التضامن مع الأسرى بالجوع
بسام ابو الرب
لم تعط نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة، بالاً للمشاكل الصحية التي تعاني منها عندما قررت الاضراب المفتوح عن الطعام مع سبعة آخرين؛ وذلك في خطوة تضامنية مع الأسرى الذين يخوضون اضراب الحرية والكرامة لليوم الخامس عشر على التوالي.
الأتيرة ومن معها نصبوا خيمة يوم أمس الأحد، وأعلنوا الاضراب المفتوح عن الطعام من أجل إيصال رسالة للاحتلال والعالم، بأن الأسرى المضربين عن الطعام ليسوا وحدهم في معركتهم المشرفة.
وتعد الأتيرة واحدة من النساء القلائل التي تتضامن مع الأسرى بخوض الإضراب عن الطعام، رغم طبيعة وحجم الفروق الفسيولوجية بين الجنسين، فهي ترى ان المرأة الفلسطينية وقفت جنبا الى جنب مع الرجل في معركة النضال ضد الاحتلال فكانت الشهيدة والأسيرة والجريحة.
الأتيرة التي ذاقت مرارة الاعتقال أكثر من مرة منذ العام 1976 وأصيبت بعيار ناري في الرقبة، تتحدث لمراسل "وفا"، عن واقع الأسرى وما يحتاجونه من دعم خارج السجون من أجل نصرة قضيتهم.
وتقول "أردنا أن نخوض تجربة الاضراب كي نشعر بالأسرى وما يعانونه، رغم أن الأوضاع تختلف عنهم، كما أن إحساس الخوف على الأسرى شكل هاجسا من أجل إطلاق هذه المبادرة، والعمل على رفع سقف التضامن معهم".
وتضيف "ان مشهد الطفلة من محافظة طولكرم التي كانت تضرب عن الطعام تضامنا مع الأسرى، كان مؤثرا ودفعة قوية لخوض هذه التجربة، رغم الأوضاع الصحية، والإصرار على تناول الماء فقط، والعيش في خيمة وسط مدينة نابلس، وكأنها تعايش الأسرى وتجربتهم".
وتشير الأتيرة الى أنه خارج الأسر الكثير من المغريات التي يمكن ان تنال من عزيمة الانسان المضرب عن الطعام، مثل التواجد وسط المدينة وانتشار المطاعم وروائح المأكولات، لكن هذا شكل دافعا لتقوية الإرادة لدى الجميع.
وتوضح أن معاناة أهالي الأسرى هي الاكبر فهم يعيشون القلق على أبنائهم والخوف كل لحظة، حتى أن تناوُل الطعام أصبح بالنسبة لهم خيانة لأبنائهم في السجون. وتشدد على ان قوة الاضراب وتحقيق مطالب الأسرى في قوته والتوحد خلف قضيتهم.
والذين أعلنوا عن الاضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع الاسرى، هم: أمين سر حركة فتح في نابلس جهاد رمضان، ومازن الدنبك، وحسام نعيم، وغسان حمدان، وإيهاب أبو صالحية، وعز عويجان، وجمال كيكة، إضافة إلى عنان الأتيرة.
يشار إلى أن عددا من المواطنين والأسرى المحررين أعلنوا اضرابهم عن الطعام، تضامنا مع الاسرى المضربين بعد فشل حوارات ونقاشات مع "إدارة المعتقلات" لتحسين أوضاعهم، حيث شرع نحو 1500 أسير في اضراب مفتوح عن الطعام، في السابع عشر من نيسان الماضي، تزامنا مع يوم الأسير، وذلك احتجاجا على الممارسات القمعية التي تمارس بحقهم، والعدد مرشح للزيادة مع مرور الأيام، ليصل عددهم حتى الآن إلى نحو 1800 أسير.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 7000 أسير، من بينهم 330 أسيرا من قطاع غزة، و680 أسيرا من القدس وأراضي عام 1948، و6000 أسير من الضفة الغربية المحتلة، و 34 اسيراً من جنسيات عربية.