تقرير: ضعف حضور الأحزاب في نتائج الانتخابات الإسرائيلية
أشارت أغلبية التحليلات الأولية إلى أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي جرت يوم أمس الثلاثاء، دلّت بشكل عام على ضعف حضور الأحزاب، خلافا للانتخابات السابقة، التي جرت عام 2013، التي أظهرت أن حزبي الليكود والعمل لا يزالان القوة الأساسية في السلطات المحلية، وأنه أصبح للحزبين الجديدين آنذاك "يوجد مستقبل" و"البيت اليهودي" موطئ قدم في السلطات المحلية، كذلك فإن حزب شاس حقق نجاحات في تلك الانتخابات.
وأشار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية/ مدار، في تقرير أعده بهذا الخصوص، اليوم الأربعاء، إلى أن ضعف حضور الأحزاب ينطبق على السلطات المحلية اليهودية، لكنه ينطبق أكثر فأكثر على السلطات المحلية العربية، التي لم تسجّل تقدما كبيرا للأحزاب العربية في هذه الانتخابات، بينما سطع نجم مرشحي الحمائل والمرشحين المستقلين.
وجرت الانتخابات المحليّة في 250 بلدية، ومجلسا محليا، وآخر إقليميا، وزادت نسبة التصويت بـ10 بالمئة عن الانتخابات السابقة في عام 2013، وتجاوزت نسبة التصويت القطرية 56 بالمئة، حيث أدلى نحو 3.646.648 شخصا بأصواتهم من أصل 6.650.354 شخصا هم أصحاب حق الاقتراع.
ووصلت نسبة التصويت في المدن والبلدات العربية إلى 80%، فيما يقدر عدد أصحاب حق الاقتراع فيها بنحو 750 ألف شخص.
وبالنسبة إلى الانتخابات في المدن الكبرى، من المتوقع أن تجري في القدس جولة ثانية سيتنافس فيها كل من موشيه ليئون، المدعوم من طرف اليهود الحريديم ومن طرف كل من رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب شاس، وزير الداخلية أرييه درعي، وعوفر بركوفيتش، مرشح القوى العلمانية. وقد مُني مرشح الليكود المدعوم من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو وزير شؤون القدس زئيف إلكين، بهزيمة كبيرة ولم يتمكن من حصد أكثر من 19 بالمئة من أصوات الناخبين.
وستجري الجولة الثانية من انتخاب رؤساء السلطات المحلية يوم 13 تشرين الثاني المقبل، وتشمل 13 سلطة محلية، فشل المرشحون فيها في الوصول الى نسبة الحسم، وهي 40 بالمئة من أصوات المقترعين.
وفي تل أبيب، فشل نائب رئيس بلدية تل أبيب آساف زمير في التغلب على رئيس البلدية رون خولدائي، الذيفاز مجددا برئاسة البلدية.
وكانت مفاجأة هذه الانتخابات في مدينة حيفا، حيث فازت عينات كاليش- روتم على رئيس البلدية يونا ياهف، الذي يشغل هذا المنصب منذ 15 عاما. وستكون كاليش- روتم أول امرأة تشغل منصب رئيسة البلدية في إحدى المدن الثلاث الكبرى في إسرائيل.
وكانت لجنة الانتخابات ألغت ترشيح كاليش- روتم، لكنها نجحت عن طريق المحكمة العليا باستعادة حقها فيالترشح.
وفاز عدد كبير من المرشحين الجدد برئاسة سلطات محلية، علما أنه في المعارك الانتخابية السابقة، وكذلك وفقا لأبحاث أجريت في هذا الخصوص، فإن الميل لدى الجمهور هو انتخاب رؤساء بلديات لولاية أخرى.
الانتخابات في السلطات المحلية العربية
تميزت انتخابات السلطات المحلية في المدن والقرى العربية، كما هي الحال في جميع المعارك الانتخابية السابقة، بارتفاع نسبة التصويت، والتي وصلت إلى نحو 80 بالمئة وفي عدد من البلدات تجاوزت 90 بالمئة أيضا.
وجرت أبرز معركة انتخابية في مدينة الناصرة، أكبر مدينة عربية، حيث تمكن المرشح المستقل علي سلام، المدعوم من طرف الحركة الإسلامية، من الفوز بولاية أخرى بعد أن هزم منافسه رجل الأعمال وليد العفيفي، الذي توافقت على ترشيحه معظم الأحزاب الأخرى في المدينة، وذلك بفارق نحو 13 ألف صوت. كما تمكنت قائمته للعضوية من الفوز بأغلبية مقاعد المجلس البلدي.
يُشار إلى أن سلام تمكّن في الانتخابات السابقة من إطاحة رئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي، من الجبهة الديمقراطية، التي تتولى إدارة البلدية منذ العام 1975.
وكانت قائمة الجبهة قد أعلنت غداة تلك الانتخابات عن فوز مرشحها جرايسي، برئاسة البلدية، لكن بعد ساعات قليلة أعلن خصمه سلام عن فوزه هو برئاسة البلدية. ووفقا للنتائج الرسمية فإن الفارق في الأصوات التي حصل عليها جرايسي وسلام هو 22 صوتا فقط لصالح الأخير. لكن الجبهة أعلنت أنها ستستأنف على هذه النتائج، بادعاء أنه تم التلاعب فيها، فيما رفض سلام هذا الادعاء وأعلن أنه أصبح رئيس البلدية.
وعلي سلام هو رجل أعمال من الناصرة، وبرز في الساحة السياسية المحلية بعد ترشحه ضمن قائمة الجبهة في انتخابات العام 1993. وتولى مناصب رفيعة في البلدية، خلال الدورات الثلاث الماضية قبل أن يصبح رئيسا للبلدية، كنائب رئيس البلدية بصورة جزئية، ثم كنائب لرئيس البلدية، ثم كقائم بأعمال رئيس البلدية خلال الدورة قبل الماضية. ودبت خلافات بين قيادة الجبهة في الناصرة وسلام في السنوات الأخيرة، وتسربت هذه الخلافات إلى وسائل الإعلام العربية المحلية. وعلى ما يبدو فإن قيادة جبهة الناصرة رفضت ترشيح سلام لرئاسة البلدية، الأمر الذي دفع الأخير إلى الانشقاق عن الجبهة وخوض الانتخابات بشكل مستقل.
وفي مدينة شفا عمرو فاز برئاسة البلدية المرشح المستقل عرسان ياسين (وهو رئيس بلدية سابق) على رئيس البلدية الحالي أمين عنبتاوي، الذي سبق أن تغلب في انتخابات 2013 على المرشح الذي تدعمه الجبهة ورئيس البلدية السابق، ناهض خازم.
وفاز مرشحو الجبهة في عدة أماكن أبرزها سخنين، حيث فاز د. صفوت أبو ريّا على رئيس البلدية الحالي مازن غنايم، وعرابة، حيث فاز عمر نصّار، رئيس البلدية السابق الذي خسر منصبه خلال انتخابات 2013، وكفر ياسيف، حيث فاز شادي شويري على رئيس المجلس المحلي الحالي عوني توما.
في المقابل، خسرت الجبهة رئاسة المجلس المحلي في يافة الناصرة لصالح مرشح التجمع ماهر خليلية، في حين أنه في انتخابات 2013 كان الفوز الرئيس، الواضح والوحيد، للجبهة هو لمرشحها في قرية يافة الناصرة عمران كنانة.
وفيما يلي قائمة شبه شاملة بنتائج انتخابات الرئاسة في المدن والبلدات والقرى العربية:
الناصرة: علي سلام؛ شفاعمرو: عرسان ياسين (فاز على رئيس البلدية الحالي أمين عنبتاوي)؛ عرابة: عمر نصار؛ الطيرة: مأمون عبد الحي (دورة ثالثة)؛ كسيفة: عبد العزيز النصاصرة؛ الرامة: شوقي أبو لطيف (لم يتنافس معه أحد)؛ البعنة: علي محمود خليل؛ شقيب السلام: عامر أبو معمر؛ حورة: حابس العطاونة؛ عرعرة النقب: نايف أبو عرار؛ كفر قاسم: عادل بدير؛ عيلبون: سمير أبو زيد؛ اللقية: جولة ثانية بين المرشحين إبراهيم النصاصرة وأحمد الأسد؛ معليا: حاتم عراف؛ قلنسوة: جولة ثانية بين المرشحين عبد الباسط سلامة وأحمد قشقوش؛ كوكب أبو الهيجاء: زاهر صالح؛ دبورية: زهير يوسف؛ مجد الكروم: سليم صليبي؛ حرفيش: رفيق مرعي؛ بسمة عارة: رائد كبها؛ سخنين: د. صفوت أبو ريا (فاز على رئيس البلدية الحالي مازن غنايم)؛ البعينة نجيدات: منير حمودة؛ يافة الناصرة: ماهر خليلية (فاز على رئيس المجلس الحالي عمران كنانة)؛ رهط: فايز أبو صهيبان (فاز على رئيس البلدية الحالي طلال القريناوي)؛ كفر برا: محمود عاصي؛ الرينة: جميل بصول؛ عسفيا: بهيج منصور؛ طمرة: جولة ثانية بين الرئيس الحالي سهيل ذياب ومنافسه موسى أبو رومي؛ جسر الزرقاء: مراد عماش؛ كفر ياسيف: شادي شويري (فاز على رئيس المجلس الحالي عوني توما)؛ كفر قرع: جولة ثانية بين الرئيس الحالي حسن عثامنة والمرشح فراس بدحي؛ دالية الكرمل: رفيق حلبي؛ كفر كنا: جولة ثانية بين المرشحين يوسف عواودة وعز الدين أمارة؛ تل السبع: عمر أبو رقيق؛ إكسال: محمد رافع شلبي (فاز على الرئيس الحالي عبد السلام دراوشة)؛ المزرعة: فؤاد عوض؛ الفريديس: أيمن مرعي (فاز على الرئيس الحالي أحمد برية)؛ عرب الشبلي أم الغنم: جولة ثانية بين المرشحين منير شبلي ونعيم شبلي؛ طرعان: مازن محمود عدوي؛ المشهد: جولة ثانية بين المرشحين عبد الفتاح حسن وفريد سليمان؛ جديدة المكر: جولة ثانية بين المرشحين وسام عريض وسهيل ملحم؛ جلجولية: درويش رابي (فاز على الرئيس الحالي فائق عودة)؛ أم الفحم: جولة ثانية بين الرئيس الحالي خالد حمدان والمرشح سمير محاميد؛ يركا: وهيب حبيش؛ نحف: جولة ثانية بين المرشحين محمد زوري سرحان وعبد الباسط قيس؛ عرعرة عارة: جولة ثانية بين الرئيس الحالي مضر يونس والمرشح عوني مرزوق؛ كفر مندا: مؤنس طه عبد الحليم؛ الزرازير: جولة ثانية بين المرشحين حسن هيب وأمير مزاريب؛ طلعة عارة: محمود جبارين؛ كابول: جولة ثانية بين المرشحين أسعد مرشد ونادر طه؛ عبلين: مأمون الشيخ أحمد؛ أبو غوش: كاظم إبراهيم؛ عين ماهل: أحمد حبيب الله؛ بستان المرج: عبد الكريم زعبي؛ بئر المكسور: خالد حجيرات؛ دير الأسد: جولة ثانية بين المرشحين حسين خطيب وأحمد ذباح؛ بيت جن: جولة ثانية بين المرشحين زيد أسعد وراضي نجم؛ دير حنا: قاسم سالم؛ فسوطة: إدغار دكور؛ المغار: جولة ثانية بين المرشحين فريد غانم وزياد دغش؛ بسمة طبعون: جولة ثانية بين رئيس المجلس منير زبيدات ورائد زبيدات.
القدس الشرقية والجولان
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه كان هناك التزام شبه كامل من جانب السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات البلدية في المدينة، وإلى رفض منح الشرعية للاحتلال.
وأقام عدد من سكان قرية مجدل شمس في هضبة الجولان في يوم الانتخابات تظاهرة صاخبة، احتجاجا على إجراء انتخابات للسلطات المحلية في قرى الجولان.
ورفع المشتركون في التظاهرة الأعلام السورية وأعلام الطائفة الدرزية وطالبوا بإلغاء التصويت. وأكد عدد منهم أن الاشتراك في الانتخابات يعتبر اعترافا بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان وخيانة للشعب السوري، كما أقام المتظاهرون خيمة اعتصام احتجاجية لمنع إجراء الانتخابات.
وحاولت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية تفريق المتظاهرين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين.
وهذا هو ثاني احتجاج لأهالي مجدل شمس على الانتخابات الإسرائيلية في غضون الشهر الأخير، حيث قام محتجون قبل نحو أسبوعين بإحراق مواد ولافتات متعلقة بالانتخابات، ورددوا هتافات "هويتنا معروفة: عربية سورية". وقال أحد رجال الدين الدروز إن سكان الهضبة يرفضون كليا محاولة دمج الجولان بإسرائيل من خلال الانتخابات.
بموازاة ذلك، قام المرشحون للانتخابات في قرية مسعدة بسحب ترشيحهم بعد تعرضهم للتهديد بالمقاطعة الدينية والاجتماعية. وفي قرية بقعاثا تم إعلان اسم رئيس جديد للسلطة المحلية بعد التوافق عليه من جانب جميع الأطراف.
وفي ضوء هذا، تقرّر إجراء الانتخابات في مجدل شمس، وعين قينيا، بينما أُلغيت في بقعاثا ومسعدة، وفي السابق قامت إسرائيل بتعيين رؤساء السلطات المحلية في هذه القرى.
وكانت وزارة الخارجية السورية أرسلت مؤخرا برقية إلى السكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي احتجت فيها على قيام إسرائيل بإجراء انتخابات للسلطات المحلية في القرى الدرزية في هضبة الجولان، بالتزامن مع انتخابات السلطات المحلية في إسرائيل.
وأشارت البرقية إلى أن إسرائيل تحاول تهويد هضبة الجولان، وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، عبر إجراء غير شرعي يتمثّل بانتخابات السلطات المحلية، وأكدت أن سوريا ستعمل على إعادة الجولان عاجلاً أم آجلاً بكل السبل والوسائل المتاحة.
وهذه هي أول مرة منذ حرب حزيران 1967 تحاول إسرائيل فيها إجراء انتخابات للسلطات المحلية في القرى الدرزية الأربع في هضبة الجولان، وهي: مجدل شمس، وبقعاثا، ومسعدة، وعين قينيا.
وكانت إسرائيل ضمت هضبة الجولان إليها في العام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وفي إثر اندلاع الحرب الأهلية في سوريا العام 2011 تدعو إسرائيل المجتمع الدولي إلى الاعتراف بسيادتها في الجولان.