رام الله: إحياء يوم الأسير بمهرجان حاشد
احتشد مئات المواطنين في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، اليوم الاثنين، في إطار الفعاليات المساندة لإضراب الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإحياء ليوم الأسير الذي يصادف اليوم.
ورفع المشاركون في المهرجان الذي سبقه مسيرة حاشدة انطلقت من أمام النادي الارثوذكسي، الأعلام والرايات الفلسطينية، إلى جانب صور الأسرى واللافتات والشعارات المساندة، مرددين الهتافات الداعمة والمساندة لهم في إضرابهم.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن "الأسرى وعائلاتهم ليسوا بحاجة لشعارات رنانة، وتضامن محدود، بل وقفة جادة إلى جانبهم ودعمهم حتى لا تذهب تضحياتهم هدرا"، مثمنة دور المؤسسات التي تدعمهم وتقف إلى جانبهم وجانب عائلاتهم.
وقالت :"اليوم وقفة عز لأن كل أبناء شعبنا يدعمون الإضراب ويثبتون لهم أن عذاباتهم لن تذهب هدرا، نتمنى أن ينتهي الإضراب دون أن يتضرر أحد من الأسرى، وفي السابق كان هناك إضرابات جماعية وفردية ودعمناها، بغض النظر عن التنظيم الذي يتبع له الأسير، فهو فلسطيني قبل كل شيء".
وهنأت غنام عميدة الأسيرات لينا الجربوني التي أفرج عنها أمس الأحد، بعد قضاء 15 عاما في سجون الاحتلال، " وخرجت مرفوعة الرأس شامخة".
وفي كلمته، حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع من أن تقدم إدارة مصلحة سجون الاحتلال على قمع الأسرى المضربين والبطش بهم، لافتا إلى أن كل التداعيات مفتوحة اذا ما حصل مكروه لأي أسير.
وقال: "إن شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده يعلن اليوم، بأن قضية الحرية مقدسة بالنسبة له ويتعطش للانعتاق من الاحتلال، ولن تحظى حكومة الاحتلال بالسلام والأمن ما دامت حكومته تمارس الإرهاب والجريمة المنظمة ضد شعبنا وأسراه".
واضاف قراقع أن "الشعب الفلسطيني يعلن اليوم انتفاضته ضد أعتى احتلال بالتاريخ المعاصر، وينتصر لأسراه الذين يخوضون في أقسى أماكن الاشتباك بالجوع من أجل الكرامة".
ودعا مؤسسات المجتمع الدولي ومجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، تجاه ما يحصل للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية لهم، كذلك محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين على جرائمهم المستمرة.
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إن "هذا اليوم مفصلي في تاريخ الحركة الاسيرة، حيث أن الأسرى لهم شرف أنهم من أشعلوا هذه المعركة النضالية التي ستؤدي الى وحدة أداء الحركة الوطنية على الأرض، وانطلاق انتفاضة شعبية".
وأوضح أن :"الاسرى يقومون بهذه المعركة من أجل القدس، ورفع الحصار عن غزة، ومن أجل الوحدة الوطنية، وهم يعطوننا درسا جديدا بأن شعبنا لم يعدم الوسائل للمقاومة، فالأسير في زنزانته المعتمة يحول أمعاءه لوسيلة مقاومة، لذا يجب ان تتردد أصداء انتفاضة السجون في الخارج".
وقال إن فعاليات انطلقت في العالم العربي نصرة للأسرى، موجها التحية للشعب الجزائري وكذلك مناصري القضية الفلسطينية في أوروبا، الذين من المقرر أن ينظموا العديد من الفعاليات، "وهذه رسالة من انصار الحرية في العالم لشعبنا أن اتحدوا وستجدون العالم معكم"، لافتا إلى أن هذه المعركة ستحسم لصالح الأسرى، في الوقت الذي بدأت فيه ادارة مصلحة السجون اتخاذ إجراءات قمعية بحقهم.
وتوجه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، خلال كلمته، إلى الأسرى، قائلا: "اسرانا الابطال اليوم يتوحد الشعب في كل اماكن تواجده من اجلكم ودفاعا عن مطالبكم في اضرابكم في اسركم للدفاع عن الحرية والكرامة للشعب كله، وستتجسد هذه الوحدة في السجون بالآلاف".
وأضاف: الأيام القادمة ستشمل الاضرابات كل ابنائنا الاسرى في سجون الاحتلال، وانتم ايها الأبطال كما كنتم خارج السجون شامخين اعزاء وابطال، فنحن متأكدون من عزمكم وانكم ستكونون في اضرابكم ايضا ابطال وعمالقة".
وأكد محيسن أن "القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس، تضع قضية الاسرى على سلم أولوياتها، حيث يواصل الرئيس مساعيه في كل المحافل الاقليمية والدولية للضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الاسرى، الا ان حكومة نتنياهو حكومة فاشية لا تلتزم باقل القوانين والمعايير الدولية".
وطالب محيسن كل ابناء حركة فتح في السجون، بالالتزام بالأضراب عن الطعام، وحيا كل القوى المشاركة في الاضراب.
وقال النائب العربي في "الكنيست" الاسرائيلي أسامة السعدي، "جئنا باسم لجنة المتابعة العربية، ونقول هنا ان معركة الحرية والكرامة توحد كل ابناء شعبنا في كل مكان، وان كل هذه الرايات يجب ان نرفع بدل منها العلم الفلسطيني، هذه المعركة لاسترداد الكرامة في معركة الوحدة الوطنية في السجون وفي الميدان".
وأضاف أن "الاحتلال يراهن على عدم الوحدة في السجون، ولكننا نؤكد ان الاسرى موحدون، في معركة الحرية والكرامة".
وفي كلمتها، قالت فدوى البرغوثي زوجة الاسير مروان إن "الحشد اليوم يؤكد على دعم الأسرى الذين يعتبرون جزءا من الحرية والكرامة والنضال الذي استمر على مدى سنوات طويلة، وإذ لا يسمح الشعب للمحتل بأن يستفرد بأسرانا داخل السجون".
ودعت البرغوثي الى ضرورة توسيع نطاق التضامن مع الاسرى، وأن لا يكون يوم الأسير هو اليوم الوحيد لإحياء الفعاليات التضامنية مع الاسرى.
وفي كلمة القوى الوطنية والاسلامية، قال واصل أبو يوسف، إن ملف الأسرى على سلم أولويات القيادة الفلسطينية، كذلك فصائل العمل الوطني، التي ستدفع باتجاه إنجاح إضراب الأسرى من خلال توسيع المشاركة في الفعاليات المساندة والداعمة.
وتابع، إن أحرار العالم يقفون خلف هذا الإضراب ويدعمونه ويساندونه، كذلك كل ابناء شعبنا الذي يتكامل في الدور الشعبي والرسمي الذي تقوده القيادة الفلسطينية، من خلال الجهد القانوني الذي تبذله مع المؤسسات الدولية من أجل إطلاق سراح الأسرى.
من ناحيتها، قالت النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار إن تزامن احياء فعاليات يوم الاسير يأتي تزامنا مع تحرير لينا الجربوني أقدم أسيرة في سجون الاحتلال، التي قضت 15 عاما داخل السجون، وتزامنا مع بدء معركة الكرامة والجوع والايذان ببدء الاضراب عن الطعام.
بدوره، قال المفتي محمد حسين إن الاسرى "في معركتهم يدافعون عن كرامة الوطن والمواطن، وعن حرية فلسطين"، مؤكدا أن معركة الاسرى هي معركة الشعب الفلسطيني التي يسعى من خلالها الى تحرير الأسرى وشعبنا من قيد الاحتلال.
وقال الأب عبد الله يوليو إن "الشهداء والأسرى قاوموا من أجل حريتنا وكرامتنا، والأسرى يعيدون الآن المجد لبلادنا، لذا يجب أن لا نستسلم".
وفي كلمة الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أشار رئيس الهيئة أمين شومان إلى إن حكومة الاحتلال "راهنت على فشل إضراب الأسرى وعدم احراز الشعب الفلسطيني خطوة ناجحة في هذا الاتجاه وعدم الخروج إلى الميادين والساحات ومراكز المدن، ولكن قوة إرادة شعبنا جعلتهم يخرجون اليوم إلى الميادين ليهتفوا إلى جانب أسراهم في معركة الحرية والكرامة".
وتابع شومان، إن "وقوف شعبنا إلى جانب الأسرى المضربين منذ أمس عند بدء ايقاد شعلة الحرية في مدينة نابلس، وسنبقى إلى جانبهم حتى ينتصروا في معركتهم، وحتى يعاد الزخم للحركة الأسيرة وتحقق جميع المطالب العادلة".
ودعا الأسرى "للوقوف إلى جانب بعضهم في هذه المعركة الحاسمة الفاصلة... مطالب الأسرى ليست لفصيل ولا لقائد ولا لأسيرة معينة، إنما مطالب الحركة الأسيرة برمتها". ودعا "أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتزام بالبرنامج الوطني الموحد من أجل اسناد الحركة الأسيرة حتى تنتصر في مطالبها وينتصر الأسرى في معركة الحرية والكرامة".
وعقب المهرجان، انطلقت مسيرة حاشدة جابت وسط رام الله، ردد خلالها المشاركون الهتافات المؤيدة والداعمة للأسرى.