اليوم العالمي للتعاون
فياض فياض
يحتفل العالم والحركة التعاونية في العالم يوم السبت الاول من شهر تموز لكل عام باليوم العالمي للتعاون، وهذه الاحتفالات في الدول التي تحترم التعاون والحركة التعاونية، تتم بشكل تراكمي على شكل الهرم، حيث تحتفل كل جمعية تعاونية على حدة وتستعرض واقعها خلال عام انقضى، ويتم الاحتفال على مستوى كل محافظة، ويكون تتويج تلك الاحتفالات باحتفال وطني وقومي على مستوى الوطن، وعادة يشارك في تلك الاحتفالات قادة من الصف الاول للمجتمع.
في فلسطين اعتدنا ومنذ قدوم السلطة الوطنية على اقامة احتفالات بهذه المناسبة في بعض السنوات، وكان اهمها ذلك الاحتفال الذي تم عام 2012 عام التعاونيات، تحت رعاية رئيس الوزراء في حينه، وبوجود اكثر من وزير، واطلقت في تلك المناسبة دراسة اعدها المركز الفلسطيني (ESDC) وبتمويل من التعاون السويدي في حينه، حول مساهمة التعاونيات في الاقتصاد الوطني.
وكان العام 2009 شهد أيضا مهرجانا تحت رعاية رئيس الوزراء، وشارك فيه عدة وزراء وقادة.
نحن لا يعنينا الاحتفال بحد ذاته، ولكن ما يعنينا هو مراجعة الذات، لما يمكن للحركة التعاونية ان تساهم به في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة جدا والتي تعصف بالبلاد خاصة غزة، واكرر غزة التي تعيش ظروفا، لا بديل عن الحركة التعاونية للمساهمة في ايجاد منافذ للخلاص منها.
ليس خفيا على احد، ولا احد يستطيع انكار اننا نمر بازمة اقتصادية ناجمة عن شح في مصادر الدخل وبمعنى ادق ان النفقات تزيد عن الواردات. ونفقاتنا لا تتناسب مع وضع شعب تحت الاحتلال، ان الزائر الى المدن الفلسطينية، والمشاهد لنمط حياتنا في المدن خصوصا في رام الله وتحديدا في أوقات بعد المساء يشعر اننا نحن المحتلون، ولسنا نحن من يقع تحت الاحتلال. في رام الله هناك دخل وهناك موظفون وهناك اصحاب اراض فاقت قيمة الدونم الواحد منها المليون دولار وهناك خلو رجل للمخزن الواحد يزيد عن المليون، واصبح رقم المليون رقما عاديا وكأن الحصول عليه في متناول اليد، وأصبحنا نرى كل يوم مطاعم جديدة ومرافق ترفيهية لا تعد ولا تحصى.. مقابل هذا كله نرى انحسارا، وتراجعا في قيمة الدخل والراتب لأن قيمته الشرائية انخفضت وارتفعت الاسعار بشكل جنوني مفتعل.
الجمعيات التعاونية والحركة التعاونية دخلت في حياة الشعوب مرحلة وصلت من البقالة حتى جمعيات دفن الموتى، مرورا بكل المهن ونواحي الحياة من نقل وسفر، الا يستطيع اهل كل حي اقامة جمعية تعاونية تنناسب مع مشاكل حياتنا المعقدة؟