هل هذا وطــــــــــن أم عـــــــربة حـــــــصان؟؟؟ - نبيل عبد الرؤوف البطراوي
بطبيعة الحال ونتيجة لغياب جمعيات حماية الإنسان فما بالك بالحيوان في هذا الوطن الذي هو بحاجة إلى الحماية من الذئاب البشرية بكل الإشكال والألوان والمسميات دون رحمة أو شفقة أو وعي أو إدراك لما قد تؤل إليه كل حركة أو سكنه لا يلقي لها بال مصدرها ولكنها تكون ذات أهمية قصوى لمن يحسبها بالرغيف , و أنا في طريقي شاهد سائق حصان يضرب ويسب ويشتم بشكل جنوني من اجل إن يجر هذا الحصان المجرور المحل بالحجارة دون جدوى ,فشار عليه احد المارة بالقول (يرجل حرام عليك خفف الحجارة عنه ) فانزل صاحب الحصان كمية من الحجارة وتمكن الحصان من السير وبعد إن أوصل الكمية الأولى عاد صاحب الحصان إلى الكمية الثانية وأخذها إلى نفس المكان. وهنا تذكرت حكومتنا الرشيدة التي تعمل اليوم عن تخفيف الحمل عن نفسها من اجل إن تتمكن هي ومن يبقى معها السير مع الفارق بان صاحب المجرور عاد لحجارته ولكن حكومتنا لن تعود ألينا ولو الأمور صعبت في المستقبل من الممكن التخلي عن سدس أخر من موظفي السلطة حتى لو تطلب الأمر التخلي عن الجميع المهم إن تبقى الحكومة .ليرفع الشعب شعار (حكومتنا وبس والباقي يوكل خس) وهنا اذكر الجميع بأن غزة يجب إن تبعد عن أي قرار ظالم لأنها في المفهوم الوطني غزة أسيرة ومحتلة وهؤلاء لا يجوز الظلم عليهم ,لان من التزموا بالشرعية بناء على تعليماتها يجب إن تلزم الشرعية بهم ,بحكم القانون ,لان القرار المتخذ من قبل الحكومة وديوان الموظفين ويوافق عليه الرئيس في ظل غياب التشريعي يحمل صفة قانونية , ألا يكفي موظفي غزة وقف كل الحقوق التي يستحقونها والتي هي حق وليس منة من احد ,ألا يكفيها البطالة ,ألا يكفيها الفقر ,ألا يكفيها الموت من فوق ومن تحت لكل ما هو وطني وهنا اذكر بأن السلطة الوطنية انجاز وطني بكل معنى الكلمة وليست هبة أو منحة من احد لشعبنا الفلسطيني بل تمكن من انتزاعها من الصهاينة نتيجة لحالة الانتفاضة والعصيان المدني وكل سبل المقاومة الشعبية التي مارسها واجبر المحتل على البحث عن عنوان هذا الشعب الوطني من اجل التفاوض مع على أسس إقامة هذا الصرح الوطني ,لم يكن امتداد عمر الاحتلال نتيجة خلل في شعبنا ولكنه نتيجة سوء أدارة القيادة السياسية لهذا البرنامج التي بعد عشرين عام من المفاوضات فاقت لتقول انها لا تريد الاستمرار في مفاوضات عبثية – عشرين عاما والقضايا الأساسية لم تعالج – شو هي مواضع المفاوضات غير الأساسية التي حلت .....!!!! واليوم تخرج ألينا حكومة تسيير الإعمال وليست حكومة اتخاذ القرار لتقرر في قضايا تضرب المجتمع الفلسطيني في العصب ,لان عصب أي حراك وطني ليست الطبقات المرتاحة ماديا بل الشرائح المسحوقة التي تتأمل في التغيير شيء لصالحها . نعم كثر من خرج لينفي أو ليطمئن أو ليرفض مثل هذه المشاريع التي وصفت بأنها ورقة من ضمن أوراق مطروحة لنقاش ,وهنا أقول مجرد طرح موضوع هذه الفئات لنقاش يعتبر جرم وطني لأنه لا يعقل إن تناقش في شرائح اقل ما يقال انها شرائح يأتي آخر الشهر بالكاد يجد أبنائهم شيء ليسدوا جوعهم من متطلبات العيش الذي مجازا يقال عنه الكريم من باب الشكر على السراء والضراء . وهذا لا يعني إننا نقول بان الحكومة يجب إن تضرب في الصخر لتخرج لنا لبن ,ولكن يجب على الحكومة إن تتوخى العدل في التوزيع بناء على أسس علمية عادلة فالوظائف يجب إن تكون تحت معيار ثابت لا شخصنه فيها على أساس الشهادات العلمية وسنوات العمل لا على أساس ابن فلان أو علان,يجب تصحيح أخطاء الماضي بكل مكوناته لا النظر إلى الممكن البسيط . يوضع حد ادني وحد أقصى لرواتب الموظفين مهما علا شأنهم , كذالك للنفقات الحكومية والبدلات والمساعدات الخاصة للحبايب ,وقف كل المفروزين على المؤسسات غير الحكومية الأهلية وهم كثر ,ووقف رواتب كل المغادرين للوطن دون عذر حقيقي كأن يكون خائف على حياته بفعل الانقسام ,التخفيف من المرافقات والنثريات كابونات البنزين والمصروفات المكتبية والاحتفالات الخاصة والعامة والظهور إمام الكاميرات بمناسبة وبدونها على حساب المواطن الغليان ,كثيرة تلك السبل التي من الممكن الوقوف عندها من اجل تخفيض المصروفات والتوفير على خزينة السلطة الوطنية والتي يدعمها السواد الأعظم من الشعب لان شعبنا يعي بأنه لا حرية سياسية بدون حرية اقتصادية كما يعي بان حاله نتيجة ظلم تاريخي وقع عليه وان هذه الحكومة هي المسئولة إمامه من اجل مخاطبة كل دول الأرض لتحصيل شيء من حقوقه ليتمكن من البقاء فوق أرضه بعزة وكرامة لا أن يقذف عن عربة الحصان !!!!