مستوطنات تتحول إلى مدن في قلب الضفة
عُلا موقدي
اذا كانت رحلتك خارج محافظة سلفيت تستغرق أكثر من أسبوع واحد فقط، ستعود وتجد الأرض لم تعد تشبه نفسها، ففي غضون أيام قليلة تجد جرافات الاحتلال اقتلعت الصخور وحولت الجبال الى فتات تراب، حيث بات اليوم من الصعب حصر أعمال التجريف والتوسع الاستيطاني في المحافظة، لارتفاع وتيرتها وسرعتها.
في 29 تشرين ثاني لعام 2017 أوصت لجنة من وزارة الداخلية الإسرائيلية بإقامة مدينة استيطانية جديدة لتوحيد أربع مستوطنات تقع ما بين قرى غرب سلفيت وجنوب قلقيلية.
المحامي وئام شبيطه ذكر لـ"وفا"، أن وزير الداخلية الإسرائيلي صادق على قرار اللجنة الذي ينص على ضم المستوطنات الأربع "أورانيت"، و"الكناه"، و"شعري تكفا"، و"عيتس إفرايم"، التي تتواجد الى الجنوب من قلقيلية بشمال الضفة وتحويلها إلى مدينة تضم 22 ألف مستوطن، وتأخذ من أراضي مسحة والزاوية وسنيريا وعزون عتمة، كما أقرت بتخصيص 100 مليون شيقل على أساس تطويرها بشكل أسرع.
وأضاف شبيطه: أن هذه هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن مدينة بعد 20 عاما من تأسيس مدينة "آرائيل"، لتكون بذلك ثاني مدينة استيطانية تسلب أراضي محافظة سلفيت بعد "آرائيل"، فالهدف هو تكريس الواقع الاستيطاني في المنطقة، وربط المستوطنات بعضها ببعض وضمها للمناطق المحتلة عام 1948، وتقطيع أواصل الضفة الغربية.
وتشير دراسات وتقارير حول واقع الاستيطان في الآونة الأخيرة، إلى أنه هناك خمس مدن استيطانية أخرى في أرجاء الضفة الغربية والقدس، وهي: "معاليه أدوميم" شمال شرق القدس، و "بيتار عليت" جنوب شرق القدس، و"معاليه أفرايم" الواقعة في منطقة غور الأردن، و"كريات سيفر"، و"مودعين عليت" اللتان تقعان غرب مدينة رام الله، وهناك نية لتحويل مستوطنة "بيت إيل" التي تقع شمال مدينة رام الله إلى مدينة، بالإضافة إلى أن هناك توجها لتحويل مستوطنة "كريات أربع" القريبة من الخليل إلى مدينة أيضا.
وأفاد تقرير توثيقي، صدر عن مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية أن حجم التوسع الاستيطاني تضاعف أربع مرات، منذ توقيع أوسلو، وبين التقرير أن عدد المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، وقطاع غزة المحاصر، تضاعف من 144 مستوطنة قبل توقيع أوسلو إلى 515 مستوطنة وبؤرة استيطانية حتى أيلول/سبتمبر 2018.
وأوضح التقرير، أن عدد المستوطنين تضاعف في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بأكثر من ثلاث مرات وارتفع من 252000 قبل أوسلو إلى حوالي 834000 مستوطن اليوم.
وذكر التقرير أن مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها لصالح المشروع الاستيطاني، والتي كانت تبلغ مساحتها قبل أوسلو حوالي 136000 دونما أصبحت حوالي 500000 دونم أي بزيادة قدرها حوالي 368% مقارنة ما كانت عليه.
وذكر تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أنه في محافظة سلفيت تجري أعمال التجريف داخل حدود المستوطنات وخارجها وفي أكثر من موقع، حيث يجري في مستوطنة "ليشم" غرب سلفيت تجريفا داخلها وخارجها من جهة أراضي دير بلوط وكفر الديك وقرية رافات وبلدة الزاوية. فيما يواصل مستوطنو مستوطنة "عيتس افرايم" عمليات التجريف الاستيطاني وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية على حساب أراضي قرية مسحة غرب سلفيت وبالقرب من الأراضي المحتلة عام 48.
وتجري شمال غرب القرية عمليات تجريف وتكسير صخور ضخمة؛ لبناء وإقامة كلية استيطانية جديدة فيها. كما تمنع سلطات الاحتلال مزارعي القرية من دخول أراضيهم خلف الجدار إلا في أوقات قليلة جدا لا تكفي لفلاحة الأرض، وإن تجريف الأراضي يجري في ظل عدم القدرة على دخول الجدار وحماية الأرض.