شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس    قوات الاحتلال تفجر منزل الشهيد نضال العامر بمخيم جنين    مجلس الوزراء يبحث توسيع تدخلات غرفة العمليات الحكومية في الإغاثة والإيواء    فتوح يُطلع السفير المصري على آخر التطورات وسبل تقديم الدعم إلى شعبنا في قطاع غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,219 والإصابات إلى 111,665 منذ بدء العدوان    "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعوي    الاحتلال يهدم منزلا في دير إبزيع غرب رام الله    الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الـ22 على جنين ومخيمها: تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات    16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    الرئيس يستجيب لاحتياجات العائلات الفلسطينية التي تحتاج للدعم والتمكين ويجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية    تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين  

تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين

الآن

ابتسامة مرحة على الوجه

  محمد علي طه
يزعم أهلنا في الجليل أن الميعاريين (أهل قرية ميعار المهجرة) يتحلون بخفة الظل وسرعة الخاطر، ويتناقلون عنهم طرائف عديدة، أبطالها أبو الفهد وأبو سامي وأبو العبد وأبو محمود وغيرهم من الذين عانوا من النكبة وقسوتها، وعاشوا أيام القلة، وأكلوا الخبز والبصل والخبيزة والعلت والمرار. ولو سمع الإنسان الوقور والجاد بل العابس "الذي لا يضحك وجهه للرغيف الساخن" احدى هذه الطرائف لتخلى عن وقاره.
 ويزعم آخرون أن الميعاريين ينافسون أحبابنا الخليليين في الفطنة والذكاء.
يحكون أن عبد الله العلي عامل البناء الذي بنى الدور والقصور والفيلات والأبراج في المدن والمستوطنات لأبناء عمومته، وشاب شعر رأسه وما زال يحلم بقسيمة أرض يقيم عليها بيتا صغيرا دافئا لعياله، عاد في أصيل يوم ربيعي الى بيته متعبا فاستحم وجلس ليتناول عشاءه مع الأولاد ورفيقة العمر التي وضعت صحون العلت وأرغفة الخبز على المائدة وقالت: "كلوا! صحتين! هذا العلت أزكى من لحمة الخروف!" فنظر الرجل الى زوجته وهو يحاول أن يتذكر المرة الأخيرة وربما الوحيدة التي أكل فيها هذا العام لحم الخروف الشهي الطري ثم قال: والله يا لطيفة، قد يكون كلامك صحيحا مئة على مئة، ولكن قولي لي يا بنت الأصول: لماذا لم ينزل الله تعالى "عصورة علت" على سيدنا إبراهيم عليه السلام!
ومن طرائف أبي القاسم الميعاري الذي كان يهم بتناول غدائه البسيط المكون من رغيف خبز وصحن بامياء وصحن سلطة بلدية، يعني بندورة وبصل ونعنع وفلفل حار ونقطة زيت، فاذا مجموعة من رجال الدعوة يدخلون البيت من دون ميعاد مسبق، فرحب بهم ودعاهم لتناول الطعام معه فطعام الواحد يكفي لخمسة ولا بد من الممالحة، فشكروه معتذرين، وطلبوا منه أن يتناول طعامه وحده، فبسمل أبو القاسم، وهو رجل أيسر، وغمس اللقمة الأولى بصحن البامياء فاعترضه أحد الشيوخ وأمره قائلا: تناول طعامك باليد اليمنى يا أبا القاسم! فلم يسمع أبو القاسم كلام الشيخ بل استمر يتناول طعامه بيسراه ويلتهمه فانتهره شيخ آخر: "حذارِ يا أبا القاسم. من يأكل باليد اليسرى تقاسمه الشياطين الطعام!" 
نظر أبو القاسم الى الشيخ وقال: هذه الشياطين التي تحدثني عنها مرت بالقرب من مطعم الجليل ومتنزه طمرة ومطعم الشام ومطعم بيروت والمطعم الايطالي حيث رائحة الكباب وأضلاع الخروف المشوية والدجاج والسمك فتركتها ولم تقترب منها وجاءت تقاسم أبا القاسم صحن البامياء يا شيخ؟ هذه شياطين حمير أجلك الله! 
وتابع كلامه: أرجو الا تعارضني يا شيخ فهناك حمار، اما أنا واما انت واما الشيطان!! 
وأرجو أن أكون قد أفلحت في زرع ابتسامة مرحة صغيرة على وجوهكم في هذا الصباح.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025