عاصفــــــة - بهاء رحال
ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح والنضال وحتمية العودة ونشيد الوطن وغلابة المنتصر والصمود والتحدي والمبادرة في زمن الانهزام والانطلاق الى الأمام حين تراجع الكل دون تردد أو خوف ، الشعار والعلم والبندقية والكرامة وكوفية الختيار وصلابة المؤمن بالحق والفكرة والقلم كلها أوسمة حفرتها فتح بالدم والثورة والكفاح الطويل على الأرض التي أرادها الأعداء نسياً منسيا فكانت عكس ذلك وكان رجال فتح الأوائل ، أول الطلائع التي عبرت الى الوطن ومن الوطن وخطت على التراب المقدس ثورة شعب رفض الوصاية ورفض كل محاولات الشطب والنسيان ومضى ليخرج من ظلمة الهزيمة وظلام الانهزاميين وعزف أناشيد الثورة التي أعادت الحياة والولادة الى كينونة الفلسطيني من جديد وكان ما كان من خيبة أمل أسقطت أكاذيب الدول التي روجت لحكاية ارض بلا شعب ، واعتقدت بأنه بانهزام تلك الجيوش التي هزمت وتراجعت يوماً سوف تستطيع أن تحقق اكبر كذبة في التاريخ لكنها فشلت لان من آمن بالأرض وزرع فيها الأمل كان أقوى من كل القرارات والتحديات والحصارات الاكاذيب ، كان كنعان يعرّفُ عن اسمه وحقه وتاريخه الطويل ، كنعان الفلسطيني الذي حفر تاريخه بالصخر وحمل البشارة واحتضن نورها وانطلق بالمجد الى العالمين ، كنعان الفلسطيني وكانت فتح الغلابة القادمة بنور الحق ونار الثورة وديمومتها حتى النصر حتى النصر حتى النصر .
هي فتح التي يحق لها ما لا يحق لغيرها لأنها الضامن وبوصلة الحق ذات التاريخ الوطني العريق ومشوار الصمود والمعجزة ، يحق لها ما يحق ويحق لنا أن نفخر بها ، وحق لها علينا أن نذكره ونستذكره وواجب أن نستلهم منه عبرة للحاضر والمستقبل القادم ، فالشعوب دائماً تستمد حاضرها من تاريخها طالماً بقيت شعوباً حية أما إذا ماتت تنكرت لكل ماضيها وبالتالي ضاعت الى زوال وهذا ما لم ولن يحصل بيننا لأننا شعب حي يحب الحياة ويصر عليها .
إنها فتح في عيدها السابع والاربعين وقد إمتلأت بكل صور الإبداع والتألق الوطني وظلت أمينة على حرمة الدم الفلسطيني وحافظت على الهوية الوطنية من الضياع ورفضت الوصاية والتبعية ورفضت كل الأنظمة الرجعية والامبريالية وكانت او الرصاص وأول الحجارة ، وحينما كان الخيار السلطة بالدم اختارت طريقها الاول الذي انطلقت من اجله بحرمة الدم الفلسطيني على الفلسطيني وتركت السلطة للغول الذي ارادها بلا عقيدة وحارب من أجل الوصول اليها لا من أجل الوصول الى فلسطين ، هذه هي فتح التي كانت ولا تزال تزرع في الأرض ابتسامة وأمل ونورا.
في الفاتح من كانون كانت فلسطين تولد من جديد على أيدي طلائع الفدائيين العائدين أبطال الدوريات الذين عبروا الحدود الى الوطن مبشرين بفجر قادم في آخر النفق المظلم ، يزرعون في الأرض ابتسامة الأمل وتحت أقدام المحتل براكين غضب لا تهدأ.