"لينا النابلسي"
عيسى عبد الحفيظ
كانت ثاني شهيدة ارتقت بعد الاحتلال حيث سبقتها الشهيدة منتهى الحوراني في جنين بتاريخ 16/5/1976، الفترة التي صعدت فيها الجماهير حركة الاحتجاجات ضد الاحتلال حين ظهرت حركة الأرض داخل الأراضي المحتلة عام 1976، وظهرت إلى الوجود رداً على ممارسات الاحتلال في سلب الأرض التي بقيت مع بعض الذين استطاعوا الاحتفاظ بها، وتزامنا مع ذكرى النكبة والصعود السياسي والكفاحي لمنظمة التحرير في الخارج، بدأت الجماهير بالنزول إلى الشارع في حركة احتجاج صاخبة ومستمرة.
الشهيدة لينا النابلسي من مواليد مدينة نابلس عام 1959، كانت في المرحلة الثانوية حين ارتقت شهيدة وهي في ريعان شبابها قبل حصولها على الثانوية العامة.
خرجت الجماهير إلى الشوارع واخترقت نظام منع التجول الذي فرضته قوات الاحتلال في كل المدن الفلسطينية المحتلة.
نظم سكان مدينة نابلس تظاهرة حاشدة طافت شوارع المدينة منددة بالاحتلال ورافقته شعارات المقاومة والاعلام الفلسطينية.
كانت لينا تشارك في التظاهرات وحين شعرت بالتعب عادت إلى البيت لكن الشيطان كان يتعقبها وتركها حتى دخلت العمارة التي تقيم بها واطلق عليها النار وهي على الدرج الذي سقطت عليه.
كان ضابط المخابرات الاسرائيلي يتعقبها منذ تركت المسيرة خطوة بخطوة لكن يبدو أنه قرر تنفيذ الاعدام بعيدًا عن الشبان الذين كانوا يتصدون لقوات الاحتلال بصدورهم العارية حيث أصيب ثمانية عشر مواطنًا برصاص الاحتلال.
كانت تلك المسيرات البداية لانطلاق حركة مقاومة شعبية ستتطور مع الأيام لتكون اللبنة الاساسية لانطلاقة حركة منظمة تحت رعاية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولتؤكد شرعية هذا التمثيل بعد أن حاولت اسرائيل طمس دور المنظمة وبدأت بخلق بدائل مشبوهة كروابط القرى وغيرها من المحاولات التي اسقطها نضال الشعب الفلسطيني ووعيه المتقدم.
كانت لينا النابلسي الشهيدة الثانية لكنها لم تكن الأخيرة فقد ارتقى بعدها الكثيرون والكثيرات من المشاعل التي أضاءت الطريق نحو قيام السلطة الوطنية الفلسطينية خاصة بعد اعلان الاستقلال عام 1988 في دورة المجلس الوطني بالجزائر.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار