هـــــــذه حـــــــكومات أم رداحــــــــــــــات؟؟؟- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
من المألوف في كل النظم السياسية التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها وتمتلك قدرا كافيا من قيم الالتزام بوعود تعد بها شعبها إن تكون عاملة على التخفيف وحل الأزمات والمشاكل التي تعاني منها شعوبها أو مناطق من الدولة أو الإقليم الذي تقوم بإدارته؟ ولكن إن تتحول مهام الحكومات إلى الواصف والمشخص والمشتكي والباكي والشاجب والمستنكر والمعلق للازمات على شماعات ابسط مواطن يمكن إن يقوم بهذا ,فهذا يجعلنا نطرح الكثير من الأسئلة والتي تتردد على السنة الجميع من كل شرائح مجتمعنا الفلسطيني . فحينما تخرج علينا حكومة لتقول لنا بانها تمر في أزمة مالية وان السلطة قد تتعرض لانهيار مالي إذا لم تكون المساعدات الخارجية بالشكل المطلوب لتغطية موازنة هذا العام وتسدد ديون الأعوام السابقة ؟ هل تريد منا الحكومة إن نضع صناديق لجمع التبرعات من الشعب لإنقاذ الحكومة وتغطية نفقاتها الجارية والواقفة وتغطية مكافئتها لموظفي وزارة المالية والسفريات لكبار موظفي الحكومة وأحبابهم إلى الخارج! أم تريد الحكومة إن يقوم القطاع الخاص ومقدمي الخدمات للقطاع الحكومي أو المؤجرين بالتنازل عن حقوقهم المادية لصالح الحكومة لكي تتمكن من الاستمرار في إيصال شعبنا إلى الرفاهية التي يحلم بها ! أو تريد من موظفي القطاع العام التنازل عن رواتبهم لمدة ست شهور من اجل إن تتمكن الحكومة من إكمال الخطط التطويرية في مجتمعنا الفلسطيني ! أم تريد الحكومة منا إن نقوم بعدم استخدام الكهرباء مدة عام لكي نوفر الطاقة المطلوبة للجنة التي تفكر وتبدع من اجل حل مشكلة الكهرباء التي زاد عمرها عن خمس سنوات ! والغريب حينما يحاول مسئول في شركة الكهرباء بمحاولة إقناع المواطن بأنه لا يتحمل إلا ما يستهلكه فقط ,مع العلم انه معلوم منذ أيام الاحتلال إن المواطن الملتزم بالدفع يتحمل مسئولية من يسرق الكهرباء لان الصهاينة لديهم عداد رئيس يجمل ما يدخل للقطاع من كهرباء ويعطي ثمنها على هذه الكمية في حين تقوم شركة الكهرباء بتوزيع هذا الثمن على المرصود عندها من المواطنين ومن هنا يتحمل من يتقي الله في نفسه وشعبه ووطنه مسئولية لصوص الكهرباء . جميعنا يعي بان شركة الكهرباء اليوم في غزة تستخدم الوقود المصري الذي يكلف ربع الوقود الذي كان يجلب من إسرائيل ,ولكن هذا لم يلمس في فاتورة الكهرباء! جميعنا يعلم إن مجموع موظفي السلطتين في غزة لا يقل عن 100الف موظف يخصم منهم ما قيمته 170شيكل شهريا من كل موظف! بالطبع هنا يجب الأخذ بالحسبان بان موظفي وكالة الغوث والقطاع المؤسساتي الخاص لا يقل عن 25الف موظف ,ناهيك عن التجار والحرف المنشورة في كل قطاع غزة وكل هؤلاء ليس من العسير الجباية منهم ,بمجموع ما سلف قد لا يتبقى 5%من الشعب يكون خارج إمكانية الجباية . وهنا السؤال اين المشكلة ,هل هي مشكلة كهرباء؟,أم مشكلة الإخوة الأعداء؟, يبدوا إن الإنسان الفلسطيني وحياته لم تعد مشكلة بالنسبة إلى القادة العظماء إلى حد انه لا يستحق إن يحرك ساكن من اجله وتبقى الأمور كما هي إلى إن نتفحم جميعنا لننير على السادة العظام مكاتبهم المتمسمرين بها ليتمكنون من التفكير في صياغة عبارات المواساة والحزن على أرواح هذا الشعب المرابط والصابر على هذا البلاء. أيها السادة العظماء نعلم إنكم لا تعانون ما يعانيه المواطن بشكل عام ونعلم بأنكم تعلمون عن كل ما نحن بت من مصائب وكوارث نتيجة انقسامكم ,ونعلم إنكم تؤمنون بما نؤمن به من ارث ثقافي حيث المثل الشعبي الذي يقول (ما حك جلدك سوى ظفرك)ولكن ما لا نعلمه ولا تعلموه انتم جميعا هو ما مدي صبر الشعب عليكم,ولا في أي خانة يصنفكم شعبكم ,وما هي الوسيلة التي سوف يحاسبكم شعبكم على قصوركم هذا! فلتعلموا أيها القادة العظماء بأنه من غير المقبول إن تتحولوا إلى شعراء تجيدوا توصيف حالتنا بشكل محزن لكي تكسبوا تصفيقنا لكم كما كان بفعل مظفر النواب ,فانتم حكومات ووزراء انتم من يعول الشعب عليكم لكي يعيش في صفاء ونقاء , انتم في ظل وجودكم لم يعد القدس هدفنا ولا التحرر مبتغانا ,ولا الانقسام جل ما نفكر فيه لان الإنسان الفلسطيني أصبح مهدد بالفناء من موقد فحم أو شمعة أو عوادم المواتير أو حالة الصرع والفزع التي يعيشها أطفالنا نتيجة أصوات الطرب المفزع من المولدات فهل تصحوا ياقادتنا العظام قبل إن تنحرف البوصلة بشكل أوسع؟؟؟