إرهاب المستوطنين يضرب مجددا في بيت إكسا
بلال غيث كسواني
تشهد الايام الأخيرة تزايدا في هجمات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين في عديد من القرى، وهذه الهجمات تكون على شكل موجات منظمة بدأت الموجة الأخيرة من قرية جيت بمحافظة قلقيلية ثم امتدت إلى قرى عقربا واللبن وبورين بمحافظة نابلس، وبعد ذلك طالت قرية برقة بمحافظة رام الله وها هي اليوم صباحا تضرب بيت إكسا شمال غرب القس.
وأعطبت عصابات "تدفيع الثمن" فجر اليوم الاثنين إطارات عشرات المركبات وخطت شعارات معادية للعرب في قرية بيت إكسا المحاصرة بجدار الفصل العنصري شمال غرب القدس المحتلة.
إرهاب المستوطنين أصبح منظماً بشكل لافت، وقال المواطن خالد مصطفى: "استفقنا اليوم على وقع الجريمة النكراء التي باتت تهدد حياة وأطفالنا إضافة إلى استهداف مركباتنا ومنازلنا"، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل من أجل تعريف العالم بمعاناة أهالي القرى المهمشة والمعزولة والمستهدفة من الاحتلال وتحديدا في القدس.
وأضاف "أعادت مشاهد استهداف قرية بيت إكسا إلى أذهان المواطنين هناك ما تعرضوا له قبل قرابة 70 عاما وفي نفس الوقت من العام على أيدي عصابات "الهجانا" الإرهابية التي حاولت ترحيلهم عن أرضهم في حينه بعد مجزرة دير ياسين، واليوم تسعى عصابات "تدفيع الثمن" إلى إرهابهم ودفعهم للرحيل عن قريتهم".
من جانبه، قال عضو المجلس القروي محمد عبد العزيز عوض الله، إن مستوطنين استهدفوا أطراف القرية الجنوبية وقاموا بإعطاب أكثر من 20 سيارة وقاموا بكتابة شعارات "تدفيع الثمن"، و"الموت للعرب" وغيرها من الشعارات العنصرية المعادية للعرب.
وأضاف "هذه هي المرة الرابعة التي يقوم بها المستوطنون بالاعتداء على أهالي القرية، فقد قاموا بإحراق سيارتين تعودان لأبنائي في المرة الأولى، ثم اعتدوا على مسجد القرية وحاولوا إحراقه ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك واكتفوا بخط شعارات عنصرية، والاعتداء الثالث استهدف 10 مركبات في حي البرج شرق القرية، والاعتداء الرابع سجل الليلة".
مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، قال لــ "وفا"، "الاعتداءات بدأت من جديد وخاصة بعد ما قدمه نتنياهو للمستوطنين من هدايا بشرعنة البؤر وإقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية".
وأضاف أن البرنامج يهدف لتهويد الضفة الغربية، في عام 48 عصابات الهجانا استخدمت سياسة القتل والترويع، واليوم عصبات "تدفيع الثمن أو شباب التلال أو غيرها " تقوم بنفس الدور.
وأضاف أن هذه الاعتداءات منظمة وتتم بشكل محكم، بعد تدريب المستوطنين على طريقة استهداف الفلسطينيين، في إماتين وفرعتا والساوية واللبن والمغير، ثم بورين ثم برقة وبيت إكسا والقدس ومحيطها.
وتابع أن كل هذه الأحداث هي جرائم ترتكب بحق شعبنا، ولا يوجد مجال لدينا سوى الصمود والتصدي لإجراءات الاحتلال ولا يوجد مواطن بعيد عن خطر المستوطنين وعلى أبناء شعبنا العمل بشكل موحد من أجل التصدي لإجراءات المستوطنين.
وشدد على أهمية وجود لجان حراسة مدعومة من المواطنين من أجل تغطية كل القرى، ويجب على الجميع العمل على دعم صمود المواطنين وتصديهم للمستوطنين.
وقال: "المستوطنون لا يكفون أبدا عن شن الهجمات المنظمة على القرى والمواطنين الفلسطينيين فأينما تقع عيونهم يشنون هجوما بأعداد كبيرة".
وتتعرض قرية بيت أكسا المعزولة بجدار الفصل العنصري لانتهاكات متواصلة من جيش الاحتلال ومستوطنيه، ويقطنها قرابة 1800 شخص فقط بعد أن هجر جل سكانها بفعل الجدار والاستيطان، وهذه القرية هي الوحيد العربية المتبقية غرب القدس بعد تهجير القرى المجاورة لها وهي دير ياسين ولفتا وقالونيا.
يذكر أن "تدفيع الثمن"، ظاهرة ليست بجديدة، وكانت تضم تحت كنفها أكثر من عصابة كعصابة "تدفيع الثمن" و"فتية التلال"، ومجموعات تابعة لـ "كهانا" وغيرها.
ولا يمكن نسيان إقدام مستوطنين على خطف وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير في تموز من العام 2014، وبعدها بنحو عام في 2015 قامت مجموعة من المستوطنين اليهود بإحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما بالخليل، أثناء نوم أفرادها، فقتلت 3 منهم، ونجا الطفل أحمد بأعجوبة.
وفي 18 حزيران 2015، أقدمت عصابات "تدفيع الثمن" على إحراق كنيسة "الخبز والسمك" الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا، وألحقت بها أضراراً كبيرة جداً.
وعلى مرمى حجر من الكنيسة، في قرية طوبا القريبة، قامت تلك العصابات الإرهابية بإحراق مسجد النور في تشرين الأول 2011.
وفي نيسان من العام 2014 قامت العصابات بتنفيذ عملية لها في مسجد عراق الشباب في مدينة ام الفحم، وحاولت إحراقه، بعدما أشعلت النيران في مدخله وتركت عبارات عنصرية على جدرانه.