من يغني للثورة - سعاد شعت
منذ فترة طويلة وأنا ممتنعة عن الكتابة لأسباب سأذكرها لاحقاً إن شاء لي ربي .. ولكن البارحة ومنظر المدينة الخائفة من إضاءة شمعة ما في إحدى الحارات الفقيرة .. وطفل جميل يشغل مفرقعاته ويهرب , وأم تضيء الشعلة فوق السطح لساعات وساعات دونما رجال الحارة كلهم, ويتجمهر حولها صبية الحارة أمنا.. وتوصي رجالها بالهرب فور وصول الجبناء ..وشاب من زنزانته في غزة هو"أخي" يُوصيني بأيات الله المعظمة أن ألبس ابنته الصغيرة كوفيتي وأجعلها تحمل العلم الأصفر وتغنى للختيار..
أنا لست من فتح , ولذا سأكتب لها بكل صدق وود وومحبة ..لأنهاالثورة التي تستحق رغم كل مايقال عنها..
وتذكرت ساعتها أبا عمار .. وودت صدقاً لو كان بيننا لأحاسبه . فهو بظني من أشعل الثورة وهو من قتل غزة بسماحه لمرتزقة جوعى أن يكبروا من لحمه , وساعة الدفن العظيم يُلحقونا به..
يارجل البندقية قُل للصغار تلاميذك "فكلنا تلاميذ الثورة الفلسطينية وإن أنكرنا" , قُل لهم ماذا فعلوا ببنوك؟
كيف حرفوا قرءان الثورة ؟؟
كيف استنسخوا مليون قردٍ يحكمنا ِببرباره؟ ودنسوا غيث السماء ..جنسوا لون المطر في عليائه..؟؟
كيف للزيت يصبح سماً في يديهم ؟؟
كيف للإيمان بالله الواحد الأحد يُصبح كفراً في حضرتهم إن لم نعبد ربهم ؟؟
كيف يغني طفل من ذوي الحالات الخاصة (علي الكوفية) ويهرب..
أتُصدق ذلك يا أب الثوار؟؟
أكنت على علم بشيطنتهم وتركتنا لهم غنيمة سهلة الذبح ؟
أبا عمار وفي العمر خراب حقنونا إياه وقت كنت نتلو ترانيم الذكر قبل قبلة البندقية..
ألا تخبرني لما فعلت ماقد فعلت , وجذرت هذا الوطن فينا ؟؟كنت راحلون عنه والله نرقص في بحار النفط والخمر والعطر الباريسي . كنت راحلون نلعن حبه ونتخفى من غضبة الكوفية ..فلما احتويت دمعنا وعبأته في زجاجات المولوتوف وأحرقتهم؟ ولما علمتنا أن نصوب السلاح إلى العدو؟؟ قد كان حقاً عليك منزلاً من عند الله أن تعلمنا كيف نصوب البندقية إلى أعيننا كي لا يأتينا يوم نلحظ الأرض فيه تبصق سخرية علينا..
صغيرتنا في الحي لوحت بالكوفية إمعاناً في حبك وغنت للكفر " شيعة شيعة "ولم أمنعها..
صغيرتنا ياقائد الثوار غنت لاسمك.. فمتى يغني كل الشعب للثورة؟؟