حلاقة الرؤوس.. شكل جديد للتضامن مع الأسرى
أمل حرب
ازدحمت خيمة التضامن مع الأسرى على دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل بالحلاقين، الى جانب المئات من الشباب والأطفال وكبار السن، ومن مختلف الفئات من ناشطين واعلاميين وأباء الأسرى وإخوانهم وابنائهم.. مبادرين في حلق رؤوسهم، تيمنا وتضامنا مع أسرى الكرامة الذين يخوضون معركة "الأمعاء الخاوية" في مواجهة مصلحة سجون الاحتلال الاسرائيلية لتحقيق مطالبهم ونيل حريتهم .
وأخذ تضامن المواطنين مع مطالب الأسرى شكلا جديدا ومؤثرا في ظل تسارع تدهور الاوضاع الصحية لعدد من الأسرى المضربين عن الطعام، وتزايد اعداد الأسرى المنضمين الى الاضراب والذي تجاوز عددهم نحو 1800 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لليوم العاشر على التوالي، وفي ظل مواصلة مصلحة سجون الاحتلال في فرض اجراءاتها التعسفية بحقهم لكسر الاضراب وافشاله.
وأشارت الناشطة النسوية ميسون القواسمة مطلقة مبادرة وحمله "حلق الشعر تضامن مع الاسرى" في الخليل، الى انه تم اطلاق المبادرة للتأكيد على تضامن الشعب الفلسطيني وتوحيد الجهود لتوصيل رسالة لأسرانا البواسل ان ابناء شعبهم يدعمون ويساندون مطالبهم العادلة، مؤكدةً ان الأسرى يتطلعون الى تضامن شعوب العالم مع قضيتهم العادلة.
وأوضحت القواسمي صاحبة المبادرة، أنها اطلقت مبادرتها بحلق الرؤوس بشكل فردي، ووجدت تفاعلا وتعاونا من الاعلاميين ومن نقابة اصحاب الصالونات، مبينة اهمية استثمار الوقت قبل نفاذه لتوصيل رسال الى الاعلام العالمي والأسرى.
واكد الصحفي عادل غريب، ان اي خطوة أو مبادرة عنوانها الأسرى والأسيرات واضراب الأسرى هي حتما في الاتجاه الصحيح، سواء كانت عبر مسيرات التضامن، او حلق شعر الرأس، او إضاءة شموع واعتصامات، وقال: كافة هذه الاشكال والمظاهر ينظر اليها بالإيجابية المطلقة، وربما تكون وقود وشعلة لانتصار الأسرى في معركتهم، مشيرا الى أهمية استلهام المزيد من المبادرات، وأهمية أن نكون مبتكرين في التضامن مع الأسرى ومناصرتهم بكل الوسائل.
وقال المسن هارون الجعبري (80 عاما): إن "أرواحنا فداء للأسرى، ابني قضى 15 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي وتم الافراج عنه، وأدعو كل المواطنين للوقوف الى جانب الأسرى ومؤازرتهم والتضامن معهم" .
من جانبه، ثمن مدير نادي الاسير امجد النجار، هذه المبادرات الداعمة لصمود الاسرى، معتبراً أن حلق الرؤوس نوع من الشعور مع الأسرى اللذين حلقوا رؤوسهم من اليوم الاول استعدادا للإضراب، متمنيا على كل الفعاليات والنقابات القيام بمبادرات نوعية داعمة للأسرى في سجون الاحتلال.
أم بسام ادعيس، حاولت اشراك ابنها المصاب بالتوحد بكل النشاطات ودمجه بالمجتمع والمشاركة في التضامن مع الأسرى بحلق رأسه في خيمة الاعتصام، مبينة انها اشركت جميع الاُسرة في التضامن مع الاسرى عن طريق الاقتصاد بالأكل والشعور بجوع الأسرى المحرومين من الطعام، وحاولت ان تشرح لابنها بسام (15 عاما) المصاب بالتوحد عن اضراب الاسرى عن طريق الصور والتضامن مع الاسرى بحلق رأسه، مشيرة الى انها هاتفت ابنها المغترب في المانيا ودعته للتضامن مع الأسرى، واكدت تأييدها لهذه المبادرة التي اخذت شكلا ومظهرا مؤثرا من اشكال التضامن مع الأسرى.
المحامي زيد عمر القواسمي، افتخر بأمه ميسون صاحبة المبادرة، مؤكدا انه كان واخوته واولاد عمومته اللذين تجاوز عددهم 15 شابا من أول المتفاعلين مع هذه المبادرة، مؤكدا ان المبادرة تعزز المواطنة وتفاعل الشباب مع القضايا الوطنية.
نضال الجعبري مستشار المحافظ للشؤون الاقتصادية والبلدة القديمة، أعتبر التضامن مع الأسرى واجب على كل فلسطيني، وقال نحن جزء من مبادرة فككوا الاغلاق عن مدينة الخليل، وواجبنا دعم الاسرى، مبيناً أن مستوى التفاعل اقل من المستوى المطلوب من حيث قدرة التنظيمات على حشد المتضامنين، داعيا ان تنطلق فعاليات ومبادرات أخرى لدعم الأسرى.
بدوره قال عضو نقابة الصحفيين جهاد القواسمي الذي كان اول المبادرين والمشاركين بحلق شعر رؤوسهم، أن هذه رسالة تضامنية مع الاسرى، ورسالة ايضاً للعالم وللاحتلال بأن اسرانا الذين يخوضون بأمعائهم معركة الحرية والكرامة ليسوا وحدهم، وان كافة ابناء الشعب معهم بكل شرائحهم وانتماءاتهم وعلى رأسهم الصحفيين ناقلي المعاناة ومطلعي العالم على هذه الحقيقة المؤلمة.