مياه المستوطنين العادمة أحدث أسلحة الحرب على الخان
علاء حنتش
ما ان انتهت أمس الاثنين، المهلة التي حددها الاحتلال، لمواطني قرية الخان الأحمر لهدم مساكنهم ذاتيا، حتى دخل مستوطنو "كفار أدوميم" على خط محاولات تهجير قرابة 200 مواطن من أهالي الخان من قريتهم، بعد ان فتحوا مياه الصرف الصحي باتجاه القرية، كأداة ضغط جديدة للتهجير.
وقال منسق حملة أنقذوا الخان الأحمر عبد الله أبو رحمة، ان المستوطنين قاموا بضخ المياه العادمة تزامنا مع انتهاء المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال للمواطنين بهدم القرية ذاتيا، وهذا يأتي في سياق الضغط على سكان القرية للرحيل عنها، وانهم يتعاملون معها على انها غير موجودة.
وأوضح أبو رحمة أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يتناوبون ويتقاسمون الأدوار في حربهم على الخان الأحمر، من مضايقات وحواجز وأخيرا الى ضخ مياه الصرف الصحي، ما يتسبب في مكرهة صحية وبيئية.
ولفت أبو رحمة الى أن محاولات الاحتلال والمستوطنين في التضييق على المواطنين والمتضامنين لن تفلح في ثنيهم عن صمودهم وبقائهم في القرية.
ودعا أبو رحمة أبنا ء شعبنا لمساندة سكان القرية خاصة بعد انتهاء المهلة التي اعلنتها سلطات الاحتلال ، مشددا على أن هذا الإسناد من شأنه إفشال مخططات الاحتلال في تهجير سكان القرية وهدمها.
بدوره، قال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبو داهوك، ان ضخ المستوطنين لمياه الصرف الصحي هو رسالة من المستوطنين ان الحرب على الخان بدأت تأخذ أشكالا جديدة، وانهم يستخدمون مياه الصرف الصحي كسلاح جديد ضد سكان القرية.
وأوضح أبو داهوك أن مياه الصرف الصحي للمستوطنة يتم نقلها الى محطة معالجة شرق الخان الأحمر ويتم استخدامها في ري النخيل، وأن هذا العمل مقصود وليس عفوي.
وأشار الى ان هذه المرة هي الأولى التي يتم ضخ مياه الصرف الصحي باتجاه القرية، محذرا من انها ستتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض وخاصة لدى الاطفال والمواشي في القرية.
وبيّن أبو داهوك أن تجمع مياه الصرف الصحي بمحاذاة المنازل والروائح المنبعثة منها هي وسيلة ضغط جديدة ضد المواطنين.
وبين المواطن يوسف أبو داهوك أن تجمع مياه الصرف الصحي، تنذر بكارثة وأضرار على المواشي، وخاصة لشح المياه، فالمواشي في حال مشاهدتها للمياه تقوم بالهرع اليها والشرب منها ما يتسبب لها بالأمراض.
وكان سكان القرية والمتضامنون استفاقوا أمس على تجمع كميات من مياه الصرف الصحي تدفقت عبر الوادي من الجهة الشمالية للقرية.
ويواصل نشطاء المقاومة السلمية ومتضامنون أجانب، وأهالي القرية، الاعتصام المفتوح في قرية الخان الأحمر، منذ أكثر من شهر.
وكانت محكمة الاحتلال "العليا"، قد رفضت في الخامس من الشهر المنصرم، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم وتهجيرهم وأقرت هدم القرية خلال أسبوع.
ويقطن في قرية الخان الأحمر نحو 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال، و95% لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وسبق أن قررت العليا الإسرائيلية في مايو/آيار المنصرم هدم القرية، التي تضم مدرسة تخدم 170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة.
ويحيط بالقرية عدد من المستوطنات؛ وتقع أراضيها ضمن المنطقة التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى E1، الذي سيقوض في حال تنفيذه فرص تطبيق حل الدولتين.