إضراب الأسرى .. غضب الضحية على الجلاد
رام الله- وفا- معن الريماوي- ينتظر ذوو الأسرى بفارغ الصبر أن يتوج الإضراب الذي بدأه نحو 1300 أسير في سجون الاحتلال، اليوم الاثنين، بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، بتحقيق كامل مطالبهم المشروعة والمتمثلة بالحرمان من الزيارات وإلغاء العزل الانفرادي والاعتقال الادراي وغيرها من المطالب المشروعة، في خطوة أولى نحو الحرية.
حمدي قرعان أو الملقب بـ "البطل" من بين آلاف الأسرى الذين أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام اليوم، وذلك من أجل تحقيق مطالب مشروعة، وهو أسير من مدينة البيرة يقضي حكمًا بالسجن المؤبد، قرعان لم يرى شقيقه حمدي إلا مرة واحدة في الـ 15 عاما التي قضاها في السجن لغاية الآن، زيارته الأخيرة كانت قبل ثلاثة أعوام، وينتظر بفارغ الصبر والشوق اللحظة التي يزوره فيها مرة أخرى، معربا عن أمله بانتصار الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي بدأوها.
وأضاف: وجود الأسرى داخل السجون هو نضال بحد ذاته، وإضرابهم يهدف لاستعادة العديد من حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال والتي كانوا حققوها سابقاً من خلال خوض العديد من الإضرابات على مدار سنوات الأسر، كما أن الإضراب حق مشروع.
"الجوع لن يثني الأسرى عن الاستمرار نحو تحقيق مطالبهم، وآمل أن ينتهي الاضراب بتحقيق هذه المطالب المشروعة، وأتمكن بذلك من زيارة أخي" قال أيهم.
يتمنى قرعان أن يكون إضراب الأسرى الخطوة الأولى نحو تحررهم من غياهب السجون، التي أبعدتهم عن ذويهم عشرات السنين.
وفي خطوة تصعيدية، بدأت مصلحة سجون الاحتلال باتخاذ بعض الإجراءات لمواجهة خطوة الأسرى المشروعة، ومنها: حملة التنقلات للأسرى المضربين بين السجون، ومصادرة ممتلكات الأسرى المضربين وملابسهم والإبقاء على الملابس التي يرتدونها فقط، وتحويل غرف الأسرى إلى زنازين عزل، وإقامة مستشفى ميداني في صحراء النقب لاستقبال الأسرى المضربين ورفض استقبالهم في المستشفيات المدنية الإسرائيلية، وحجب المحطات التلفزيونية المحلية والعربية، علاوة على التهديدات بالعزل والنقل.
ظافر الريماوي أسير آخر أعلن أيضا إضرابا مفتوحا عن الطعام، وهو معتقل منذ العام 2002، وحكم عليه 32 عاما في إطار الأحكام التعسفية لدولة الاحتلال.
منيف عبدالجواد شقيق الأسير ريماوي قال لـ وفا": إن ظافر تعرض لإصابات عدة في الرقبة واليد والقدمين نتيجة الضرب الذي تعرض له أثناء اقتحام جنود الاحتلال القسم الموجود فيه، وتعرض لإهمال طبي متعمد، ولم يتم نقله الى المستشفى للعلاج".
وتابع، إن الاجراءات التعسفية التي مارستها سلطات الاحتلال بحق الأسرى والظروف القاسية والمأساوية التي يعيشونها هي التي دفعتهم لخوض الإضراب على أمل تحسين ظروف اعتقالهم ولانتزاع حقوقهم التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود والفعاليات لمساندة الاسرى.
خطَّ ظافر رسالة تحاكي واقع الاسرى داخل السجون، كتب فيها: "أن تكون أسيرا فلسطينيا يعني أن تتمرد على الواقع بفنية عالية لتلامس حقيقة الأمور وتحاكي جراحات هذا الواقع.. أن تتحرر أيضا من كافة القيود، مبحرا نحو المسافات البعيدة، متجاوزاً حد التفاصيل الصغيرة، والأنا الضيقة وصولا لمرحلة تحلق فيها بعيدا عن حيثيات الزمان وجغرافيا المكان، المفروضة عليك عنوة، لترسم صورة أخرى للحياة والوطن، مطرزة بهمسات النفس، ونبض القلوب، صورة حرية وانتماء.