الملك عبد الله في رام الله... القدس تنتصر
بلال غيث كسواني
وسط مقر الرئاسة بمدينة رام الله حملت لافتة ضخمة وضعت على مدخل مقر الرئاسة "القدس تنتصر" معاني كثيرة تؤكد اللحمة الفلسطينية الأردنية في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في وجه الاحتلال الإسرائيلي الساعي لتهويدها.
ذات اللافتة ضمت صورة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والخلفية هي لمدينة القدس بمقدساتها المسيحية والإسلامية، هذه الصورة كانت بارزة لكل من تواجد في مقر الرئاسة برام الله بمن فيهم ضيف فلسطين الكبير العاهل الأردني ووفده المرافق، وعكست اللحمة الفلسطينية الأردنية في الدفاع عن القدس والتصدي لإجراءات الاحتلال، وأسهمت في كسر مساعي الاحتلال للسيطرة العسكرية على المسجد الأقصى بوضع بوابات إلكترونية على مداخله.
منتصف اليوم كانت فلسطين على موعد من زيارة مهمة، حيث حطت المروحيات الأردنية القادمة من العاصمة عمان في مهبط الرئاسة، وأجريت مراسم احتفالية مميزة تليق بضيف فلسطين الكبير.
ويرى المراقبون أن الزيارة تحمل كثيرا من المعاني لعل أبرزها التأكيد على اللحمة الفلسطينية-الأردنية في التصدي لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، وهي تؤكد على اتفاق الوصاية الموقع بين الجانبين، في عمان يوم 31/3/2013م، حيث تم توقيع اتفاقية الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس بين الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس.
وجاءت الاتفاقية انطلاقاً من العروة الوثقى بين أبناء الأمة العربية والإسلامية، وذلك نظراً لمكانة القدس في الإسلام كمدينة مقدسة ومباركة، وانطلاقا من الأهمية الدينية العليا للمسجد الأقصى المبارك. وبناء على توقيع اتفاقية الوصاية 2013م، يعمل جلالة الملك عبد الله الثاني على بذل الجهود للرعاية والحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس، بهدف تأكيد حرية جميع المسلمين في الانتقال إليها، وأداء العبادة فيها، وإدارتها وصيانتها بهدف تقدير مكانتها وأهميتها الدينية والمحافظة عليها، وتأكيد الهوية الإسلامية الصحيحة والمحافظة على الطابع المقدس للأماكن المقدسة، وتعزيز أهميتها الحضارية، ومتابعة مصالح الأماكن المقدسة، وقضاياها في المحافل الدولية، وتتيح الاتفاقية لجلالته الإشراف على مؤسسة الوقف في القدس وممتلكاتها وإدارتها وفقا لقوانين المملكة الأردنية الهاشمية.
وهذه الزيارة هي الخامسة للعاهل الأردني منذ توليه العرش، وهي تعكس مع الزيارات السابقة اهتمامه بالتنسيق الدائم ودعم القيادة الفلسطينية في وجه المساعي الإسرائيلية لفرض حصار على القيادة الفلسطينية بعد نجاحها الكبير في المحافل الدولية، خصوصا في الأمم المتحدة في إدانة إسرائيل وكشف جرائمها وحصارها.
وقد تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الزيارة بكثير من التوجس والتحريض على القيادتين الفلسطينية والأردنية ما يعكس انزعاج حكومة نتنياهو من تلك الزيارة.
مطلعون أكدوا أن الزيارة جاءت في سياق التنسيق الدائم بين الجانبين الفلسطيني والأردني، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولات تغيير الوضع من كافة الجوانب، فقضية القدس تهم العرب والمسلمين والمسيحيين، فهناك خصوصية لمسألة القدس بين الجانبين الفلسطيني والأردني، كون الأشقاء في الأردن يتولون رعاية الأماكن المقدسة.
ــــــ