لمصلحة من تمنع فتح من احياء ذكرى الانطلاقة في غزة - بسام صالح
قبل ايام سادنا نوع من الفرحة وكنا كمن ازاح هما وغما عن نفسه، عندما وصلتنا اخبار المصالحة واللقاءات الايجابية وما تلاها من تصريحات تطفح بالتفاؤل والايجابية. ولاننا من الايجابيين والمتفائلين توقعنا خيرا لما فيه مصلحة قضيتنا وشعبنا بانهاء هذا الانقسام مرة والى الابد وبدون عودة،
ولكن تصريحات السيد مشعل التي حمل بها مسؤولية الانقسام لاخطاء ارتكبها الطرفان فتح وحماس وعليهما الاعتراف بذلك لما فيه مصلحة انهاء الانقسام؟ وهي كمن يقول ضربني وبكى وسبقني واشتكى، واصبح هو صاحب الحق، بدل الاعتراف بخطأ حركته باستعمالها السلاح ضد ابناء شعبنا وتجاوزها كل الخطوط الحمراء.
وقلنا من اجل وحدة شعبنا نتحمل ونسير على جراحنا والامنا ونستمر بتفاؤلنا بقرب انتهاء هذه الحالة الغير
طبيعية الاستثنائية .
وجاءتنا تصريحات محمود الزهار القيادي بحركة حماس الذي انحصر تفكيره بكيفية توظيف المصالحة لاكتساح حركة فتح في الضفة الغربية من اجل توحيد الامارة الاسلامية في فلسطين لتكون منطلقا لتوحيد الامة الاخوعربسلامية؟؟ بدلا من تكثيف النضال ضد الاحتلال الصهيوني والاستيطان وتهويد القدس عاصمة دولتنا الابدية .
ونحن على مشارف احياء الذكرى 47 لانطلاقة حركة فتح، كانت انباء المصالحة تمثل خبرا سعيدا لجميع ابناء شعبنا فانطلاقة فتح ليست حكرا ولم ولن تكن حكرا على ابناء فتح بل هي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، كما يدل اسمها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فهي لكل فلسطيني ولك مناضل ولكل احرار العالم الذين يناضلون ضد الامبريالية والصهيونية ومن اجل حرية وحقوق الشعوب.
لم تفاجؤنا بعض اطراف حركة حماس بموقفها الشاذ البعيد كل البعد عن اجواء المصالحة التي كانت سائدة قبل استدعائها المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة فايز ابو عيطة لابلاغه رسميا بان حركة حماس لن تسمح لحركة فتح بتنظيم الاحتفالات لمناسبة الذكرى ال 47 لانطلاقتها وانها ستمنع اي مسيرات او تظاهرات احتفاليه بهذه المناسبة ، عجبا عجبا.
و سبق ذلك ايضا ان قامت اجهزة امن حماس باستدعاء 19 من كوادر فتح في اقليمي شرق غزة والوسطى، وتوقيف بعضهم واعتقاله،وتفيد مصادر فتح ان المعتقلين والمستدعين يخضعون للتحقيق لفترات طويلة يتعرضون خلالها للشبح والوقوف على ساق واحدة لساعات ووضع أكياس ذات رائحة كريهة على رؤوسهم طيلة فترة تواجدهم.
من حقنا و واجبنا ان نتساءل، دون اي تجريح باحد، ماذا فعلتم في لقاءات القاهرة هل كانت لحل الوضع الشاذ ام لادارة الانقسام والمحاصصة؟ وهل يكفي فتح قيادة وقاعدة التصريحات الايجابية وتنسى ابنائها في غزة بين ايدي اجهزة الامن والاستخبارات الحمساوية؟ هل قبلنا الانقسام وتعودنا عليه وقبلنا بحرمان ابناء شعبنا
وحركتنا من حقهم بالمواطنية وحرية الحركة والتعبير والاحتفال بذكرى انطلاقة شعبنا وثورته العظيمة؟
ممارسات بعض الاطراف الحمساوية لن تؤثر على ايمان وقناعة ابناء شعبنا والفتحاوين خاصة بان لا طريق
للنصر وتحقيق ثوابتنا الوطنية دون وحدتنا الوطنية ودون انهاء الانقسام وسيجد شعبنا الاسلوب المناسب للرد على مثل هذه الممارسات ضمن الاجواء الايجابية التصالحية وسيجد الاساليب المبدعة للاحتفال بانطلاقة ثورته العملاقة التي انطلقت دون ان تطلب اذنا من احد ايا كان .