أنتم الأحياء يا أطهر مخلوقات الله - موسى نافذ الصفدي
الغضب والألم لا يمكن لهما أن يكونا الوصف لما يشعره المرء و هو يعيش لحظة الوداع أو لحظة الذهول أمام مشهد الخراب و الموت الذي نعيشه منذ أن أصبحنا لاجئين في أرض الله الواسعة و بعد أن ضاقت علينا بلاد أمتنا العربية و الإسلامية ... ربيعنا الواعد و خيرة شبابنا الفلسطيني ُيغتال و يمزق أمام أعيننا و يطلب إلينا ألا نفكر أو نرتعش أو حتى نتألم أوأن نقوم بالهمس فيما بيننا حول الفجيعة التي تمارس الآن و على مرأى من العالم ضد أبنائنا و شبابنا . هل من حقنا أن نرثي شهدائنا ؟ هل نستطيع أن نحول هذا الصراخ بوجه هذه الفجيعة إلى لعنة تلاحق من قتلهم ....؟ بالطبع سنفعل ذلك لأننا نريد أن نفعل ذلك و لأننا قررنا ألا نترك شهداءنا في ملكوت النسيان و الصمت الذي أراده البعض لهم ... قررنا ذلك لكي يبقى الشهداء في أبهى صورهم التي هم فيها ... القصص و التلفيقات و التبريرات التي تساق لتبرير هذا القتل لن تأخذ منا مأخذاً و لن نصدقها لأننا نعرف الشهداء و عائلاتهم و حتى سلوكهم السوي مع أخلاقهم العالية و تربيتهم التي يعرفها كل أبناءنا في المخيمات ... و هنا أنا أشير إلى ما تم اشاعته عن الشهيد محمود تركي الشهابي الكل يعرف من هو الشهيد و من هم أخواله و أعمامه و اشقائه و أصدقائه و جميعهم من الأخيار و ذوي السمعة الوطنية و الاجتماعية الرائعة مما يجعل الشهيد فوق أي شبهة أو تهمة . أخيراً إن من مثلك يا شهيدنا الغالي لا يحتاج إلى من ينعيه و لا إلى من يبكيه ، من يحتج للنعي و البكاء هم من قتلوك من دون أن يعرفوك محمود تركي الشهابي و الله إن دماء شهداءنا مآذن ، لو يعرف القاتلون لما تجرئوا على دمائهم الذكية الطاهرة ...ستبقى أصواتهم المدوية بالحق و الحرية مرفوعة الآذان إلى يوم يبعث الخلق ... و الله يا شهيدنا الغالي محمود ستبقى في حنجرة كل أذان نرفعه إلى أن يشاء الله ... هنيئاً لك ما أعطاك الله من رفقة النبيين و الصديقين في جنة الخلد
موسى نافذ الصفدي دمشق / مخيم اليرموك
mousa1.1965@hotmail.com