قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم    "الخارجية" تطالب بتدخل فوري لوقف جرائم الاحتلال بتجويع شعبنا وترهيبه في غزة وجنين وطولكرم    استشهاد مواطنة برصاص الاحتلال في مدينة رفح    المجلس الوطني يدين اعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا    وزير الأوقاف: نرفض سقف صحن الإبراهيمي لإضراره بمكانته التراثية والتاريخية    الصحة: استشهاد شابين برصاص الاحتلال فجر اليوم في مدينة جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ44 على التوالي    إصابتان في اعتداءات مستعمرين على رعاة الأغنام في الأغوار الشمالية    مستعمرون يهاجمون المواطنين وممتلكاتهم في مسافر يطا جنوب الخليل    الاحتلال يهدم معرضي مركبات قرب سردا شمال رام الله    السعودية تطالب بضغط دولي على إسرائيل لإعادة الكهرباء إلى غزة دون شروط    اليونيسف: 90% من سكان غزة غير قادرين على الحصول على المياه    إصابة ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في بيت فجار    اصابات واعتقالات ومداهمات خلال اقتحام الاحتلال بلدة عزون شرق قلقيلية    استشهاد مسنة برصاص الاحتلال في جنين  

استشهاد مسنة برصاص الاحتلال في جنين

الآن

أُعدم فيه 3 أسرى... "سجن أنصار" رمز للصمود وتحدي الاحتلال

 بلال غيث كسواني

ارتبط اسم سجن "كتسعوت" كما يطلع عليه الاحتلال الإسرائيلي، أو النقب الصحراوي، أو معتقل "أنصار3" كما يسميه العديد من الأسرى والمحررين منذ إقامته سنة 1988 بالانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي(انتفاضة الحجارة)، وأضحى رمزا للصمود الفلسطيني وتحدي الاحتلال.

وعاد اسم هذا السجن إلى الصدارة عند شروع عدد كبير من الأسرى فيه في الإضراب المفتوح عن الطعام في السابع عشر من الشهر الجاري.

ويقع سجن النقب الصحراوي على بعد 180 كم جنوب مدينة القدس وعلى بعد 10 كم شرق الحدود المصرية، ويتكون من ثلاثة أقسام كبيرة؛ وهي: قسم "أ" (قسم الآبار): وهي كلمة مأخوذة من بئر لأن القسم يشبه البئر ويتكون من 8 أقسام داخلية، ويتسع كلّ قسم لـ 120 أسيراً ويتكوّن كلّ قسم من 6 خيام، وقسم "ب" (قسم الكرافانات): وهو (غرف شبه متنقلة) وقد تمّ بناؤه سنة 2008 بعد حريق السجن، ويتكون من جانبين: الأول: أربعة أقسام (كرافانات)، والثاني يضم أربعة أقسام (خيام)، أما قسم "ج" (قسم الغرف) فتمّ بناؤه سنة 2007، ويتسع السجن بمختلف أقسامه إلى قرابة 3,500 أسير، ويوجد حالياً فيه 1,500 أسير.

ويواصل نحو 1800 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي عدد كبير منهم في سجن النقب، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي، تحت عنوان "الحرية والكرامة"، لاستعادة حقوقهم التي سلبتها مصلحة السجون.

تاريخ إنشائه:

وأنشأ جيش الاحتلال هذا السجن في آذار 1988 ويقع في صحراء النقب قرب الحدود المصرية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من أبناء شعبنا الذين اعتقلهم من الضفة الغربية وقطاع غزة مع اندلاع الانتفاضة الأولى.

ولم تلبث سلطات الاحتلال التي أغلقت المعتقل عام 1996 أن أعادت فتحه في نيسان 2002 لاستيعاب الآلاف من أبناء شعبنا الذين اعتقلتهم لمشاركتهم في انتفاضة الأقصى، ونُقل الإشراف على السجن من سيطرة جيش الاحتلال إلى مصلحة السجون عام 2006.

وحسب بيانات هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني فإن نحو 100 ألف معتقل فلسطيني دخلوا سجن النقب بين عامي 1988 و1996.

وبحسب البيانات ذاتها فإن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 800 ألف شخص في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلالهما عام 1967.

سجن في عمق الصحراء:

ويفتقد معتقل النقب إلى "أدنى مقومات حقوق الإنسان" وفق ما تظهر الإفادات التي أدلى بها الأسرى للمنظمات الحقوقية، ولمحاميي هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، ورغم وقوعه في عمق الصحراء وفي موقع معزول عن العالم، فقد عمدت سلطات الاحتلال إلى تشديد عزلته.

وحول الواقع الصعب في هذا السجن قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع إنه "خلال الأعوام الأخيرة قامت سلطات الاحتلال ببناء جدران بين مختلف أقسام السجن بحيث بات الأسرى يعيشون الآن في أقفاص معزولة عن بعضها البعض، إضافة إلى وجودهم في موقع معزول في الصحراء".

وأضاف قراقع الذي أمضى ستة أشهر في هذا المعتقل لدى بداية الانتفاضة الأولى: "يجب إغلاق هذا المعتقل إنه لا يليق بالحيوانات ولا يصلح للبشر، لقد أقيم هذا السجن لغرض القمع والاضطهاد فقط".

وأوضح أن النقب سجن يقبع به عدد كبير جدا من المعتقلين ويتعرض إلى مداهمات وعمليات تفتيش مهينة باستخدام السلاح، إضافة إلى أن البيئة التي يوجد فيها سجن النقب غير صحية ولا يصلح للاحتجاز الأدمي ويجب إغلاق هذا السجن بأسرع وقت.

وتواصل إدارة مصلحة السجون عمليات النقل بحق الأسرى المضربين من سجن إلى آخر، مع تجميع العدد الأكبر من المضربين في سجن النقب الصحراوي، كما عزلت العديد منهم انفرادياً، علما أنه ومنذ اليوم الأول، استولت على جميع مقتنيات الأسرى المضربين وجردتهم من ملابسهم، وأبقت على ملابس إدارة السجون.

من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إنه سجن شخصيا في النقب، وهذا السجن تعرض فيه آلاف الأسرى لعمليات قمع مستمرة ومتواصلة وهو المعتقل الوحيد الذي استشهد فيه 3 أسرى بالرصاص، حينما قام مدير السجن عام 1988 باغتيال أسيرين برصاص مسدسه أمام الأسرى.

تجربة شبيهة بالمعتقلات النازية:

وأضاف فارس إن من يدخل هذا السجن يتعرض لمختلف أنواع القمع وهو يشبه معتقلات الاعتقال النازية ولا تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة، إضافة إلى عمليات القمع ويتميز بأنه السجن الأكبر من بين سجون الاحتلال والسجن الذي يمارس فيه بشكل كبير قمع ضد الاسرى، ويتميز أنه يقع في صحراء قاحلة يستحيل العيش فيها بهدف وضع الأسرى في أصعب ظروف يعيشون فيها.

وفي السياق ذاته، ذكر الأسير المحرر عبد الناصر فروانة مسؤول وحدة التوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن معتقل النقب كان في الإساس معسكرا للجيش وهو منطقة خطرة وحارة جدا، وافتتح لعقاب نشطاء الانتفاضة الأولى، وأنه اليوم أضحى من أكبر المعتقلات التي تستوعب الأسرى.

وأردف: إن ظروف السجن قاسية جدا جراء حر الصحراء وبرودتها خلال الليل، وهو قريب من مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي وهذا يؤثر على صحة الأسرى.

وأضاف فروانة أنه استشهد في السجن كل من الأسير أسعد الشوا من غزة، وبسام السمودي من جنين بعد أنه أطلق عليهما النار مدير السجن، كما استشهد محمد الأشقر في العام 2007، إضافة إلى من استشهدوا جراء الاهمام الطبي بعد خروجهم من هذا السجن.

وقال: إن سلطات الاحتلال تمارس عنصريتها بأقصى قسوة داخل النقب جراء ترك الأسرى تحت المطر والشمس أثناء العد وعمليات التفتيش المذلة، إضافة إلى أجواء البرد القارس في فصل الشتاء، والحر الشديد في الصيف، فالحياة هناك صعبة جدا.

وتابع فروانة إن معتقل (أنصار 3) يفتقر لأدنى حقوق الإنسان ويتنافى مع الاتفاقيات والأعراف الدولية من حيث موقعه الجغرافي، حيث نصت المادة 83 من الفصل الثاني في اتفاقية جنيف (لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب) علما بأن هذا المعتقل يقع في منطقة عسكرية بالقرب من الحدود المصرية وهو بالأساس معسكر لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتم إنشاء المعتقل بداخله.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025