شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس    قوات الاحتلال تفجر منزل الشهيد نضال العامر بمخيم جنين    مجلس الوزراء يبحث توسيع تدخلات غرفة العمليات الحكومية في الإغاثة والإيواء    فتوح يُطلع السفير المصري على آخر التطورات وسبل تقديم الدعم إلى شعبنا في قطاع غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,219 والإصابات إلى 111,665 منذ بدء العدوان    "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعوي    الاحتلال يهدم منزلا في دير إبزيع غرب رام الله    الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الـ22 على جنين ومخيمها: تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات    16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    الرئيس يستجيب لاحتياجات العائلات الفلسطينية التي تحتاج للدعم والتمكين ويجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية    تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين  

تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين

الآن

"باولا زهرة على صدر فلسطين" باولا ابرامز الحوراني

 عيسى عبد الحفيظ

قد يبدو الاسم غريبا ويخلو من الانسجام، ولكنه حقيقة جميلة دخلت الى صفحات التاريخ الفلسطيني المعاصر، ربما كان للصدفة دورها ولكن هكذا أراد القدر.
ترك الصديق فيصل الحوراني (الكاتب والروائي) صاحب إلياذة دروب المنفى بمجلداتها الخمسة والتي وثقت فترة النكبة وما تلاها من الملحمة الفلسطينية حتى أواخر السبعينات بأسلوبه الروائي الواقعي الجذاب.
غادر فيصل إلى فيينا عاصمة النمسا حيث تم تعيينه على كادر السفارة هناك دون التزام سوى تفرغه للكتابة بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات، فأنجز تلك الخماسية (دروب المنفى)، وشاء القدر ان يتعرف على (باولا ابرامز). وكان من الطبيعي ان يحدث اللقاء، لكن دور الصدفة لم يتعدَّ وجود الاثنين في نفس المكان، فالراحلة الرقيقة باولا ابرامز نشطة في المجال السياسي ومثقفة؛ حيث عملت سابقا في الأمم المتحدة وكانت على اطلاع راق بالقضية الفلسطينية.
لم تمنعها ديانتها اليهودية من الوقوف الى جانب الحق والصواب، فدخلت معترك الانحياز الى الحق حتى لو غضب بنو ملتها، او الجزء الأكبر منهم، وأصبحت كتاباتها مرجعا للباحثين في أوروبا.
تجلى نشاطها على ساحة النمسا بالمساهمة والمشاركة الفعالة في منظمة (نساء في وشاح اسود)، وهي تلك المنظمة التي أخذت على عاتقها توعية الرأي العام النمساوي بالقضية الفلسطينية وكشف الرواية الصهيونية وتصحيح المعلومات التي كانت الحركة الصهيونية قد مررتها من خلال إمكانياتها الهائلة وتأثيرها الواضح في أجهزة الإعلام خاصة في بلد كالنمسا، وكانت على تماس يومي بالبرامج التلفزيونية والإذاعية باللغتين الألمانية والانكليزية والتي تتقنهما بشكل ممتاز، وعلى اهبة الاستعداد لتصحيح ما يجري بثه مما كانت تراه مجافيا للحقيقة.
دخلت معترك الكونغرس الأميركي بشكر الأعضاء الذين يقولون الحقيقة كما هي في ما يتعلق بالصراع العربي- الصهيوني، وهم قلة. ولكن باولا كانت تسعى لتشجيع من ترى فيهم المصداقية والواقعية.
في الخامس من حزيران عام 2018 فارقتنا هذه الرقيقة ذات الحساسية المرهفة مما فعله أبناء ملتها، تاركة خلفها ارثا طويلا وحافلا من الانجاز والذكرى، بعد ثمانية وسبعين عاما من العطاء. تركت في وصيتها الجميلة إهداء مكتبتها الثرية بآلاف الكتب القيمة للمكتبة الوطنية الفلسطينية والتي تتناول القضية الفلسطينية باللغتين الالمانية والانكليزية، كما أوصت بإهداء اللوحات الفنية والتي تتناول القضية الفلسطينية على يد رسامين مشهورين الى الجهات الفلسطينية المختصة، وكانت هي الرسامة صاحبة الذوق الرفيع في تجسيد معاناة الشعب الفلسطيني. 
عرفتها عن كثب بحكم علاقتي الشخصية مع زوجها فيصل، وتعود بي الذكريات الى زياراتها المتكررة الى فلسطين والى رفضها التام النزول في غرفة في فندق الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله ؛ حين تم حجز غرفة جميلة تطل على شارع القدس، وحين صعدت نظرت من النافذة فكانت مستوطنة (جبل الطويل) أمام ناظريها.
طلبت من فيصل فورا تغيير الغرفة، لتطل منها على أوجاع مخيم الامعري!!
مازالت الضمائر النقية تصدح بالحق، وما زالت القلوب الطيبة تلهج بالحقيقة، وما زال هناك من يعرف ويقول كلمته بشجاعة غير آبه بغطرسة القوة، وما زال هناك من يقرأ التاريخ كما هو، وليس كما يريد البعض ليَّ ذراعه.
كانت باولا كل ما سبق. زهرة دفلى في وادي الأردن ووردة على سفوح الكرمل..
وداعا باولا سيدتي الرقيقة كناي القصب، ما ان تلفحه نسمة الشمال الفلسطيني حتى يبدأ بالغناء.. ريح الشمالي يا نسيم بلادنا!!

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025