النتيجة ذاتها
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
يطرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، مقترحا لعقد "مجلس وطني توحيدي" حسب تعبيره، دون ان يقول كيف يمكن ان يكون ذلك ممكنا مع تواصل الانقسام البغيض، وتكريس مقومات سلطة الانقلاب التي تحكم القطاع المكلوم بسياسات الإقليم المتمرد ان صح التعبير والتوصيف...؟؟!
والواقع ان هنية لا يريد حتى هذا "المجلس الوطني التوحيدي" وليس هذا المقترح الذي قدمه في كلمة له بالأمس الأول، غير محاولة اخرى لعرقلة انعقاد المجلس الوطني، مجلس الشرعية الفلسطينية، النضالية والدستورية، الذي تقرر في الثلاثين من الشهر الحالي، نعم لا يريد هنية أي مجلس من أي نوع كان، لأنه كان قد دعا قبل ذلك في اجتماع مغلق، مع أحد فصائل العمل الوطني في غزة، الى عقد مؤتمر وطني عام (..!!) بديلا عن المجلس الوطني، لكن هذه الدعوة لم تلق آذنا صاغية، ورفضت تماما، حتى هدد هنية هذا الفصيل انه اذا ما حضر أعمال المجلس الوطني في رام الله، سيواجه "بعقوبات قاسية"...!!
ومع ذلك ورغم ذلك، نقول ما زالت الفرصة ممكنة لحركة حماس ان تأتي الى المجلس الوطني، شرط ان تعلن نهاية الانقسام، بتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة كافة مهامها، وتسلم كامل مؤسساتها ودوائرها ووزاراتها في المحافظات الجنوبية، لاقرار السلطة الواحدة، والقانون الواحد، وسلاح الشرعية الواحد.
ونقول ذلك مع اننا لا نرى من حركة حماس غير تشبثها الانقسامي، وغير سعيها الانفصالي المحموم، الواضح في تسويق نفسها كبديل قابل لمفاوضات أيا كان نوعها لتأبيد الامارة الاخوانية، وتحت مسميات مخاتلة، لا تخلو من أكاذيب الشعارات البالية..!! ولحماس أصواتها التي تؤكد على هذه الحقيقة، بل لها "محاريك الشر" التي تنطق إلا بما يزيد الفرقة والخلاف والانفصال، وعلى هذا النحو نقرأ مثلا تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق التي لا يعترف فيها بالمجلس الوطني فهو بالنسبة له "ما يسمى" ضاربا بذلك عرض الحائط تاريخا من الحضور النضالي للمجلس الوطني الفلسطيني، وعمرا للمجلس يتجاوز عمره...!! والأقبح في تصريحات أبو مرزوق مزاعمه ان هناك تزييفا حتى للشرعية القانونية لجهة النصاب القانوني للمجلس" وكمثل رئيس مكتبه السياسي لا يقول أبو مرزوق كيف يمكن انهاء الانقسام، الذي يقول انه لا مجلس دون انهائه..!! يطرح الشعار ولا يتحدث عن الآليات، ولا يقرب أيا من سبل انهاء الانقسام بصورة سليمة وجادة..!! انها المزاعم والادعاءات ذاتها، وستتراكم أكثر وأكثر بهوس وحماقة، كلما اقتربنا من الثلاثين من الشهر الحالي موعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني. وما ثمة نتيجة لمزاعم حماس وادعاءاتها اذا ما واصلت تشبثها بالانقسام وسلطة الانقلاب، غير الخيبة والخسران.