تضامن رغم المرض والمشقة في طولكرم
- هدى حبايب
رغم الوعكة الصحية الشديدة التي ألمت بالمواطنة نادية الزعبي والدة الأسير حاتم الجيوسي، إلا أنها أبت إلا أن تغادر فراش المرض في المستشفى وتشارك في الوقفة التضامنية مع ابنها المضرب عن الطعام وجميع الأسرى في خيمة الاعتصام وسط مدينة طولكرم.
بجسدها النحيل نتيجة ظروف المرض الصعبة، قابلت جموع المعتصمين بوجهها البشوش وابتسامتها المعهودة، في ظل ترحيب بقدومها ومشاركتها المساندة للأسرى، خاصة بعد غيابها الطويل عن اعتصام الأسرى الأسبوعي كل يوم ثلاثاء، والذي كانت من أولى المشاركات فيه، منذ 15 عاما.
تقول الجيوسي: "رغم الأسى والمرض إلا أنني لم أكن أستوعب أنني لن أشارك أبنائي الأسرى في إضرابهم عن الطعام، هم شمعتنا والنور الذي يضيء علينا، جميعهم أولادنا رافعين رؤوسنا عاليا، وقادرين على هزيمة السجان ونيل حقوقهم العادلة".
وأعربت عن ألمها لعدم قدرتها على المشاركة في فعاليات التضامن مع الأسرى اليومية بسبب المرض، وقالت: "من 15 سنة وأنا أشارك أسرانا داخل السجون، عز علي ما أشاركهم في إضرابهم عن الطعام".
ووجهت التحية لهم في صمودهم، وصبرهم، مضيفة أن الله تعالى معهم وأهلهم في طولكرم يقفون إلى جانبهم، مشيرة أنها تدعي لهم دائما وهي على فراش المرض بأن ينصرهم الله على ظلم الاحتلال.
وقالت إن القلق يصيبها على ابنها حاتم المحكوم 3 مؤبدات و55 عاما، بعد أن كان يقبع في سجن نفحة، حيث لا تعلم عنه أي شيء خاصة وأنها لم تزره منذ 10 شهور بسبب المنع الأمني الذي فرض عليها دون أي مبرر.
كما شهدت الوقفة التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في طولكرم اليوم صورا من الصمود والمؤازرة، حيث قام كل من والد الأسير عبد الرحمن فودة المحكوم (17 عاما) والأسير المحرر شكري غنايم، بالوصول إلى خيمة الاعتصام في طولكرم قادمين من مخيم نور شمس شرق المدينة مشيا على الأقدام وهما مضربين عن الطعام، رافعين اليافطات التي كتب عليها "نعم للجوع، ولا لركوع"، و"الأسرى في خطر والإضراب مستمر"، كشكل من أشكال التضامن مع الأسرى.
وقال فودة إنه على الرغم من آلام قدميه التي تجبره على الاتكاء على العصا والأمراض الأخرى التي تلم به، إلا أنه أبى إلا أن يساند الأسرى في هذه الخطوة، شعورا منه ومن صديقه غنايم تجاه ما يشعر به الأسرى، وقال مهما قدمنا من تضحيات من أجل أبنائنا داخل السجون لن نوفيهم حقهم، وسنواصل دعمهم بكل الوسائل حتى تحقيق مطالبهم العادلة والإفراج عنهم.
كما حمل جمع غفير من أمهات الأسرى صور أبنائهن وهن يشاركن في اعتصام اليوم، وسط الدعاء للأسرى بأن يمن الله عليهم بالفرج والحرية ويخفف عنهم في هذه المعركة الحاسمة التي ستحقق مطالبهم العادلة.
وأعربت والدة الأسير منصور شريم المحكوم (12 مؤبد و50 عاما)، قضى منها (15 عاما)، عن قلقها على وضعه ووضع جميع الأسرى، مشيرة أنه يقبع الآن في عزل "أيلون" سجن الرملة، بعد نقله من جلبوع مع 40 أسيرا مضربين عن الطعام، مؤكدة أنها تقف معهم حتى تحقيق ما يصبون إليه.
ودعت عضو إدارة نادي الأسير في طولكرم حليمة ارميلات، الأسرى إلى مزيد من الصمود والثبات والإصرار والعزيمة والوحدة، لأنها الطريق باتجاه هزيمة إدارة السجون بكل قوة وبالتالي تحقيق مطالبهم المشروعة.
كما وجهت الأسيرة المحررة عصمت أبو صاع مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى في طولكرم، رسالة للأسرى أنكم تخوضون معركة الجوع، ولكن موائدكم عامرة بالعزة والكرامة.
ـــــــــــــ