محمود عباس خيار جماهيري وليس نزوة- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
كثيرة تلك المواقع والصحف التي تحاول إن تروج بأن القيادة الفلسطينية وعلى رئسها الرئيس محمود عباس سوف يغادر الوطن ليتخذ له من موقع أخر خارج الوطن مقر للقيادة !ولكن كل ما تقدم من دلالات عن هذه القيادة والتي هي بالأساس قيادة لم تأتي لشعبنا من خلال دبابة أمريكي صهيوني بل كانت نتاج انتخابات نزيهة وديمقراطية في فلسطين بعد إن غيبت الممارسات الصهيونية القائد والرمز أبو عمار بفعل عملية تسميم لم يكشف الكثير عن مجرياتها إلى يومنا هذا ,ومنذ اليوم الأول والخطاب الأول لرئيس عباس أكد على سياسة الواضحة التي لا تقبل التأويل والتفسير على أكثر من وجه وهذه السياسة التي تضمنها البرنامج الانتخابي له والتي استمر عليها منذ هذه العملية الانتخابية إلى اليوم والتي تمثلت في السير على نهج الرئيس الراحل ياسر عرفات من خلال الالتزام بالثوابت الفلسطينية والتي أصبح عليها إجماع وطني فلسطيني من كل أطياف الحراك السياسي الفلسطيني وطني وإسلامي ,منذ 2005مكما أكد على التزامه بالنهج السلمي والمقاومة السلمية من اجل تحقيق هذه الأهداف ,وقد تجسده قدرة القيادة الفلسطينية في سحب كل الأوراق من الحكومات الصهيونية والتي كانت تتخذ منها مبررات العمل الإرهابي ضد أبناء شعبنا ,ليس هذا وحسب بل تمكن من توسيع دائرة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م كذا تمكن من تحصيل اكبر إجماع دولي لمساندة القضية الفلسطينية من خلال دعم القرارات المساندة للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة من خلال الحصول على 185صوت مؤيد لشعبنا . نعم لقد طال الانتظار حيث المفاوضات زاد عمرها عن العشرين عام ,وقد زادت الغطرسة الصهيونية والاستيطان وتهويد القدس ,ولكن لقد زاد ارتفاع الصوت الدولي ضد هذه الممارسات وقد زاد التأييد الدولي لقضيتنا ,فلم يكن الاستقبال الرسمي لجمهورية ألمانيا للقيادة الفلسطينية نتاج عمل سياسي ارعن بل نتاج فعل دءوب ونجاح دبلوماسي اجبر كل قوى الأرض الإقرار بأنه حان الأوان لهذا الشعب إن يأخذ مكانه بين الأمم ويكون له ودولة تساهم في رفعة البشرية بالحجم الذي يتناسب مع مقدرات شعبنا الإبداعية. وهنا اذكر بأن الخطى التي سارت عليها الحركة الصهيونية والتي كان يقف العالم خلفها لم تأخذ من الزمن ما هو اقل منا بكثير مع فارق المقارنة من حيث الدعم الدولي الذي تلقته الحركة الصهيونية والذي نتلقاه نحن اليوم ,فلا يعقل إن تكون العملية السياسية عملية حسابية بشكل مجرد من كل المؤثرات الخارجية ,لكي نتلقى أجوبة مجردة وسريعة. من هنا اعتقد بان قيادتنا تعي هذا بشكل جيد وتعي انها خيار شعبي بشكل يضمن لها الحصانة والمرونة ويؤمن لها إمكانيات المناورة المدروسة بحيث لا تكون ورقة من ضمن الأوراق الانتخابية للأحزاب الصهيونية لكي تدعم هذا الحزب أو ذاك أو هذا الشخص أو ذاك ,ولا تكون متسرعة في اتخاذ القرارات بشكل ردات الفعل من اجل إن تعطي المبررات لليمين الصهيوني المتطرف وتنزع عن نفسها الشرعية الدولية التي تمكنت من الحصول عليها بفعل دءوب ,وخاصة وان هناك مرجعيات عربية تشاركها القيادة في التشاور والتداول فيما وصلت إليه الأمور في القضية الفلسطينية لكي يتحمل الجميع مسئولياته ,كذا في ظل وجود القيادة المؤقتة للمنظمة التحرير واللجنة التنفيذية التي تعود إليها قيادتنا الفلسطينية إضافة إلى الفصائل بشكل عام ,جميع هؤلاء لن يعدموا الوسيلة والطريقة التي يجب إن تكون عليها الخطى الفلسطينية وخاصة وأننا نسير اليوم على رمال متحركة تعم المنطقة العربية ودول الجوار للوطن العربي ,إضافة إلى الحراك الداخلي الفلسطيني المتأرجح ما بين سياسات المصالحة والتوحد وكل هذه الإرهاصات توفر عوامل إسناد لخطى التحرك السياسي الفلسطيني على الرغم من حالة الغيوم التي تعكسها التحركات الصهيونية على الأرض . كل هذا دافع قوى لقيادتنا لكي تتمسك في البقاء والاستمرار في هذه الخطى التي أثمرت الكثير على ساحتنا الداخلية حيث لا يمكن إن تعيش السمكة خارج الماء كذا القيادة لا يمكن إن تكون خارج عن شعبها لأنه السند الحقيقي لها في كل خطاها وقد كان هذا التلاحم ظاهرا حين العودة من الأمم المتحدة حيث الاستقبال الجماهير الحاشد والداعم لهذه القيادة في كل خطاها ,هذا التلاحم والدعم الذي عبر عنه مندوبي العالم في هذه المؤسسة الأممية من خلال الوقوف والتبجيل والتأييد الذي لاقته قيادتنا كذا لشعبنا الذي يقف خلف هذه القيادة وهنا اذكر بان القيادة ليس مجرد نزوة فردية خاصة يحاول البعض الظهور فيها ولا من اجل تحقيق مصالح شخصية ,قيادة شعب يمتلك قضية مثل قضيتنا تحتم عليه الكثير وهنا اذكر بمقولة الأخ رفيق ألنتشه رئيس هيئة مكافحة الفساد (أتفهم إن يكون هناك فساد في أي مكان ولكن لا أتفهم إن يكون هناك فساد في فلسطين) ولا يعقل إن تكون القيادة فعل بهلواني يمارس من اجل جلب التصفيق للحظات ومن خلال العزف على نغمات نعي بان السواد الأعظم من الجمهور يرغب الاستماع أليها نتيجة حالة الكبت والضيق من الممارسات الصهيونية ولكن القيادة هو اختيار أفضل السبل واقصرها من اجل تخليص الشعب من أساس الظلم والغبن والقهر إن حالة الصمت اللفظي التي تمارسها قيادتنا توازيها حالة الفعل في كل الميادين التي تثبتها النجاحات من خلال الفهم العام لمجرى الأمور على كل الأصعدة الدولية والمحلية وهذا يحتم علينا التذكير بالمثل القائل (أعطي الخبر لخبا زوا ولو يوكل نصفه )