بلفور عار السياسة البريطانية
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
مــا تفعلــه الحكومــة البريطانيــة اليــوم وهــي ماضية للاحتفلال بمئوية جريمــة العصر الكبرى، التي ارتكبتها بريطانيــا ضد فلســطين وطنا وشــعبا ومســتقبلا بوعد"بلفور" إنما هو اســتكمال لهذه الجريمة، وبجزر أبسط القيم الاخلاقية الانسانية، حتى يتمكن القاتل من مواصلة الرقص على جثث ضحاياه ..!!
"بلفور" الذي أعطى ما لا يملك بالمرة، لمن ليس له حق تماما، فاقتلع شــعبا لا من أرض وطنه فحســب بل ومن مســتقبله وتطــوره الطبيعي ايضا، ورمــى به الى خيام اللجوء المذلة، «بلفور» هذا يريد اليوم من خلال رئيســة وزراء بريطانيــا «تيريزا مــاي» كتابة مغايرة في التاريخ لعلها تنجيه وأصحابه ومن يريدون الاحتفال بمئوية وعده القبيح، من محاكمته التي سترمي به الى مهاوي اللعنات والــى ابد الآبدين، او لعلها «مــاي» وقد خانتها الحصافة السياســة وحتى الاخلاقية تريد ان تســجل باســمها وعد المئوية لتزاود على «بلفور» نفسه ..!!!
ما من شــيء يبرر احتفال احد بذكــرى الجريمة، حكومة او حزبــا او دولة او امة، ومائة عام من «بلفور» هي مائة عــام من العذابات الفلســطينية، ومائة عــام من الحروب الصراعات فــي هذه المنطقــة، وأول ارهاب دولة منظم هو ارهاب التــاج البريطاني «بوعد بلفور» الذي لم يكن اكثر من مخطط اســتعماري لسرقة وطن وتشريد شعب وتمزيق امة ..!!
للتاريــخ جانبه الانســاني والملحمــي، والضحايا هم من يكتبــون هــذا الجانب بل هــم من يكتبــون التاريخ بكل تفاصيلــه، برغم ما يفبرك ويــزور المنتصرون من قيم ومفاهيــم..!! رئيســة وزراء بريطانيــا بإصرارهــا علــى الاحتفال بمئوية «وعد بلفور» انما تسعى الى هذا التزوير وهــذه الفبركة، واختلاق قيم لا اســاس لها في منظومة الاخلاق الانسانية والحضارية ولا بأي شكل من الاشكال.
سيظل وعد بلفور وهو وعد الجريمة ومخططها وسلوكها، ولن يســتبدل الاحتفــال بمئويتها اللعنــات بالتبريكات..! خاصة والضحايا الذين هم نحن ما زلنا وسنبقى دوما في دروب المقاومة لنذكر العالم بالجائحة التي سببها لنا بلفور،
نحن الشهود الاحياء، وقد اسقطنا ما اراد لنا الوعد المشؤوم من ضياع وعدمية، مائة عام ونحن عصيون على الانكسار والنسيان، وهكذا سنبقى حتى انتصار مشروعنا الوطني واســتعادة مــا لنا من حقوق مشــروعة .. بريطانيا وحدها الخاسرة في احتفالها المشين، لأنه ما من احد يحتفل بالعار، ووعد بلفور هو عار السياسة البريطانية، ولن يكون بوسع احتفال «تيريزا ماي» طمس هذه الحقيقة.