كلمة العمل الوطني
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
كلمة الرئيس أبو مازن في افتتاح أعمال المجلس المركزي في دورته التاسعة والعشرين، يوم أمس لم تضع النقاط على حروفها بشأن ثبات الموقف الوطني الرافض لصفقة القرن، والذي كان للرئيس السبق في اتخاذه وإقراره بمنتهى الحزم والحسم معا، وبالتصميم اللافت على دحر هذه الصفقة التصفوية فحسب، وإنما وضعت كلمة الرئيس كذلك النقاط على حروفها بصدد مختلف قضايا الشأن الوطني على مستوياته كافة، وسبل مواجهة التحديات الراهنة، للمضي قدما بالمشروع الوطني التحرري، حتى تحقيق أهدافه العادلة بإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران، وبعاصمتها القدس الشرقية، وبإنجاز الحل العادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وبمعنى بالغ الوضوح، فإن كلمة الرئيس أبو مازن، عبارة عن برنامج العمل الوطني في المرحلة المقبلة، البرنامج الذي سيضع الذين قاطعوا اعمال هذه الدورة امام السؤال الوطني، عن جدوى هذه المقاطعة ودوافعها التي من الصعب اولا فهمها ومن الأصعب تبريرها..!! والسؤال الوطني هو سؤال فلسطين التي لن تقبل ولن ترضى في لحظتها الراهنة، وهي لحظة بالغة الصعوبة والخطورة معا، بهذه المقاطعة التي لا ترى فيها ما يخدم قضيتها وتطلعاتها ولا بأي حال من الاحوال.
ولأن كلمة الرئيس أبو مازن بهذا المعنى وعلى هذا المستوى فإن الدورة التاسعة والعشرين التي تعقد تحت اسم "الشهيدة رزان النجار والانتقال من السلطة الى الدولة" هي دورة تاريخية ومفصلية فوتتها على نفسها "الجماعة" المقاطعة، بل انها تعلن بمقاطعتها هذه انها غير معنية ببرنامج العمل الوطني في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة، ولا نتجنى على احد في هذا السياق، فالواقعية تقول بموضوعية وبمنتهى البلاغة، انسحاب هذه الجماعة من نقاشات البحث عن اجدى السبل لمواجهة مخاطر اللحظة الراهنة والتصدي لها، وعدم تحمل المسؤوليات المطلوبة في هذا الاطار..!!
كما ان الواقعية النضالية طالما اكدت وتؤكد ان التاريخ لا تصنعه بلاغات الشعار والاستذة بمازايداتها الانتهازية وبيانات المقاطعة ليس غير هذه البلاغات التي انطوت على مغالطات واكاذيب لا تستحق ردا سوى المزيد من علامات الاستفهام والتعجب..!! ونعلم علم اليقين ان بعض هذه البيانات انما جاءت بمغالطاتها بهدف الابتزاز، للاستحواذ على مواقع بذاتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير..!!
لن تقبل فلسطين ولن ترضى، لفصائلها ولا لأي احد من ابنائها الانسحاب من ساحات المواجهة لحظة احتدامها، وعندما لا تقبل فلسطين ولا ترضى بذلك، فإن محاكمتها تكون عسيرة تماما بقدر عدالتها.
ويبقى ان نؤكد ان مسيرة الحرية بقيادتها الشرعية الراسخة على الثوابت المبدئية لن تضيرها مقاطعات الحسابات والمصالح الحزبية الضيقة، والخسران لن يكون إلا لأصحابها. ستمضي مسيرتنا قدما الى الامام، وهذا هو قرار كلمة الرئيس ابو مازن، وقرار مخرجات المجلس المركزي في دورته التاسعة والعشرين، وهذا ما تريده فلسطين وما ترضاه.