الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

يا أهل الدّار....!

بقلم: محمد علي طه  
أصرّ صديقنا الكاتب المؤرّخ أ.د. مصطفى كبها، النّاطق الرّسميّ باسم لجنة الوفاق الوطنيّ، على أن يقدّم لنا، حينما استضافنا، وجبتين اثنتين دسمتين. الوجبة الأولى فيها مقبّلات جغرافيّة وأطباق تاريخيّة علميّة وفيها نوستالجيا وفيها تاريخ ما أهمله التّاريخ. 
وصلنا برفقته إلى قرية عين غزال، الشّامّة الجميلة على السّفح الغربيّ للكرمل، قادمين من قرية الفريديس، مارّين بين كروم الموز التي يحميها الكرمل من الرّياح الشّرقيّة، وترجّلنا من السّيارة في الدّرب الذي بلّطه الغزاليّون بين أشجار العبهر والقندول والسّرّيس، وبين الّشومر والبلّان، وبين أشجار التّين وأشجار الصّبّار الشّاهد الأمين على الجريمة، إلى أن وصلنا إلى أطلال بيت الكاتب الكبير إحسان عبّاس، رحمه الله، فوقفنا عند خرزة البئر التي ذكرها في "غربة الرّاعي" السّيرة الذّاتيّة الرّائعة، وكدت أسمع صوت أبيه وهو يصلّي صلاة الفجر ويرتّل سورة "الضّحى" ثمّ عرّجنا على بيت المختار عبد القادر وصعدنا الدّرجات الكثيرة ونحن ننادي: يا مختار! يا أهل الدّار! فلم يسمعنا أحد. لا طير طائر ولا وحش غائر. ولم يقدّم لنا النّاطور القهوة السّادة فلجأنا إلى مقام الشّيخ شحادة الذي عاند وعارض محاولات التّهويد وحافظ على عروبته وإسلامه وبقي وحيدًا ينطر الأطلال والآبار والكروم ويحدّق في البحر منتظرًا عودة عوليس.
 مشينا بين الشّوك إلى حاووز المياه الذي شيّده أهل القرية في أعلى مكان فيها، عمقه سبعة أمتار، وطوله وعرضه يزيدان كثيرًا عن عمقه، وأخبرنا مضيفنا أن أهل عين غزال كانوا يجلبون المياه بخزّان من عين القرية ويملؤون الحاووز ثمّ تتدفّق المياه في مواسير إلى بيوت القرية. وكان هذا قبل عام 48 حين كان عدد سكّان القرية يربو على ثلاثة آلاف نسمة ولو بقيت حتّى اليوم لصارت مدينة تعدادها عشرات الآلاف.
سقطت عين غزال بعد مقاومة وصمود أسطوريّ في 21 تمّوز 1948 أي بعد ثلاثة أشهر من سقوط حيفا وبعد شهرين من قيام دولة إسرائيل. 
ودّعنا العين وغزالها وانتقلنا إلى قرية إجزم، حمامة الكرمل البيضاء التي شكّلت مع شقيقتيها عين غزال وجبع مثلث الرّعب في حرب العام 1948، فشاهدنا البيوت العربيّة الجميلة الباقية وقصور أحفاد الشّيخ مسعود الماضي زعيم ساحل حيفا – عتليت في أوائل القرن التّاسع عشر ومنها قصر الشّيخ معين الماضي– الشّخصيّة الوطنيّة البارزة ووقفنا واجمين عند مسجد الشّيخ النّبهانيّ الشّاعر الأديب الذي درس في الأزهر الشّريف وحرّر جريدة "الجوائب" في إستنبول وله عشرات المؤلّفات منها "جامع كرامات الأولياء" في مجلّدين، ولفتت أنظارنا المدرسة الكبيرة التي مازالت تحتفظ بجمالها وقد حوّلوها إلى كنيس، ثمّ وقفنا مشدوهين نحدّق شرقًا في قطعة الفردوس، سهل إجزم الواسع الخصب الغنيّ بالأشجار المثمرة.
لن أكتب عن الوجبة اللذيذة الثانية غذاء الجّسد التي تناولناها في مطعم عين حوض الجديدة وأمامنا السّهل السّاحليّ الضّيّق يلامس أقدام عين غزال وإجزم وجبع والمزار وعين حوض ونسيم البحر يلاطف وجوهنا.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025