الحكومة.. تحت الهجوم

جميل ضبابات
 
تظهر صورة مقربة لرئيس الحكومة سلام فياض، بحثه عن شيء ما في مدى النظر.. ويظهر الرجل مركزا في البحث. وفي الصورة التي نشرت على صفحات المواقع الاجتماعية يتساءل معلق؛ فيما إذا كان رئيس الوزراء يرى غلاء الأسعار وارتفاع أسعار اللحوم ووو؟
 
وعلى الجانب الاخر من الصفحة ظهر رسم كاريكاتوري تظهر فيه دجاجة تقول:" احنا الجاج البياض نحيي حكومة فياض..كرتونة البيض 17 شيقل"... وتتوالي الضحكات تحت الصورة (هههههههه).
 
لكن صاحب الصفحة وغيره يعبرون عن غضبهم مما يقولون انه ارتفاع في الاسعار، ويقول ان" رئيس الحكومة يعرف ان هناك ارتفاع اسعار. ويعرف ان اسعار الدجاج ارتفعت. والغاز ايضا".
 
وتتعرض الحكومة الفلسطينية لانتقادات، بعد الحديث عن مشروع قانون تقاعد جديد، ومشروع قانون ضريبة دخل معدل.
 
 قال رئيس الحكومة إن الهدف الأساسي لهذه التوجهات والقرارات يكمن في رؤية الحكومة في التوزيع العادل للعبء الناجم عن تقليص العجز وتحقيق المشاركة المجتمعية في تحمل المسؤولية، وخاصة من قبل الفئات القادرة على ذلك وفي مواجهة الأزمة المالية التي تتعرض لها السلطة الوطنية منذ أواسط عام 2010، وقطع تقديم المساعدات لها بين الحين والآخر بما يخلفه ذلك من ضرر سياسي فادح وتلويح للمواطنين بإظهار السلطة "كأجير" لدى المانحين إلى جانب الضرر الاقتصادي.
 
وأكد أن الحلول التي يجري بلورتها والتشاور حولها "لن تمس بالمطلق ولا بأي حال من الأحوال بالخدمات الحكومية الأساسية، بما في ذلك شبكات الأمان الاجتماعي، كما لن تمس ذوي الدخل المحدود والمتوسط".
 
وقال فياض إن الشرائح التي يستهدفها قانون الضريبة المعدل هي الشرائح ذات الدخل العالي، ولا تتأثر بها الشرائح التي يقل دخلها السنوي عن 125 ألف شيقل، مشيرا إلى الزيادة في قيمة الإعفاء من ضريبة الدخل والتي ارتفعت من 25 ألف إلى 30 ألف شيقل "بما يؤكد أن كافة الفئات المهنية والتي يبلغ صافي دخلها الشهري 2500 شيقل شهريا، أي 30 ألف شيقل سنويا" هي فئات معفاة من الضريبة بصورة كاملة وفي مقدمتها المزارعون.
 
لكن رغم تأكيد فياض بأن هناك فئات لن تضرر من القانون الجديد، الا ان صفحات "الفيسبوك"، واصلت عرض مواد تنتقد الحكومة.
 
وعلى الصفحة ذاتها عرضت اغنية محورة قديمة للمطربة سميرة توفيق: "بسك تيجي حارتنا"، وتقول كلمات الاغنية التي تهاجم الحكومة" بسك تيجي حكومتنا، عينك على جيبتنا.. بسك تيجي الوزارة تشرب قهوة وسيجاره".
 
ولاقت الاغنية انتشارا واسعا في صفحات التواصل الاجتماعي، لانها تأتي على ذكر بعض ما يجري من تحولات في السوق من غلاء اسعار.
 
وقال صاحب الصفحة "بالتأكيد ان رئيس الحكومة شاهدها. انه صديقي على الفيسبوك. ايضا العاملون في مكتبه اصدقائي".

وكان فياض الذي قاد بقوة حركة اصلاح اداري ومالي في مؤسسات السلطة بعد توليه رئاسة الحكومة استخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع المجتمع المحلي.
 
وهو ذاته يعرض بين الحين والاخر رؤيته لتوجهات الحكومة واجراءاتها في اطار خفض العجز المالي. والرجل الاصلاحي الذي واجه عشية توليه الحكومة بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، حشد التمويل اللازم طيلة السنوات الماضية، للمضي في تسديد التزامات السلطة التي تعثرت ماليا.
 
لكن صفحات الفيسبوك، التي تحمل مضامين انتقادية لسياسة الحكومة وتوجهاتها لفرض الضرائب تواصل نشر التعليقات التي ترفض هذه التوجهات.
 
وقال المدون والناشط الاكتروني محمد ابو علان " ما يجري على صفحات الواقع الافتراضي هو انعكاس للواقع. هذه ليست مسألة هجوم الكتروني. الحكومة تريد رفع الضرائب في ظل مجتمع يعاني من بطالة وفقر بنسبة 22%".
 
واضاف" انا نشرت على صفحتي الفيسبوك والمدونة العديد من التدوينات التي تعكس رفض الشارع لتوجهات الحكومة".
 
ويتحدث مدونون عن ارتفاع اسعار البيض، لذلك يمكن بسهولة مشاهدة دجاجة او عدة بيضات وتحتها تعليقات ساخرة حول الموضوع.
 
وليس فقط الناشطون الاكترونيون انتقدوا توجهات الحكومة. فالقطاع الخاص ورجال أعمال، انتقدوا قانون ضريبة الدخل المعدل، وهدد آخرون بالتوجه إلى محكمة العدل العليا لوقف العمل به، فيما اعتبر البعض أنه سيؤثر سلبا على المناخ الاستثماري.
 
والحكومة التي كما تقول تهدف من خلال  مجموعة التشريعات والأنظمة والإجراءات التي يجري بلورتها، إلى تخفيض العجز لمستوى يبعث على الثقة بإمكانية تمويله بيسر، وبما يخفف من التأثير السلبي الذي خلفته الأزمة المالية على مدار العامين الماضيين، ويحد من احتمال استمرارها خلال العام الجاري 2012.
 
وهناك مدونون ربطوا بين الحديث عن غلاء الاسعار، والحديث عن قانون ضريبة الدخل الجديد.
 
لكن الناطق باسم الحكومة غسان الخطيب قال، "هناك خلط بين الامرين.لا توجد علاقة بين ارتفاع الاسعار وضريبة الدخل.ليس هناك ضرائب متعلقة بالاستهلاك. التغيرات في الاسعار لها علاقة بارتفاع اسعار البضائع المتسوردة من الخارج".
 
وتتعرض اغنية" بسك تيجي حكومتنا" التي تنتشر بشكل سريع، ويبدو انها حملت على اليوتيوب وليس واضحا لاي حكومة عربية حورت ووجهت، الى موضوعي الضرائب وغلاء الاسعار.
 
وقال الخطيب "الحكومة معتادة على تقبل الانتقاد طالما ظل في حدود المنطق. ليس هناك مشكلة في التعاطي مع ملاحظات والتعامل معها".