مؤتمر بيت المقدس الدولي التاسع يرفض قرار ترمب ويعتبره باطلا
أجمع المتحدثون في مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي التاسع بمشاركة وحضور الرئيس محمود عباس، على رفض قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
وأكد المتحدثون في المؤتمر المنعقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء اليوم الأربعاء، تزامنا مع الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، بحضور وفود وسفراء وممثلي دول عربية وإسلامية ودولية، أن القدس ستكون عاصمة دولة فلسطين المستقلة، ولن يكون هنالك دولة بدون القدس.
الهباش: اعتبار القدس عاصمة للاحتلال خزعبلات سيطويها قطار التاريخ
قال مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، قاضي قضاة فلسطين الشرعيين محمود الهباش إن الأجيال متتابعة في حفظ أمانة الأوائل الذين رحلوا، واللاحقون بهم على العهد كما وصفهم النبي محمد "على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، قيل أين هم قال في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس".
وأضاف: "هنا في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس الفلسطينيون لا يمكن أن تمحى ذاكرتهم ولا يمكن أن يختلفوا على فلسطين، وإن اختلفوا على أشياء كثيرة تبقى فلسطين أهم وأعظم وأكبر منا جميعا والقدس تجمع كل الفلسطينين ويجب أن تجمعهم وتجمع العرب والمسلمين وكل أحرار العالم الذين جاءوا من بلاد شتى ليقولوا بصوت واحد أنهم مع فلسطين وحقوقها وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على كامل ترابها المحتل وفلسطين والقدس سيبقون ما بقي أهلها".
ورحب الهباس بضيوف فلسطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وفلسطين التي تحتفي بالاسراء والمعراج فهي تحتفي بنفسها وبتاريخها، والمسلمون يحتفون بالاسراء والمعراج إنما يحتفون بفلسطين كما يحتفون بصاحب الإسراء والمعراج نبينا محمد صلى الله عيه وسلم.
وتابع "إن التداعي على اعتبار القدس كعاصمة للاحتلال خزعبلات سيطويها قطار التاريخ، سنمضي وستبقى القدس عاصمة لفلسطين وعاصمة روحية للمؤمنين جميعا، وعاصمة مفتوحة لكل محبي السلام والراغبين بالحرية والأمن والراغبين بالايمان ويعبدون الله".
وأكد أن الاحتلال الذي يتحكم بالأرض والحدود إلى زوال، فلا يوجد احتلال أو ظلم دام للأبد، مشيرا إلى أن الاحتلال قد يمتلك قوة عسكرية وسياسية ومادية، لكنه لا يملك الحق وهذا يكفينا، فالقدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية وهذا الشعار لن يسقط وسترتفع أعلام فلسطين عاجلا أو آجلا.
ادعيس: هذا المؤتمر انتصار للقضية العادلة والقدس والأقصى المبارك
وجد وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس رفض قرار ترمب المشؤوم بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، مخاطبا الوفود العربية والدولية بأن "مشاركتكم هي رسالة وانتصار للقضية العادلة ونصرة القدس والأقصى المبارك".
وأكد ادعيس متانة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، واحترام الديانات السماوية ومحبة الأنبياء والمرسلين، وشجب الإرهاب والعنف في كل مكان وخاصة ما كان تحت اسم الدين.
ودعا أبناء شعبنا للوحدة ورض الصفوف والمصالحة والالتفاف حول القيادة الشرعية ضد المؤامرات وخاصة ما يسمى "صفقة القرن"، وأن يشد المسلمون الرحال للمسجد الأقصى، ونحن مرابطون على هذه الأرض إلى يوم الدين.
وناشد ادعيس القمة العربية التي ستنعقد في الرياض بأن يصدر عنها قرار لدعم مبادرة الرئيس في المحافل الدولية، وتقديم الدعم اللازم لنا، لأن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية بحاجتهم، والقدس بحاجة لقرارات تلزم المجتمع الدولي بمسؤولياته.
وقال: "نؤكد بيعتنا للرئيس محمود عباس، ولا نقول له كما قال قوم موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا)، نحن معك وسويا في تحقيق حلم شعبنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
منظمة التعاون الإسلامي: سنواصل دعم الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه على أرضه
قال ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين السفير أحمد الرويضي، إن هذا المؤتمر يبرز حجم التحديات التي تواجهها القدس والمسجد الأقصى، وترسيخ الشعور بالمسؤولية المشتركة والنهوض بالواجب تجاه القدس الشريف التي كانت الحافز لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي منذ ما يقارب خمسة عقود.
وأضاف السفير الرويضي، إن المنظمة ستواصل دعم الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه على أرضه ذودا عن مقدساته في سبيل نيل حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، معبرا عن إدانته لعدوان الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني أثناء مشاركتهم في مسيرات سلمية في قطاع غزة، وهذا يسمى إرهاب دولة وجريمة تستدعي التحقيق والمحاسبة.
وتابع الرويضي: "ينعقد هذا المؤتمر الذي يمتاز به البعد القانوني والديني والسياسي ليؤكد على المكانة المركزية للقدس الشريف وجدان الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، التي تمر بظروف غير مسبوقة وآخرها الاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة للاحتلال الإسرائيلي، وانعقدت القمة الإسلامية ومجلس التعاون الإسلامي للتأكيد على رفض القرار واعتباره اعتداء على أبناء شعبنا وتحدي لمشاعر الإنسانية جمعاء".
وأوضح أن اللجنة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي تعمل على التواصل مع العالم لإطلاعه على خطورة القرار الأميركي بنقل سفارته للعاصمة المحتلة، ونواصل العمل لتقديم المساعدات لأبناء شعبنا، مؤكدا التزام منظمته بدعم حقوق الشعب الفلسطيني ودعم الجهود الهادفة لتخليصه من الاحتلال وتسيد السيادة الفلسطينية على مدينة القدس، مجددا دعم منظمته المطلق لدولة فلسطين في ممارسة حقتها للانضمام للاتفاقيات الدولية وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.
رئيس الوزراء الأردني الأسبق: ما استقر ظالم في القدس
وقال رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري: "يسعدني أن أتحدث نيابة عن الوفود المشاركة في هذا المؤتمر والقادمين من القارات الست إلى هذا المكان المقدس، والمؤتمر العتيد للتأكيد على حبهم لفلسطين ودعمهم للقدس وفلسطين".
وأضاف أن إن هذا المؤتمر سيكون بداية لحملة حقيقة تثبت للعالم أن قرار الإدارة الأميركية باطل ولن نقبل به، مؤكدا دعم جميع الوفود للقدس، وسنقف جميعا لمنع الوحشية التي لا ترحم كما يجري في غزة وفي القدس المحتلة، و"نحن معكم".
وتابع: "النصر للشعب الفلسطيني في النهاية، وما استقر ظالم في القدس، والعالم يقف معنا وسنحرر القدس وستعود فلسطين حرة كريمة.
عضو لجنة المؤتمر عن غانا رأس محمد كبير: إسرائيل ليست دولة مارقة فقط بل هي دولة إرهابية
قال عضو لجنة المؤتمر عن غانا رأس محمد كبير، عبر نظام الربط التلفزيوني "فيديو كونفرنس"، إن ما يقوم به الاحتلال يتعارض مع القانون الدولي والإنساني، وعلينا العمل من أجل تحقيق العدالة في فلسطين، مؤكدا أن العالم الإسلامي سيواصل دعم الشعب الفلسطيني.
وأضاف رأس محمد كبير، إن الشعب الفلسطيني يواجه تحديا كبيرا ولكن الأصوات التقدمية في العالم ستواصل العمل من أجل دعم القدس وفلسطين خصوصا في هذه الظروف، وغانا هي وبدون أي شك ملتزمة بدعم قضية الشعب الفلسطيني، ومؤخرا صوتنا في مجلس حقوق الإنسان لصالح حقوق الإنسان؛ وغانا من ضمن 28 دولة صوتت باستمرار وبقوة ضد القرار الذي يعتبر القدس عاصمة لدولة الاحتلال من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
وتابع: "كمسلم لدي واجب تجاه القدس ينبع من كتبانا المقدس القرآن الكريم، وذكر المسجد الأقصى في القرآن يشكل أساسا لكل مسلم سواء عربيا أو أوروبيا أو إفريقيا ليعمل تجاه الحفاظ على قدسية مدينة القدس لتكون عاصمة لدولة فلسطين".
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط دولة مارقة بل هي دولة إرهابية، ويجب أن نغادر هذا المؤتمر بإجابات للأسئلة الهامة ما الذي يتطلبه الأمر لإنهاء الاحتلال الغاشم للأرض الفلسطيني، والحصار الظالم لقطاع غزة، وكيف يمكن للعالم أن يشارك في إنهاء الاحتلال".
وشدد على ضرورة إشراك قادة العالم والنقابات والاتحاد والإعلام في رفع الوعي حول معاناة إخواننا في فلسطين وتحديدا في القدس، ومهم العمل أيضا مع إفريقيا لدعم فلسطين بشكل كبير كما هي دوما، فكل الكتل الأفريقي تقف باستمرار مع الشعب الفلسطيني.
وأكد أهمية مقاطعة كل شيء له علاقة بإسرائيل، وإن كانت الولايات المتحدة ستواصل ريائها لإسرائيل علينا أن نعمل على مقاطعة الولايات المتحدة في حال مواصلة وقوفها إلى جانب الاحتلال.