وراجينا أنك سالمُ
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
منذ أن أوقد مع اخوته في الخلية الفتحاوية الاولى، خلية التأسيس والقيادة، شعلة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحتى اللحظة، والرئيس ابو مازن لا يمضي في سبيل فلسطين وحريتها واستقلالها، إلا في الدروب الصعبة والمكلفة، والتي هي عادة دروب الحق والنزاهة والشجاعة، التي يخشاها ولا يستطيعها صغار النفوس ومكسوروها، الخارجون عن الصف الوطني، السائرون خلف الاحتلال وبأوامره، ولهذا لا يحب اعداء فلسطين، اعداء الوطنية والحرية والكرامة والخلق الرفيع، الرئيس ابو مازن، يكرهون فيه النزاهة والصلابة والشجاعة وصدق الخطاب الوطني والانساني النبيل، ويحقدون عليه بوصفه الضد الذي يقض مضاجعهم ويفضح فيهم الخسة والتردي الاخلاقي المنحط، ولهذا ايضا يظل هؤلاء الذين لا يستطيعون دروب الحق، وحدهم اصحاب القلوب المريضة، والتي لم تعد تنبض بغير الحقد والحسد والضغينة، ولم تعد تعرف شيئا من القيم الاخلاقية الدينية والوطنية والانسانية، وهو ما جعل اصحابها ويجعلهم دوما على نحو مسعور، اصواتا لا تحسن غير النباح، كلما رمى لهم الاحتلال الاسرائيلي عظمة شائعات حقودة ...!! وبقدر ما في هذه العظمة من رائحة كريهة بقدر ما يتلقفها هؤلاء بنهم وشراهة، على وهم انها من الممكن ان تصبح وجبة دسمة ...!!
نتحدث عن الشائعات التي دارت خلال اليومين الماضيين، حول صحة الرئيس ابو مازن، والتي تلقفها اصحاب القلوب المريضة وداروا بها على صفحات الكترونية بتهويلات الشماتة المنحطة، الشائعات التي لا صناع لها غير دوائر الاحتلال الاسرائيلي والتي لا هدف لها سوى اثارة الفوضى والبلبلة والقلق بين اوساط شعبنا الفلسطيني سعيا وراء ضرب معنوياته، والنيل من ارادته، ودفعه الى مهاوي اليأس والعدم، لعل "صفقة القرن" تحظى بفرصتها المستحيلة لتصفية القضية الفلسطينية، تماما كما يريد العمل الصهيوني ...!! ويعرف اصحاب القلوب المريضة هذه الغايات الاحتلالية جيدا، لكنهم الخدم الذين يتوهمون ان في ارضاء السيد خلاصا لهم ومكسبا بعظمة حقيقية ...!!
لكن وكما نعرف ونصدق، شتان بين الثرى والثريا، شتان بين النبل والخسة، شتان بين الجبن والشجاعة وشتان بين الوطنية والخيانة، ولا بأس عليك سيدي الرئيس فكل ما يقول الاعداء والحاقدون، ليس الا تعبيرا عن شأنهم، شأن خوفهم وغلهم، ولن ينالوا بهذا القول منا ابدا وشعبك ادرى بشأنك أنت، فهو شأن الحق والنزاهة والكرامة الوطنية، شأن الشجاعة والتحدي، شأن المعرفة والحكمة، شأن الشجرة المثمرة التي لا خوف عليها ولاهم يحزنون، ولن نقول لك في ختام هذه الكلمة سوى ما قاله المتنبي لسيف الدولة الحمداني
ولست مليكا هازما لنظيره
ولكنك التوحيدُ للشرك هازمُ
وهنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
وراجيك - والناس- أنك سالمُ".