المواطنون يؤدون "الفجر" في الشوارع والمستوطنون يستبيحون الأقصى
راسم عبد الواحد
واصل أبناء مدينة القدس المحتلة، خطواتهم الاحتجاجية رفضاً لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، الخاصة بالمسجد الأقصى، وأدوا صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من المسجد، ورفضوا الدخول إليه عبر البوابات الالكترونية، التي نصبها الاحتلال على مداخل وبوابات الأقصى.
في الوقت نفسه، شرعت مجموعات من عصابات المستوطنين اليهودية باقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات بحرية كاملة فيه.
ونشرت مواقع تواصل اجتماعية تابعة لما يسمى "منظمات الهيكل" المزعوم، صورا للاقتحامات، وكتابات أبرزها "لحظة تاريخية بـ"جبل الهيكل"، لأول مرة منذ تحريره اليهود يدخلونه بحرية".
وفي تطور لاحق، أكد مسؤول الاعلام في أوقاف القدس فراس الدبس، أن موظفي الأوقاف بجميع أقسامها، بما فيهم حراس المسجد الاقصى المبارك، يرفضون الدخول الى المسجد الاقصى عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي.
وكان فلسطينيو القدس، والأوقاف الإسلامية، وهيئة القضاة الشرعيين، وأئمة وخطباء المساجد في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، أكدوا رفضهم لإجراءات الاحتلال، وشددوا على أنها تمس حرية العبادة بشكل خطير، وتحول دون دخولهم إلى الأقصى لأداء الصلوات، وتنسف الوضع القائم والسائد (ستاتسكو) منذ عام 1967، وتُعتبر استنساخا للإجراءات المفروضة في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وحذر القائم بأعمال قاضي القضاة، رئيس محكمة الاستئناف الشرعية بالقدس المحتلة، الشيخ واصف البكري، في تصريحات صحفية، من إجراءات الاحتلال والإخلال الكبير في الوضع القائم، مؤكدا رفض الهيئات الدينية الشرعية استلام المسجد الأقصى قبل إزالة كافة القيود الجديدة التي فرضت على بواباته.
وقال: 'نحن دعاة سلام وعبادة، وللمسلم حق دخول مسجده لأداء صلواته بحرية دون أي عائق، ولن نقبل مطلقا هذا التقييد على بوابات المسجد الأقصى، فاليوم دخلنا مجموعة من المشايخ، لكن عند محاولة الجمهور الدخول أيضا أمرهم الاحتلال بالدخول عبر البوابات الإلكترونية وهو ما رفضناه ونرفضه، فلنا الحق بالدخول إلى مسجدنا وأداء الصلوات بأمن وأمان'.
وتكشفت يوم أمس المزيد من مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى، ومنها تسليم مسؤولية ادارة ساحات المسجد الأقصى لبلدية الاحتلال في القدس، تجسيدا لمخطط احتلالي قديم اعتبر أن المُصلى القبلي هو السجد الأقصى، وأن مسجد قبة الصخرة بُني على أنقاض "الهيكل" المزعوم، في حين ساحات المسجد هي ساحات عامة تابعة لبلدية الاحتلال في المدينة المقدسة، فضلا عن مخطط آخر لأخذ موضع "مركز" لبلدية الاحتلال في المسجد المبارك على غرار المركز التابع لشرطة الاحتلال في المسجد، وبالتالي وضع اليد بالكامل على المسجد الأقصى وسحب الوصاية والادارة الاردنية.
وكانت مواجهات عنيفة شهدتها منطقة باب الاسباط، ليلة أمس، خلال أداء المواطنين صلاتي المغرب والعشاء في الشارع الرئيسي، في حين اندلعت مواجهات في حارتي باب حطة والسعدية الملاصقتين للمسجد الأقصى، وفي العديد من أحياء وبلدات القدس المحتلة رفضا لإجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى.
ــــــــ