الاحتلال يحارب اقتصاد الرأس الأحمر
الحارث الحصني
عند الوصول إلى منطقة مثل الرأس الأحمر الواقعة عند بداية انحدار المنطقة السهلية شمال شرق الضفة الغربية، فإن أول ما يظهر لونا آخر هو: اللون الأخضر.
فقد حول العديد من المواطنين هذه المنطقة ذات التربة البنية المائلة للحمرة إلى مناطق زراعية مروية، بعد أن كانوا يعتمدون على الزراعات البعلية الموسمية فيها.
وهذه المناطق التي تقع إلى الشرق من محافظة طوباس تواجه منذ أيام، خطر الاحتلال الذي يشتد عليها يوما بعد يوم، باتباع أساليب مختلفة ضدها.
والرأس الأحمر، واحدة من السهولة المترامية، بين أحضان الجبال المحيطة في مدينة طوباس، وتقع ضمن التصنيف "ج"، يزرعها المواطنون سنويا بأنواع مختلفة من الخضراوات التي تظل على مدار العام.
والزراعة في طوباس والأغوار الشمالية بشكل عام هي أساس الاقتصاد فيها، بسبب المساحات المفتوحة من الأراضي الزراعية الخصبة، وتوافر المياه التي بات الاحتلال يسرقها بشكل لافت، حتى صارت لا تفي لكثير من أمور الحياة الزراعية.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الزراعية في الرأس الأحمر، حسب مدير دائرة الإرشاد في زراعة طوباس، منذر صلاحات، 6500 دونم.
ومنذ أيام يستهدف الاحتلال الإسرائيلي وما تسمى "بالإدارة المدنية" منطقة الرأس الأحمر، وهي خربة قريبة من سهلي عاطوف، والبقيعة، يزرع أهلها أراضيها، مثل غيرها: من سهول محافظة طوباس.
وتستوعب هذه المنطقة بشكل يومي المئات من الأيدي العاملة في المنطقة، وفي المقابل يستولي الاحتلال على المركبات الخاصة للمواطنين، وشاحنات نقل الخضراوات، ومضخات مياه، تستخدم في تطوير قطاع الزراعة فيها.
يقول مدير الغرفة التجارية في طوباس معن صوافطة، "إن إسرائيل تحارب النشاط الزراعي في طوباس والأغوار الشمالية، وهي واحدة من أكبر التجمعات الزراعية في فلسطين".
"إسرائيل تعتبر الأغوار مخزونا زراعيا استراتيجيا لها (...)، لا تريد منافسا فلسطينيا في المنطقة، لهذا هي تستولي على كل شيء يمكن أن يطور الزراعة الفلسطينية". يضيف.
ويشاهد هذه الأيام العشرات من المواطنين يعملون في قطاعات واسعة من الأراضي الخضراء المزروعة بأنواع مختلفة من الخضراوات.
"منذ ثلاث سنوات بدأنا بالتوجه إلى تلك المنطقة... هي الاستثمار الجديد في طوباس". قال صوافطة.
الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلي، عارف دراغمة، يقول إن الاحتلال يستهدف العمود الفقري للزراعة في منطقة زراعية، ويستولون على الشاحنات، ويطاردون العمال، ويمنعوهم من العمل في أراضيهم".
بدوره، يقول مسؤول ملف الأغوار في طوباس معتز بشارات، "بالأمس كانت آخر شاحنة استولى عليها الاحتلال في تلك المنطقة، للمواطن عمار وخايمة، وهي تسير في الشارع الذي يربط منطقة عينون بالرأس الأحمر، ومن ثم تصويرها في منطقة إطلاق نار، لتكون حجة لهم.
وعلى مدار سنوات، ظلت سياسة الاحتلال في الاستيلاء على المركبات الخاصة حاضرة ضمن سياسات يتخذها للتضييق على المواطنين، والمزارعين؛ لطردهم من أماكنهم.
ومنذ ما يقارب الأسبوع تفنن الاحتلال في التضييق على مواطني تلك المنطقة، وغيرها، فقد استولى على عدة مركبات، وطارد المزارعين، وطردهم من أراضيهم، وهدد آخرين بالاحتجاز.
وهناك أيضا موضوع شائك منذ سنوات، وهو المياه التي يسرقها الاحتلال صباحا ومساء، وفي كثير من المناطق الشرقية من الضفة الغربية يشكو المواطنون شح المياه.
ــــــــــــــ