"سالم محمد الساعدي"
بقلم: عيسى عبد الحفيظ
عراقي من مواليد بغداد عام 1953. ترعرع في (حي أور) أحد أحيائها الفقيرة. التحق هناك بالمدرسة وحصل على الثانوية العامة عام 1972. عمل في وزارة الزراعة العراقية، ثم أكمل تعليمه الجامعي في جامعة المستنصرية حيث حصل على ليسانس في الجغرافيا. عمل نهاراً ودرس ليلاً حتى استطاع الحصول على شهادته الجامعية.
من عائلة يسارية الفكر انسانية التوجه. والدته عضو في الحزب الشيوعي العراقي فاقترب من الفقراء أكثر وتأثر بها فأصبح عضواً في الحزب الشيوعي العراقي في منتصف السبعينات.
ترك بغداد بعد الحملة ضد الشيوعيين وتوجه إلى بيروت وكانت حركة فتح قبلته، الحركة التي فتحت صدرها لكل الوطنيين والمقهورين والمطاردين من الأنظمة البوليسية حيث وجدوا في حركة فتح الملاذ الآمن والعمق العربي الكفاحي والهوية النضالية التي تعرضوا للاضطهاد بسببها.
كانت الثورة الفلسطينية المكان الأنسب الذي تجمع فيه هؤلاء المناضلون ووجدوا أنفسهم على الطريق الذي آمنوا به وقاتلوا واضطهدوا بسببه.
لم تكن فتح حكراً على أبناء فلسطين، فقد كان صدرها واسعاً لاستيعاب كل الذين كافحوا ضد الظلم والطغيان والقهر فهي الملاذ لكل الأحرار والشرفاء بالعالم.
اختار الساعدي اسماً حركياً (سامي البشير) في إعلام منظمة التحرير الفلسطينية (فلسطين الثورة) المجلة المركزية للمنظمة فارتبط اسمه مع الاخوة العراقيين الآخرين بالمقاومة الفلسطينية.
أصيب في ساقه في احدى غارات الطيران الصهيوني على العاصمة اللبنانية بيروت حين كان يجري احدى المقابلات الصحفية.
عاد إلى سابق عمله بعد الإصابة في مجلة (فلسطين الثورة) وخلال اجتياح بيروت عام 1982، ساهم في تقديم المساعدة لعدد كبير من المواطنين على الرغم من صعوبة حركته بسبب الإصابة في ساقه.
غادر بيروت مع قوات الثورة الفلسطينية إلى تونس حيث عمل في وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، وعاد إلى الوطن عام 1994 مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية حيث عمل في مكتب وكالة (وفا) طويلاً. انتقل إلى رحمته تعالى بتاريخ 11- 10- 1999 ووري الثرى في مقبرة الشهداء برام الله.
إنسان قريب للقلب، شغوف بمحبة الآخرين، شديد الاشتياق إلى مسقط رأسه بغداد، إلا أن الأحداث الجسيمة التي كان يعيشها العراق لم تساعده في الذهاب إلى هناك.
ذهب سامي بشير، إلا أن ذكراه ستبقى خالدة في قلب كل من عرفه وسيبقى خالداً في سجل الثورة الفلسطينية وحركة فتح وسيبقى أيضاً في وطنه العراق الأشم الذي لم يبخل يوماً في دعم القضية الفلسطينية.