المجلس الوطني يخيب آمال المراهنين على فشله
نصاب فاق كل التوقعات
القدس عاصمة فلسطين/رام الله 1-5-2018 - بلال غيث كسواني
605 أعضاء حضروا إلى أعمال الدورة الـ23 للمجلس الوطني الفلسطيني، في قاعة أحمد الشقيري للمؤتمرات، بمقر الرئاسة، بمدينة رام الله، من أصل 741 عضوا، هو العدد الأصلي لأعضاء المجلس، ليتحقق النصاب الذي يجب أن يفوق الـ 500 عضو في اجتماعهم العادي.
عشرات الأعضاء وصلوا من خارج فلسطين إلى مدينة رام الله، ومن مختلف محافظات الوطن، بما فيها القدس المحتلة، ومن قطاع غزة المحاصر، جميعهم أكدوا أنهم سيبقون تحت مظلة منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد لأبناء شعبنا في الوطن والشتات.
رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، قال في خطابه، "علينا واجب أن تكون هذه الدورة انطلاقة جديدة لإعادة الاعتبار الفعلي لدور ومكانة منظمة التحرير، ورصّ الصفوف والتلاحم، لأن المرحلة القادمة مرحلة تضحية وبناء، ومواجهة واشتباك، ودفاعٍ عن القرار المستقل، واستبسال في حماية الحقوق في وجه من يريد إنهاء مشروعنا الوطني الذي ضحى في سبيل الدفاع عنه مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأكثر من مليون أسير بطل، منهم القادة، والأطفال، والنساء، والشيوخ، والشباب."
وأضاف "مهما اشتدت الحملة علينا، فلن يكون لنا إلا سقف الوطن يظللنا جميعا، وهدفنا الآن تقوية مؤسساتنا واستنهاض خير ما فيها من مكامن القوة ومعادن الرجال الذين يستلهمون من الأوائل العزيمة والانتماء للهدف الأسمى ــــ فلسطين ـــ فالوطن باقٍ ما بقي أبناؤه مخلصين له الدين حنفاء".
من جانبه، قال عضو المجلس الوطني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول لـ"وفا"، إن كلمة الرئيس شاملة لكل شيء، لانجازات شعبنا الفلسطيني، وصموده البطولي في مواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية".
وأضاف: المجلس سيناقش خلال الأيام المقبلة عددا من الأفكار، من بينها: المبادرة الفلسطينية المطروحة أمام مجلس الأمن، والتي تشتمل على العديد من الجوانب، أبرزها: خلق اصطفاف داخلي صلب في مواجهة السياسة الأميركية واجراءات الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبة العالم بمؤتمر دولي لحماية شعبنا الفلسطيني، وبالتأكيد على ضرورة قبول فلسطين كعضو دائم لدى الأمم المتحدة، وحل الدولتين، على أساس أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وأوضح العالول أن الجلسات ستستأنف صباحا، وسيكون هناك كلمات لبعض الضيوف، الذين حضروا إلى دورة المجلس الوطني، وستبدأ اللجان بالعمل، لإنجاز القضايا المطروحة على الطاولة.
بدوره، قال مندوب فلسطين لدى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، عضو المجلس الوطني إبراهيم خريشة، إن انعقاده يؤكد أن شعبنا قادر على الحفاظ على منظمة التحرير، وحمايتها من كل المخاطر المحيطة بها بصفتها الحامي والحافظ لحقوق شعبنا.
وأضاف، أن الافتتاح بالشرعية والنصاب هي المقدمة الأولى لإقرار خطط وبرامج سياسية، وإعادة انتخاب لبرامج هيئات المجلس، وهي المجلس المركزي، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وفشل كل من راهن على فشله، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الدورة الحالية مراجعة الخطوات كافة التي تمت خلال السنوات الماضية من عملية السلام، وسبل الضغط من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه، قال عضو المجلس الوطني المتوكل طه، أن انعقاد المجلس يؤكد أن شعبنا يلتف حول منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وباعتبارها الإطار الجامع لشعبنا في كل أماكن تواجدهم، وبالتالي ينبغي الالتفاف وتشكيل حصانة ومناعة دائمة على هذا البيت لحمايته، ولدحر أي بديل مشبوه.
وشدد على أن الخطابات التي خرجت قبيل انعقاد المجلس الوطني فشلت، فمنظمة التحرير نهضت من حلم شعبنا الفلسطيني، وقدمت دماء وشهداء وتضحيات كبيرة، ولا ينبغي البناء على غير بيت الشعب الفلسطيني وهو منظمة التحرير.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، أهمية انعقاد المجلس الوطني؛ لمواجهة كافة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، متمنيا النجاح والتوفيق للمؤتمر.
وتمنى ملوح في رسالة بعثها إلى رئيس دولة فلسطين، رئيس منظمة التحرير، محمود عباس، ولرئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، أن يتبنى المجلس الوطني في دورته هذه مراجعة شاملة سياسية وتنظيمية واضحة تخرجنا من ما وصل إليه مشروعنا الوطني، وأن يتخذ المجلس القرارات والتوصيات التي ستنهض بالعمل الوطني الفلسطيني وتضعنا على الطريق الصحيح لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد قضية شعبنا.
بدوره، قال عضو المجلس عاطف أبو سيف، إن توافد أبناء شعبنا من مختلف أماكن تواجده يؤكد أن الرهان على فشل هذه الدورة انتهى.
وأضاف: شعبنا وفي هذه الجلسة يئد كل مؤامرات خلق أطر بديلة لمنظمة التحرير، فهو مجلس عُنونت دورته بالدفاع عن القدس، والتأكيد على شرعية النظام السياسي المعمدة بدماء الشهداء، وبتضحيات شعبنا.
الناطقة باسم حزب التكتل الديمقراطي من أجل الحريات والعمل التونسي دنيا بن عصمان أشارت إلى أن مشاركتها في حضور الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني جاءت تعبيرا عن تضامن التونسيين جميعا مع الشعب الفلسطيني ودعما للقضية الفلسطينية التي يعتبرونها قضية لهم .
واعتبرت بن عصمان كثافة الوفود التي حضرت الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني وانعقاد المجلس على أرض فلسطين يحملان رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، وتحديا قويا يساهم في كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، مؤكدة ضرورة زيارة فلسطين دعما للقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، واسهاما في كسر الحصار عليه.
كما نددت بشدة بإعلان ترمب بشأن القدس، وقالت: يعبر عن فشل الإدارة الأميركية في تنفيذ القرارات التي تعتبر الاستيطان غير شرعي، وعليه لا تُعتبر الولايات المتحدة طرفا في إيجاد حل للقضية الفلسطينية.