الحمد الله من غزة: استهداف موكبنا يزيدنا اصرارا على المضي في المصالحة
ويؤكد خلال افتتاحه محطة المياه بجباليا: المشروع يخدم أكثر من 350 ألف من أبناء شعبنا
القدس عاصمة فلسطين/ غزة 13-3-2018 - اعتبر رئيس الوزراء رامي الحمد الله "أن عملية التفجير التي استهدف موكبه ورئيس جهاز المخابرات العامة واللواء ماجد فرج، ستزيد من الإصرار لدى الحكومة للمضي في تحقيق المصالحة الوطنية".
وتعرض موكب رئيس الوزراء ورئيس المخابرات، اليوم الثلاثاء، لعملية تفجير أثناء مرور موكبهما من معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، لافتتاح مشروع معالجة مياه الصرف الصحي شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
وأكد الحمد الله: لن يمنعنا عن مواصلة الطريق نحو الخلاص من هذا الانقسام المرير، وسنعود إلى غزة، وبسبب سفري غدا إلى روما لدعم "الأونروا"، لكنت مكثت اليوم وغدا وبعد غد هنا".
وتابع: أؤكد لكم تواصلنا مع فخامة الرئيس محمود عباس، فقد فجروا فينا ثلاث سيارات أثناء دخولنا إلى قطاع غزة، وأعتقد يا اخوان المؤامرة كبيرة، ومحاولة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس الشرقية يجب ألا تمر، نحن نقول لإخواننا في حماس نحن جاهزون للقيام بكافة ما يطلب منا في غزة، كما في الضفة الغربية، كما في القدس الشرقية، هذا واجبنا، ولكن هناك مؤامرة كبيرة تحدق بنا، ويجب الا نسمح لهذه المؤمرة أن تمر".
وأكد الحمد الله "أننا هنا لنضع ركيزة من ركائز الدولة، ونساهم معا في تدشين مشروعنا الوطني والانساني بإطلاق العمل في محطة معالجة مشروع الصرف الصحي الطارئ في شمال غزة لتوفير مصادر إضافية وبديلة للمياه وصالحة للاستخدام الادمي، وانقاذ حياة المواطنين من الكوارث المحتملة، اضافة الى ما سيولده هذا المشروع من فرص عمل يأتي ذلك ضمن خطة سلطة المياه لمواجهة الوضع المائي المتدهور، لوقف التلوث الحاصل في الخزان الجوفي الساحلي الذي حال 97% من مياه الشرب في غزة الى مياه ملوثة غير صالحة للاستخدام الآدمي".
وأعلن "ان العمل جار على انشاء محطتين لمعالجة المياه العادمة المركزية لمحافظتي غزة والوسطى يتوقع انتهاء العمل بهما خلال العام المقبل، وإسرائيل حاصرت مشروع شمال قطاع غزة الطارئ بالكثير من القيود والتعطيل وطال تدمير اجزاء كبيرة منه خلال عدوانها الغاشم على غزة في الاعوام 2008 و2014، الا اننا بإصرارنا وبدعم شركائنا في الدول المانحة استطعنا ادخال المعدات والمواد اللازمة لهذا المشروع بالتحول به الى قصة نجاح وتحد، حيث تظافرت جهود الحكومة وشركائها الدوليين لتذليل الصعاب وتوفير التمويل اللازم لتنفيذه وتشغيله وصيانته.
وأضاف، "أشعر بكثير من المسؤولية وأنا اتواجد مجددا في رحاب قطاع غزة في اطار واجبنا، وعملنا اليومي، لتطوير البنية التحتية لدولتنا، والوصول بخدماتنا إلى مواطنينا في كل شبر من أرض فلسطين، نحتفل هذه المرة بواحدة من البنية الأساسية الهامة لقطاع المياه والصرف الصحي في غزة، والتي تساهم في السيطرة على الأزمة المائية والبيئية التي تواجهها، فاليوم وبعد عقبات وتحديات كثيرة وطول انتظار يبدأ العمل بمشروع شمال قطاع غزة الطارئ الذي يخدم اكثر من 350 ألف من أبناء شعبنا في محافظة شمال قطاع غزة في جباليا، وبيت حانون، وبيت لاهيا، وام النصر.
وقال الحمد الله: نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس، أحيي ابناء غزة الصامدين رغم قساوة الحصار، وتداعيات الانقسام المرير، اؤكد لهم التزامنا بتوفير كل خدمة اساسية وطارئة، وفي تنفيذ المشاريع التنموية والتطويرية لتوفير مقومات الحياة الكريمة التي يستحقها اهل غزة.
وأردف: لقد كانت غزة وستظل في صلب اولوياتنا وفي قلب عملنا المؤسس والدولي على حد سواء، فطوال سنوات الانقسام لم ينقطع يوما عمل الحكومة فيها، واعطينا الاولوية لما هو متاح من موارد للقيام بمسؤولياتنا تجاه ابناء شعبنا فيها، وحشد الدعم الدولي لانتشالهم من الدمار والموت والعدوان.
وقال: غزة هي حامية القضية والهوية، وكما يقول فخامة الرئيس لا يمكن ان تكون دولة فلسطين الا والقدس عاصمتها، وغزة قلبها النابض بالحياة، والامل، وبالتأكيد لا دولة في قطاع غزة".
وشدد على أن المعاناة المتفاقمة التي يعيشها حوالي مليوني مواطن في قطاع غزة، الذي تحاصره اسرائيل بقواها الجماعية، وبحصار خانق وظالم يصادر منها الحياة، ويتركها فريسة للتلوث والفقر، انما يحتم علينا تسريع خطوات العمل الحكومي بل وتوسيع البرامج، كما نخاطب من كل دول العالم اتخاذ خطوات رادعة لإلزام اسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح جميع منافذه امام حركة البضائع والافراد واعادة الحياة اليه.
وقال: نلتقي في اطار لحظة اصيلة تتعاظم فيها التحديات حيث تمعن اسرائيل بتحديها للقانون الدولي، والشرعية الدولية، وتشرع القوانين، لإطالة وتوسع استيطانها العسكري، وفي الاستيلاء على الارض، والموارد الفلسطينية.
ونوه إلى أنه في وقت تواصل فيه الادارة الاميركية عزل نفسها كراع محايد ونزيه لعملية السلام وتشجع اسرائيل على تماديها في تكريس منظومة استعمارية للقمع والاعتقال والعقوبات الجماعية، حيث اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنوهم منذ اعلان الرئيس الامريكي ترمب على قتل 35 فلسطينيا، منهم 6 أطفال، وسيدة، وتعتقل في معتقلاتها وسجونها نحو ستة آلاف وخمسمائة اسير، منهم 350 طفلا، بينهم 7 قاصرات.
ولفت إلى أن شعبنا وقيادته الوطنية تحملا تبعات هذا الاحتلال، وممارساته القمعية، وفي ظل أعتى الصعاب من انخفاض المساعدات الخارجية وشح الموارد واصلت الحكومة وبتوجيهات من فخامة الرئيس عملها اليومي لبناء دولتنا، وتطوير مؤسساتها، وتأمين خدماتها الأساسية، والطارئة، وحمل سيادته بخطى سياسية ودبلوماسية مدروسة قضيتنا الوطنية الى المحافل الدولية كافة.
وأضاف الحمد الله: في هذا الاطار طالبنا ونطالب الاخوة في حركة حماس بتمكين فاعل وشامل للحكومة، بما يشمل عودة جميع الموظفين القدامى الى عملهم، والتمكين المالي، من خلال الجباية، والسيطرة الكامل على المعابر، والتمكين الامني للشرطة، والدفاع المدني، لفرض النظام العام، وسيادة القانون، وتمكين السلطة القضائية من تسلم مهامها.
وبين أن التمكين المطلوب ليس اشتراطا بل استحقاق وطني، ومتطلب اساسي لنجدة غزة من المخاطر التي تحدق بها، وتفويت الفرصة على اسرائيل للاستمرار في الانقسام، واعتبار قطاع غزة كيانا منفصلا عن هذا الوطن.
وتوجه الحمد الله بالشكر للبنك الدولي وللاتحاد الاوروبي وحكومات فرنسا والسويد وبلجيكا على دعمهم المادي والسياسي والفني من خلال هذا المشروع الطارئ، الذي شاركت فيه الحكومة بتحمل جزء من تكاليفه.
وحذر من عقد مؤتمرات ضد القضية الفلسطينية، قائلا: "بالمناسبة هناك مؤتمرات هذه الايام تنعقد في بعض الدول، نحن نقول لجميع من يعقد هذه المؤتمرات لن يمر اي مشروع الا من خلال الحكومة الشرعية، وهذه المشاريع ننظر لها بعين الريبة، هذه اموال سياسية، اؤكد هنا على ما قاله فخامة الرئيس، لن نقبل ان نقايض بأي مال سياسي مقابل ثوابت وطنية، ومقابل القدس ومقابل اللاجئين".
وأضاف: "اليوم هناك اجتماع في واشنطن، نحن لسنا ضد اي مشروع لقطاع غزة، بل نشجع اي مشاريع لقطاع غزة، ولكن هذا يجب ان يمر من خلال الحكومة الشرعية، والا يرتبط بأي مشروع سياسي، نحن نرفض كليا اي مشروع سياسي مقابل اي مال يأتي الى فلسطين".
ونوه إلى أن المشاريع ستتوج وتستكمل خطط سلطة المياه للنهوض بالواقع المائي في قطاع غزة وبلورة حل مستدام للازمة البيئية والانسانية، بإنشاء مشروع المحطة المركزية لتحلية مياه البحر بتكلفة 650 مليون دولار، ولهذا يعقد الاسبوع المقبل 20/3 في بروكسل مؤتمر دولي للمانحين لتأمين التمويل المتبقي لتنفيذه والبالغ نحو200 مليون يورو.
ودعا أصدقاء شعبنا الفلسطيني والدول والجهات المانحة للمساهمة في تنفيذ محطة التحلية المركزية في قطاع غزة، والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة لأهالي غزة، قائلا: "لقد آن الاوان ان يوقف العالم المعاناة الانسانية المستمرة والمتفاقمة هنا في قطاع غزة، والتوقف عن التعامل مع اسرائيل وكأنها فوق القانون، والمساءلة، وانهاء سيطرتها على ارضنا، ومواردنا المائية، واعمال حقوقنا بالخلاص من الاحتلال، واقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود 67، والقدس عاصمتها الابدية.
وشدد الحمد الله من جديد على أن الاخطار السياسية التي تحدق بنا تتطلب منا جميعا عدم تبديد الجهود والوقت للتعامل مع تبعات الانقسام، والاستسلام له، بل انهاؤه والمضي في طريق الوحدة والمصالحة الوطنية دون رجعة او مماطلة، مضيفا ان المصالحة هي خيار استراتيجي.
وأردف قائلا: كما ذكر فخامة الرئيس في خطابه الاخير في المجلس الثوري بهذه المناسبة كافة القوى الوطنية والاسلامية المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني الذي سيعقد في 30/4، هذه مسؤولية وطنية وواجب وطني وهذه مرحلة مصيرية في حياة الشعب الفلسطيني والتحديات كبيرة، واذا كنا متحدين لن يمر اي مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية، من واجب كل الفصائل العمل الوطني والاسلامي المشاركة في هذه الاجتماعات، وهنا اناشد حركتي حماس والجهاد الاسلامي بالتحديد ان تشاركا في هذا الاجتماعات، وان تفوتا الفرصة على من يريدون تقسم الوطن وتصفية القضية الفلسطينية".
وفي ختام كلمته، قال الحمد الله "أهنئ أبناء شعبنا في قطاع غزة بهذا الانجاز، واشكر كافة الدول والمؤسسات الدولية والوطنية والسواعد والخبرات التي اتّحدت ليبصر مشروع شمال غزة النور، وكلي ثقة بأننا معا سنواصل بناء لبنات هذا الوطن موحدا، لننعم به آمنا وحرا، ولا يفوتني في هذه المناسبة ان اشكر الاخوة في جمهورية مصر العربية على جهودهم المتواصلة تجاه المصالحة التي آمل رغم كل ما حدث معنا صباح اليوم ان تتكلل هذه الجهود بالنجاح".
وحضر الاحتفال وزراء في حكومة الوفاق بغزة، وقناصل وبعثات دولية عاملة لدى فلسطين.