دوافع التوافق الفلسطيني- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
اعتدال وواقعية فلسطينية جمعية انبثقت من الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث لا يوجد اليوم إطار أو فصيل فلسطيني يرفض بشكل رسمي وعلني ما تم التوصل إليه من اتفاقات مع إسرائيل أو وخاصة الاعتراف المتبادل بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ,كما انه أصبح هناك قبول رسمي من الجميع بدولة فلسطينية على حدود عام 67م وقبول كل ما قبلت به منظمة التحرير من خارطة طريق ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ,وهذا لم يعد فيه لبس ولا غموض كل المحاولات الإسرائيلية بطلب الاعتراف من حماس أو غيرها من الفصائل بإسرائيل ما هي إلا كلام يقصد به وضع العصي في الدواليب ,لان فتح لم يتم تبادل الاعتراف بينها وبين أحزاب إسرائيلية ولم يطلب منها مثل هذا والقيادة الفلسطينية لم تطلب من الأحزاب اليمينية الصهيونية التي كان ينادي قادتها بتهجير العرب48 من فلسطين ويعلنون صباحا ومساءا بأنهم يرفضون إقامة دولة فلسطينية أو الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية لم تطلب منهم الاعتراف بمنظمة التحرير أو الاعتراف بالاتفاقات الموقعة لان دخولهم في الحكومة يعني قبولهم الضمني بها دون جدال بالطبع هذا الخطوة اليوم على ساحتنا الفلسطينية ليست قفزة في الهواء كما قد يعتقد البعض بل خطوة متناسقة بشكل كبير مع ما يدور اليوم في المحيط العربي من صعود للإسلاميين الذين رفعوا منذ البداية شعارات الواقعية السياسية والتي تتمشى مع العالم بشكل عام وهو إبقاء المنطقة في حالة إلا حرب من هنا أدركت الحركات السياسية الفلسطينية هذا التوجه الذي يعني إن لا جيوش جرارة قادمة من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب رافعة الرايات الخضراء ولا أصوات صهيل الخيول قادمة ولا هتافات خيبر خيبر يايهود..... إيمان الحركات السياسية الإسلامية بان الساحة الفلسطينية تختلف عن الساحات العربية لان الرئيس الفلسطيني لم يأتي على ظهر دبابة بل من خلال انتخابات حرة ونزيهة شهد لها هم أنفسهم لأنهم كانوا جزأ من هذه الانتخابات وفازوا وسلمهم السلطة ولكن نتيجة للرفض الدولي لهم لم يتمكنوا من ممارسة السلطة مما قد يكون له مردود سلبي عليهم في أي انتخابات قادمة وهذا يحتم على الجميع العمل كشركاء لا فورقاء إيمان الجميع بان مشروع التحرر الوطني لم يكتمل وان قضيتنا وصراعنا مع الإسرائيليين بحاجة إلى طاقات الجميع دون متاجرة بأحلام وأمال الجماهير ببيع الوهم غير الواقعي الذي سرعان ما يتم تبديده حين الاقتراب من العمل السياسي الرسمي وكثير من كانت المقاومة وهم خارج السلطة صاروخ وبندقية وحينما دخلوا السلطة أصبحت بناء مدارس وقلم ودفتر وللأسف لم يرى شعبنا اين منهن . زيادة النجاحات الدبلوماسية للنهج الدبلوماسي الذي تتبعه القيادة الفلسطينية كان الدافع القوي للجميع من اجل اللحاق من اجل المساهمة بالقدر الممكن من إمكانية دفع الجهد الدبلوماسي الفلسطيني وخاصة وان الانقسام يعتبر عقبة إمام هذا العمل بحسب أوراق ولجان الأمم المتحدة التي كلفت بدراسة طلب القبول لعضوية دولة فلسطين . احتراق العباءة السورية التي كانت ومجموعة من الدول ترفع شعارات الممانعة والمقاومة وتهديد القادة الجدد لسوريا بطرد كل قوى العمل السياسي الفلسطيني الخارج أطار منظمة التحرير ,وعدم إمكانية إيجاد ملاذ يوفر إمكانية التعاطي مع الشعارات القديمة ,لان الذهاب إلى طهران من قبل هذه القوى يعني حرق أخر مركب. وغرق طهران هنا يعني غرق الجميع ,من هنا كان النظام العربي هو الملاذ في إطار العباءة الشرعية الفلسطينية لكل قوى العمل السياسي الفلسطيني إيمان القيادة الفلسطينية بشكل كلي بان كل تلك الأسماء واليافطات التاريخية التي كان لها حضور في مرحلة من المراحل بانها نتيجة التكلس وعدم التجديد وسحب ورقة المقاومة المسلحة منها وإغلاق باب المزايدة بالشعارات الرنانة سوف يفقدها وجودها في حال خضعت لصناديق الاقتراع التي لا تقبل إلا الأفعال القادرة على خدمة المواطن الفلسطيني والقادرة على تحقيق الانجازات على الأرض لصالح المشروع الوطني ,من هنا من باب تكريمها بشكل يليق بتضحيات الماضي فكان لابد من إدخالها في الإطار القيادي ومن ثم الجماهير الفلسطينية تكون صاحبة الكلمة الأخيرة فيمن يصلح للمرحلة القادمة أو لا يصلح من خلال صناديق الانتخابات المردود الايجابي الظاهر للمقاومة الشعبية السلمية التي تشارك فيها قوى السلام المناصرة لقضيتنا من كل أرجاء العالم وما لهذه الأفعال من مرود في المجتمع الدولي الظاهر من خلال الموافقة والدعم ألأممي لقضيتنا من خلال التصويت في الأمم المتحدة على أي قرار يناصر ويساند شعبنا الفلسطيني . كل هذه العوامل مجتمعة كانت السند للجميع بان يكون احد عوامل الوحدة والمشاركة لان الجماهير الفلسطينية التي خرجت وطالبت بإنهاء الانقسام والاحتلال وكانت الدافع الرئيس لتحرك القوى الفلسطينية الرئيسية في عملية الانقسام للقاء قادرة على إن تعيد الكرة مرة أخرى وتخرج إلى الشارع ليس لإنهاء الانقسام فقط بل لإنهاء كل من يعمل على إبقاءه