الفلسطيني تم اختراعه".
وقال: الحقيقة هذه وبحسب جينغريتش هي ان الفلسطينيين يواصلون تحريض شبابهم ضد إسرائيل ومستمرون بغسل أدمغة الشباب وحضهم على الحقد القاتل ضد اليهود. لقد تفوه بهذا أمام الكاميرا وهو يتحمل المسؤولية كاملة. ولكن كيف كانت تغطية القنال الاخبارية التي شاهدتها؟ لقد بدأت التغطية "بانتقاد حاد للمرشح الجمهوري نيوت جينغريتش". هذه لم تكن قناة تابعة للسلطة الفلسطينية، وإنما للتلفزيون الإسرائيلي، وقد نقلت "انتقادات قوية" ضد السياسي الأمريكي والمرشح للرئاسة والذي يتمتع بما يكفي من الشجاعة كي يخبر جمهوره ان اليهود على حق وانه يتحمل مسؤولية أقواله.
* تعريف الفلسطينيين كشعب هو خدعة دعائية عصرية:
في أعقاب تصريحات المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية نيوت جينغريتش، التي وصف فيها الفلسطينيين "بشعب تم اختراعه"، أجاب الصحفي الإسرائيلي حجاي سيغال (Hagai Segal) بالإيجاب على السؤال الذي طرحته صحيفة "يديعوت احرونوت" بتاريخ 1201202011 فيما اذا كان جينغريتش على حق بتصريحاته هذه.
وقال سيغال: ليس لدي فكرة فيما اذا سيكون جينغريتش رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، كما وأنني لا اعرف اذا كان هذا جيدا للأمريكيين او حتى لليهود. ولكن الشيء الجيد الذي نتج عن حملته للرئاسة هو تصريحه بأن " الفلسطينيين شعب تم اختراعه". وهذا يفتح من جديد النقاش الذي كان مغلقًا على ما يبدو حول تقسيم هذه الأرض. واذا لم يكن الفلسطينيون شعبا وإنما مجرد تمرين في العلاقات العامة، فهم لا يستحقون دولة.
وأضاف: لا احد ينكر فلسطينية الفلسطينيين. وكل من وُلد في البلاد هو فلسطيني حسب التعريف. لكن جينغريتش كبير بالسن بما فيه الكفاية كي يتذكر انه لم يكن أبدا دولة مستقلة للفلسطينيين. قوميتهم ولدت بعد ان أسس يوئيل موشيه سالمون بيتح تيكفا وبعد أن وضعت حركة شباب يهودية يطلق عليها (بيلوي) حجر الاساس لريشون لتسيون. لم يستغل أجداد احمد الطيبي ألفي سنة من غيابنا من الأرض من اجل إقامة دولة لهم هنا. فقط حدقوا بهدوء بالمحتلين الغزاة الواحد تلو الآخر. والشأن الوطني لم يهج كالنار في عظامهم وصلواتهم كما هاج في عظام آبائنا وصلوات أمهاتنا.
وقال:تعريف الفلسطينيين كشعب هو خدعة دعائية عصرية هدفها تقويض الفكرة الصهيونية. ولو نجحت الدول العربية في تنفيذ مخطهها عشية حرب الاستقلال لما قامت هنا دولة فلسطينية، ولم يكن اليوم شعب فلسطيني. ولكنهم فشلوا وهكذا نتج فجأة شعب من العدم. وقبل ان نمنحه دولة، علينا ان نبحث عن شهادة ولادته.
* الآذان: صوت مؤذٍ ومصدر ازعاج:
في أعقاب تقديم عضو الكنيست المتطرفة أنستاسيا ميخائيلي عن حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني اقتراح قانون عنصري يلزم بتخفيض صوت الآذان، عبّرت صحيفة "ماكور ريشون" الدينية الصادرة بتاريخ 12.12.2011 عبر افتتاحيتها عن دعمها لهذا القانون العنصري.
وجاء في المقالة التي كتبها اريئيل كاهانا: القانون الذي بادرت اليه عضو الكنيست أنستاسيا ميخائيلي جاء لمعالجة مصدر ازعاج يؤرق مئات آلاف الإسرائيليين، يهودًا وعربًا، يعانون منه يوميًا عدة مرات في اليوم. ميخائيلي تؤدي واجبها في الكنيست كمنخبة من الجمهور. هذا القانون لم يكن ضروريًا لو أن الجهات المختصة تقوم بواجبها وتمنع مصادر الضجة المؤذية.
وأضاف: على الحكومة ان تتخذ قرارًا: إما أن توجه تعليمات واضحة تلزم السلطات المحلية ووزارة حماية البيئة بالعمل على تخفيف معاناة السكان أو ان تتبنى اقتراح القانون الذي قدمته ميخائيلي.
* تحريض على هدم قرى عربية:
في اعقاب اعمال العنف والشغب التي نفذها المستوطنون في الايام الاخيرة ضد ممتلكات فلسطينية شملت تدنيس واحراق مساجد، اضافة للاعتداء على وحدة تابعة للجيش الاسرائيلي عند الحدود الأردنية، نشر موقع "واي نت" بتاريخ 14-12-2011 مقاله كتبها يهودا ارييه شمعون (Yehudah Aryeh Shimon) محام اسرائيلي ومستوطن يقطن في مستوطنة "رامات جلعاد"، انتقد من خلالها اخلاء وهدم المستوطنة ودعا لتنفيذ ذلك ايضا في القرى العربية "غير القانونية" على حد تعبيره.
وقال: في الوقت الذي يقذف فيه العرب الحجارة ويلقون قنابل حارقة تجاه يهود في المنطقة، كان الجيش مشغولا جدا في طرد اليهود. وعلى بعد نصف كيلومتر توجد قريتين عربيتين غير قانونيتين، ولكن لا احد يفتح فمه ليرى ويعترض.
* التحريض ضد الفنانين الفلسطينيين:
نشرت صحيفة "اسرائيل اليوم" بتاريخ 14.12.2011 خبرًا تحريضيًا ضد الفنانين الفلسطينيين جوان صفدي وولاء سبيت على خلفية التحقيق معهما بتهمة "التحريض" خلال عرض فني قدماه في حيفا، حيث قدما أغاني وطنية.وجاء في الخبر: قررت النيابة العامة عدم تقديم مغنيي الراب العرب ولاء سبيت وجوان صفدي للمحاكمة بعد التحقيق معهما بشبهة التحريض على العنف بعد ان غنتا ومجّدتا المخربين الانتحاريين من خلال مهرجان أقيم في حيفا. تحقيق الشرطة معهما أجري في أعقاب تقديمهما عرضًا فنيًا صيف 2010 حيث أثارتا غضب الجمهور بعد أن أدتا أغنية جاء فيها وفقًا لتقرير صحفي الكلمات التالية: "أنا عربي فخور مخرب انتحاري سأقتل أمك وأختك.
* التهديد الفلسطيني أشد خطرًا من التهديد الإيراني:
نشرت صحيفة "اسرائيل اليوم" بتاريخ 14.12.2011 مقالة تحريضية كتبها رون بريمان حذر من خلالها مما أسماه "التهديد الفلسطيني".
وقال مُرحبًا بتصريحات جينغريتش: يبرز وضوح أقوال جينغريتش على خلفية السياسة الانعزالية التي اتبعها الرؤساء الديمقراطيون خلال السنوات الماضية وبالذات الرئيس كارتر 1 والرئيس كارتر 2 وهو أوباما. كلاهما قرأ الواقع بشكل مشوه ومحرّف. من المهم التذكير بأن الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون هو من فتح أبواب البيت الأبيض أمام الأب الروحي للمخربين ياسر عرفات وخلال ولايته شهدنا وهم "عملية السلام".
وأضاف: لقد قال جينغريتش أن "الشعب الفلسطيني" هو مجرد اختراع. التاريخ يثبت صحة أقواله. معظم عرب أرض اسرائيل الغربية هم مهاجرون جاؤوا إلى البلاد في أعقاب الازدهار الاقتصادي الذي جلبه الاستيطان الصهيوني عند بدايات اقامة الدولة وليس من أجل القدس حيث أن مكانتها في الإسلام مهملة".
وقال: من يقرأ الواقع الإقليمي جيدًا ويفهم أن الربيع العربي ليس ربيعًا ويعرف أن الدولة الفلسطينية والسلام هم الأمر ونقيضه ويفهم ان التهديد الفلسطيني أشد خطرًا من التهديد الإيراني- سيتشجع عند سماع أصوات واقعية ومسؤولة.
* عدم الافراج عن سجناء تلطخت أيديهم بالدماء:
قبيل الافراج عن القسم الثاني من الاسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل، نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" بتاريخ 15.12.2011 خبرا عن البدء في اجراءات تنفيذ الصفقة. كما تطرق الخبر الى بعض الاسرى المفرج عنهم بنبرة تحريضية: من بين المفرج عنهم المخرب الفلسطيني درويش دهدار الذي ادين بالمساعدة في قتل ثلاثة اسرائيليين في العملية التخريبية التي نفذت في القدس، وهو تجاهل الرجاء بألا يتم اطلاق سراح سجناء تلطخت ايديهم بالدماء. كما وسيطلق سراح سجناء ساعدوا بعمليات قتل.