20 عاما يساند الأسرى
-زكريا المدهون
منذ عشرين عاما لم يغب محمد المجدلاوي (أبو خميس) من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، عن أية فعالية مساندة للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصغير والكبير يعرف أبو خميس (53 عاماً) الذي بدأ أول فعالية تضامنية مع الأسرى برفع صورة الأسير الشهيد اللبناني سمير القنطار عام 1997.
رفع (أبو خميس) المشهور بذلك الاسم بين ذوي الأسرى صورة القنطار بطلب من الشهيد القائد محمد عبّاس (أبو العباس) الأمين العام السابق لجبهة التحرير الفلسطينية لمدة خمسة عشر عاماً حتى حرّر سمير من السجون الإسرائيلية.
في "ساحة السرايا" وسط مدينة غزة يجلس (أبو خميس) على كرسي بلاستيكي بجوار خيمة تضامن الأسرى، وهو يرتدي كوفية بألوان العلم الوطني لتحميه حرارة الشمس، ويلف كوفية على رقبته تتوسطها صورة صغيرة للشهيد الرئيس ياسر عرفات.
رفع (خميس) الذي يترك منزله الساعة الثامنة صباحا ويعود اليه بعد غروب الشمس، كما يقول صور أسرى قادة مثل: مروان البرغوثي وكريم يونس وصدقي المقت... كما رفع صورة الأسير الأردني سلطان العجلوني لمدة عشر سنوات حتى حرّر.
وتابع في حديث لوكالة "وفا": "رفعت صور 70% من الأسرى الأبطال، وسأواصل هذا العمل الوطني والإنساني الى آخر نفس في حياتي وتبييض السجون والمعتقلات."
ويخوض نحو 1800 أسير في سجون الاحتلال اضرابا مفتوحا عن الطعام، مطالبين بتحسين ظروفهم الاعتقالية السيئة.
وعن بدايات فعالياته التضامنية، قال (أبو خميس)" أول نشاط قمت به قبل عشرين عاماً عندما كان مقر "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" يقع في شارع الجلاء وسط مدينة غزة وذلك بطلب من الشهيد "أبو العبّاس."
وأول صورة رفعها هي صورة الأسير الشهيد القنطار الذي لم يكن له أهل وأقارب في قطاع غزة فهو لبناني الجنسية، أضاف (أبو خميس).
وتابع: "في بداية الاعتصام أمام الصليب كان عدد المتضامنين قليلاً ومع مرور السنين تضاعف هذا العدد الى ما هو عليه اليوم."
وبعد نقل مقر "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" الى مقرها الجديد غرب مدينة غزة استمر (أبو خميس) بمشاركته التضامنية مع الأسرى التي تنظم كل يوم اثنين من كل أسبوع وغيرها في أماكن.
ولم يذكر (أبو خميس) أنه تأخر يوما عن مساندة الأسرى وفي أحلك الظروف التي مرّ بها، مشيرا الى أنه شارك في الحروب ومرضه وفي الأعياد وأوقات الحر في الصيف والبرد والرياح والأمطار شتاء.
وعن التّغيرات التي حدثت منذ عشرين عاماً، أوضح أن هناك أسرى حرروا واعتقل أخرون، فيما رحل عن عالمنا أمهات أسرى كنّ وجوها مألوفة في كل اعتصام مثل: أم غازي النمس توفيت وهي داخل خيمة تضامنية مع الأسرى (يوم الأسير) وأم أيمن الفار.
ومن أوائل المتضامنات من أمهات الأسرى وما زلن على قيد الحياة، يتذكر (أبو خميس) أم جبر وشاح وأم إبراهيم بارود وغيرهما، منوها الى انخراط وجوه جديدة شابة من كلا الجنسين وبكثافة في الفعاليات التضامنية مع الأسرى.