قيادة بديلة.. يا له من وهم اخرق
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
بالطبع ستتحرك ادوات الاحتلال في مثل هذه المرحلة، لإعادة تشغيل الاسطوانة البليدة اياها عن بدء تحركات اميركية لتجهيز قيادة بديلة (..!!) للشعب الفلسطيني من دون قيادة الرئيس الزعيم ابو مازن، على وهم ان هذه الاسطوانة المشروخة تماما، ممكن هذه المرة ان تحقق مرادها، في ارهاب الرئيس الزعيم، ليتراجع عن موقفه الذي فتح ابواب المواجهة مع سياسة ترامب على مصراعيها، بعد اتضاح انحيازها الصارخ للعمل الصهيوني، باعلانه القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهو الاعلان الذي طعن في الصميم العملية السياسية التي كانت ممكنة، حتى لم تعد الولايات المتحدة وسيطا في هذه العملية، ولا دور لها فيها بعد الان طالما العمل الصهيوني هو الذي يقودها ..!!
ومن المؤكد ان الغباء وحده، والحمق الذي اعيا من يداويه، هو من دفع بفاقدي الاهليات جميعها من تلك الادوات لاعادة تشغيل هذه الاسطوانة البليدة، خاصة وهي تعيد عبارات لم يعد بالامكان تصديقها ولا بأي حال من الاحوال، عن انقاذ العملية السياسية برعايتها الاميركية، من خلال قيادة جديدة (..!!) الرعاية التي بات واضحا ان لا غاية لها سوى خدمة الاحتلال الاسرائيلي، واهدافه التوسعية الاستيطانية الشرهة ..!!
نقول الغباء وحده والحمق ذاته هو من يدفع بهؤلاء وسادتهم لتشغيل هذه الاسطوانة، لأنه ما من قيادة بوسعها ابدا تجاوز موقف قيادة الرئيس الزعيم ابومازن بعد الان، والامر لايتعلق فقط بقيادة الرئيس الزعيم، وانما بموقف الشعب الفلسطيني بأسره الذي هب دفاعا عن القدس وتنديدا بقرار الرئيس الاميركي، بل وبموقف جماهير الامة العربية ودولها، وموقف دول عالم بأغلبيتها التي صوتت ضد قرار ترامب ولصالح حقيقة القدس الفلسطينية العربية، وتوصيفها الانساني والعقائدي حامل رسالة السلام والمحبة للبشرية كلها، منذ ان مشى في دروبها "المخلص" السيد المسيح عليه السلام، ومنذ ان صعد من صخرتها المعطرة رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم الى السموات العلى.
اي قيادة بديلة تستطيع اليوم ان تعلن عن نفسها حتى..؟؟ وبأي موقف عليها ان تزاود على موقف قيادة الرئيس الزعيم ابو مازن ..؟؟ وعلى اي شيء تريد ان تفاوض مع الرعاية الاميركية التي فبركت وعدا جديدا للحركة الصهيونية بجعل القدس عاصمة لدولتها الاحتلالية...!! لكن على مايبدو ان صناع سياسة ترامب لم يقرأوا جيدا حقيقة الوضع الجديد الذي شكله خطاب التحدي للزعيم ابومازن في اسطنبول، على الصعيدين العربي والدولي، ولا حقيقة الالتفاف الشعبي الفلسطيني اولا من حول هذا الخطاب وقائده، وبكل ما يحمل وما يدعو اليه من خطوات عمل ونضال ومواجهة على مختلف الاصعدة، لأن القدس خط احمر، ولأن وعد ترامب لن يمر ابدا .
قيادة بديلة .. يا له من وهم اخرق ، ويا له من غباء وعبث لن يقدم لاصحابه غير الخزي والهزيمة والخسران، وعلى رأي ذاك البدوي البليغ في الامثال العربية " لقد سمعنا من هذا الهراء كثيرا ".