السفير بدران: "الهجرة واللجوء" موضوع أصيل في التاريخ الفلسطيني
قال مساعد وزير الخارجية والمغتربين لشؤون اللاجئين والمغتربين السفير رأفت بدران، إن موضوع الهجرة واللجوء هو موضوع أصيل في التاريخ الفلسطيني منذ النكبة وحتى يومنا الحاضر.
وأضاف السفير بدران في تصريحات لـ "وفا" اليوم الأربعاء، على هامش الاجتماع الاستثنائي لعملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء التي انطلقت في مقر جامعة الدول العربية أمس الثلاثاء، إن انعقاد الاجتماع له أهمية كبيرة لفلسطين، لأننا أكثر من عانى من التهجير القسري، مشيرا إلى أن الأحداث والظروف التي تمر بها الدول العربية الشقيقة كان لها تأثير وانعكاس سلبي فيما يتعلق باللاجئين، ولذلك لا بد أن تكون قضية اللاجئين في صلب الحدث، لأننا أكثر من تضرر منذ العام 1948، مشددا على ضرورة فسح المجال لوصول المساعدة الإنسانية للاجئين بأمان ودون أي عائق وفقا للمبادئ الإنسانية القائمة.
وأوضح السفير بدران، أنه لا بد أن نكون دائما حاضرين في أي جهد من شأنه أن يساهم في التخفيف من أعباء اللاجئين، الذين هم مكوّن أصيل في المنطقة، وضرورة استمرار تقديم المساعدة للاجئين ومعالجة آثار النزاع والنزوح، وتعزيز التعاون مع المجتمع المدني في المنطقة.
يذكر أن أعمال الاجتماع الذي سينهي أعماله اليوم، يحضره الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفير بدر الدين علالي، ونائب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة لورا تومبسون، ومدير قطاع الحماية الدولية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كارول باتشلور، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي الدول العربية والمنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن.
واستعرض بدران خلال مداخلته في الاجتماع، الأوضاع المعيشية والحياتية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون، والتمييز الجائر ضدهم مت قبل إسرائيل، وأكد ضرورة عدم غياب قضية اللاجئين الفلسطينيين في المرحلة الراهنة والتي تمر بمنعطف خطير .
وتطرق الى الهجرة الداخلية التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي، حيث تم إبعاد 7 مواطنين بالأمس من القدس إثر الأحداث التي تدور حاليا في محيط المسجد الأقصى، مؤكدا أن اسرائيل تنتهج هذه السياسة لتفريغ المدينة المقدسة من اَهلها الأصليين، ومشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تمارس تهجيرا من نوع آخر، وهو تفريغ الأراضي من سكانها وإحلال الاستيطان غير الشرعي حسب القانون الدولي.
وطالب بدران بإعادة تفعيل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتحديدا ما يتعلق بموضوع اللاجئين، مؤكدا أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش، وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة.
كما طالب في مداخلته، بضرورة سد العجز في موازنة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، من خلال زيادة التبرعات السنوية، مطالبا إدارة الوكالة بالتحرك أكثر لتوسيع قاعدة المانحين، بما يسهم بالتخفيف من معاناتهم الكبيرة إلى حين انتهاء مشكلتهم وعودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها، مؤكدا أن السلطة الوطنية الفلسطينية تتكبد نفقات مالية لمعالجة بعض القضايا الإنسانية للاجئين، سواء في قطاع غزة أو في الشتات، ، مطالبا المجتمع الدولي بإيلاء الأونروا المزيد من الدعم لتقوم بدورها بشكل صحيح.
وأشار بدران إلى بيان تم إصداره من الاجتماع في ختام جلسة الأمس، يتضمن التأكيد على الثوابت فيما يتعلق بحق العودة للاجئين وضمان التعامل الإنساني معهم، وتفعيل القرارات الدولية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، وقال: سيصدر بيان ختامي في نهاية جلسة اليوم، وذلك في إطار التحضير للمشاركة في توقيع اتفاقية دولية من قبل القوى الإسلامية في الأمم المتحدة بعد إعلان نيويورك من أجل اللاجئين والمهاجرين في العام 2016 .
واستنادا لسجلات "الأونروا، فقد بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في العام 2016 ، نحو 5.9 مليون لاجئ، وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، وقد شكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية والمسجلون في العام 2016 ما نسبته 17.0%، من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى الوكالة، مقابل 24.5% في قطاع غزة،.أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأردن 39.1% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين، في حين بلغت النسبة في لبنان 8.8%، وفي سوريا 10.6%.
وحضر الاجتماع الى جانب السفير بدران، نهاد أبو غوش من منظمة التحرير، ومسؤول ملف الجامعة العربية بوزارة الخارجية والمغتربين علا التميمي، والباحثة في دائرة شؤون المغتربين بمنظمة التحرير رانيا دويكات، والمستشار أول مهند العكلوك، وسكرتير اول جمانة الغول، وجميعهم من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.