قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم    "الخارجية" تطالب بتدخل فوري لوقف جرائم الاحتلال بتجويع شعبنا وترهيبه في غزة وجنين وطولكرم    استشهاد مواطنة برصاص الاحتلال في مدينة رفح    المجلس الوطني يدين اعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا    وزير الأوقاف: نرفض سقف صحن الإبراهيمي لإضراره بمكانته التراثية والتاريخية    الصحة: استشهاد شابين برصاص الاحتلال فجر اليوم في مدينة جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ44 على التوالي    إصابتان في اعتداءات مستعمرين على رعاة الأغنام في الأغوار الشمالية    مستعمرون يهاجمون المواطنين وممتلكاتهم في مسافر يطا جنوب الخليل    الاحتلال يهدم معرضي مركبات قرب سردا شمال رام الله    السعودية تطالب بضغط دولي على إسرائيل لإعادة الكهرباء إلى غزة دون شروط    اليونيسف: 90% من سكان غزة غير قادرين على الحصول على المياه    إصابة ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في بيت فجار    اصابات واعتقالات ومداهمات خلال اقتحام الاحتلال بلدة عزون شرق قلقيلية    استشهاد مسنة برصاص الاحتلال في جنين  

استشهاد مسنة برصاص الاحتلال في جنين

الآن

المحرَّر "عودة" يروي تجربة الانتصار على السجان بعد 19 يوما من الإضراب

سامي أبو سالم

يواصل ما يزيد عن 1800 معتقل فلسطيني، من أصل سبعة آلاف، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي، مطالبين بتحسين ظروفهم داخل المعتقل.

يحيى عودة (48 عاما) من مدينة غزة، أحد المحرَّرين الذين سبق وأن خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام في الإضراب الشهير الذي استمر 19 يوما، وخاضه بنجاح أكثر من 7000 من المعتقلين في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 1992.

يقول عودة إنه في الثلاثة أيام الأولى طغى عليه الجوع صاحبه صداع شديد، وبعدها دخل في حالة من شبه السكون والهزال والألم العام.

"تمركز الألم في عينيّ ومفاصلي سيما الركبتين، لكن بشكل عام كل الجسم كان في حالة ألم، لا أعرف تحديد مكانه"، أضاف عودة.

"تشعر وكأن جسمك مصنوع من الشمع يذوب رويدا رويدا،" قال عودة في لقاء مع "وفا" في خيمة التضامن مع المعتقلين في ساحة "السرايا" وسط مدينة غزة.

وأضاف انه كان يراقب نفسه وكيف تضمر عضلات جسمه سيما وأنه كان شابا، ويراقب الآخرين، لكن هذه التغيُّرات كانت تزيدهم صمودا، "كلما تغيرت أجسامنا وضمرت عضلاتنا نشدد على أن هذا الضمور لن يذهب هباء، ويجب أن نحقق مطالبنا".

وأشار عودة، الذي اعتقل عام 1990 وأفرج عنه 1999، إلى أن الأسير يتناول فقط الماء "كي لا يموت" وليحاول الحفاظ على ضغط الدم وتجنب الجفاف، كما يتناول بعضا من الملح كي لا تتعفن المعدة والأمعاء.

"كرهت الماء لأنه الخيار الأوحد المفروض فرضاً وصرت أشعر أنه ثقيل، لا أستطيع أن أشرب"، قال عودة الذي كان قد بلغ الثالثة والعشرين من عمره خلال الإضراب.

ولفت إلى أن سلوك المعتقلين يختلف من فرد إلى آخر خلال أيام الإضراب مع بعض القواسم المشتركة.

وتابع: "لا نتحرك كثيرا لأن الحركة تستهلك طاقة، كنا نوفر الطاقة لنصمد أكثر، كذلك كنا نصل لدرجة أننا لا نستطيع التحرك".

ويقول إن تركيبة الجسم تتغير وتخرج رائحة كريهة من الفم، "الرائحة كريهة لكن الجميع يتفهمها".

ولم يخل الإضراب من مداعبات وابتسامات، فالمعتقلون يعبرون بمزاح عن اعتذارهم للأكلات التي كانوا يرفضونها قبل الإضراب، "أعتذر للباذنجان الذي لم أطقه يوما، بحبك يا عدس، الفول مسوّس أو مش مسوّس، نتأسف لكم،" قال عودة مبتسما.

 ونفى عودة تناول المعتقلين أي قطعة سكّر -أسوة بالملح- لمساعدتهم على توفير الطاقة، "السكر عبارة عن غذاء وهذا ممنوع"، لكنه أشار إلى أنه بعد زهاء 16 يوما تناول المعتقلون كوبا من الحليب "بتدخل دولي" ساعدهم في الصمود وهذا متعارف عليه دوليا ولا يُعتبر كسرا للإضراب.

وأكد أن الإضراب لا يُفرض على أحد أبدا، "عادة الإضراب طوعي لمن يرغب، يستثنى المرضى والقاصرون، لكن من ينضم يجب أن يلتزم، تم ترتيب ذلك خلال تحضيرات مسبقة".

وحول ممارسات السجان الإسرائيلي ضد المعتقلين المضربين، قال عودة، الذي يعمل في وزارة الإعلام الفلسطينية، إن المضايقات والممارسات لا تتوقف منذ اليوم الأول للإضراب، والهدف منها كسر الإضراب عبر الضغط وزعزعة ثقة المعتقلين بأنفسهم وقيادتهم أو لشق الصف الموحّد.

وأوضح: "يشن السجانون حملات على الغرف، يرشون الغاز المسيل للدموع لإنهاك المعتقلين المنهكين، ويعتدون بالضرب عليهم كل هذا تحت ستار تفتيش"، ويضيف "كما كانت إدارة السجن تلجأ لسياسة العزل الانفرادي ضد عدد من الأسرى سيما قادة الإضراب، كإجراء عقابي على تشجيعهم لباقي الأسرى (تحريض).

وكانت اللجان القيادية في المعتقل تنشر خطابات توعية لرفع الروح المعنوية، والحفاظ على وحدة صف المضربين، ودحض محاولات السجانين الإسرائيليين ببث الإشاعات مثل أن فلانا أوقف الإضراب أو تم التوصل إلى تسوية.

"ويتعمد السجانون لإنهاك المعتقلين نقلهم من قسم إلى قسم أو من سجن إلى سجن، وهذه عملية قاسية بالنسبة لغير المضربين، وبالتالي فهي شديدة القسوة على المُضرب الذي لا يقوى على الحراك"، قال عودة.

وتابع: "عندما يتم نقل سجين لعيادة السجن (المتواضعة) يتعمد الممرضون إغراء المعتقل بتناول الطعام، "أنت مريض وفي عيادة خذ فرصتك وتناول الطعام ولن يراك أحد"، مؤكدا أن الأسير المضرب كان يرفض ذلك، ومن ثم توقف الأسرى عن الانتقال للعيادة وطالبوا بأن يزورهم الممرض في الغرف بدلا من العيادة.

أنهى المعتقلون الفلسطينيون إضرابهم وحققوا مطالبهم بعد 19 يوما من الألم والصمود في سجن نفحة الصحراوي، وتوفرت لهم بطانيات ومراوح وكتب وفرص استكمال التعليم والقرص الحراري الكهربائي وغيرها الكثير.

 

وأشار عودة إلى أن السبب الرئيسي في الانتصار كان وحدة موقف الحركة الأسيرة والحراك الجماهيري الواسع داخل الأرض المحتلة وخارجها والدبلوماسي لمنظمة التحرير، "بذلك انتصرنا وتحققت مطالبنا".

ويعتمد المعتقلون الفلسطينيون "الإضراب عن الطعام" كأسلوب نضالي منذ عشرات السنين، لتحقيق مطالبهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بتحسين ظروفه، ومن أبرز الإضرابات: إضراب سجن الرملة بتاريخ 18/2/1969 وإضراب السجينات الفلسطينيات في سجن "نفي ترستا" بتاريخ 28/4/1970 الذي استمر تسعة أيام، وإضراب سجن نفحة 14/7/1980 واستمر لمدة 32 يوما استشهد خلاله راسم حلاوة وعلي الجفري خلال ما وُصف بمحاولة الإطعام القسري.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025