"حمدان أسعد عاشور"
عيسى عبد الحفيظ
يحيى أسعد محمود عاشور (حمدان عاشور) أبو عمر من مواليد مدينة غزة عام 1940م، أنهى دراسته الأساسية والاعدادية في مدرسة الزيتون واكمل دراسته الثانوية في ثانوية فلسطين عام 1958م.
بدأ نضاله وهو في المرحلة الثانوية حين جمعته الصدفة مع الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) وارتبط معه بعلاقة نضالية وثيقة.
لم يكن مستغرباً ان يلتحق بحركة فتح وهي في طور التأسيس عام 1959م، ثم التحق بالجامعة في النمسا عام 1960 ليبدأ عمله الكفاحي على صعيد تشكيل فرع للاتحاد العام لطلبة فلسطين بالتعاون مع الأخوة مجموعة المانيا الغربية أبو الهول، وهاني الحسن.
عندما تسلم الشهيد أبو جهاد مكتب فتح الجزائر بعد الاستقلال عام 1963م، أرسله إلى المانيا لتنسيق الجهود مع الأخوة هناك ابو الهول وهاني الحسن.
بعد هزيمة حزيران عام 1967م، تم ترشيحه لدورة عسكرية في جمهورية الصين الشعبية وكان عدد الدورة ثلاثين وهي الدورة الأولى التي عقدت في الصين، ثم أشرف على العمل العسكري والتنظيمي في الكريمه.
مع نهاية عام 1969م، تم تعيينه معتمداً لاقليم حركة فتح في لبنان وبقي حتى شهر أيلول 1972م، وكانت تلك الفترة حافلة بالأحداث بسبب الاشتباكات مع الجيش اللبناني والتي لم تتوقف الا بعد توقيع اتفاق القاهرة 1969م، برعاية الرئيس جمال عبد الناصر والتي تم توقيعها بين الجنرال اميل بستاني قائد الجيش اللبناني على الساحة اللبنانية وياسر عرفات، وكان التنسيق كاملاً بينه وبين الشهيد أبو يوسف النجار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة السياسية العليا لفلسطين في لبنان.
هناك بدأ حمدان عاشور باستنهاض التنظيم وتوسيعه وتقويته ليضم اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الساحة اللبنانية.
في المؤتمر الثالث لحركة فتح الذي عقد في حمورية قرب دمشق تم تعيينه عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، ثم في عام 1972م، تم تعيينه نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم ثم تعيينه مرة اخرى عضواً في المجلس الثوري في المؤتمر الرابع عام 1980م، والذي عقد في مدينة اسر الشهداء قرب دمشق وجرى انتخابه مرة أخرى في المؤتمر الخامس تم تكليفه بوزارة الاسكان والاشغال العامة عام 2003م، التي تم تشكيلها برئاسة الأخ أبو مازن.
يوم الثلاثاء الموافق 22/3/2016م، غادر حمدان عاشور إلى الدار الآخرة بعد حياة طويلة وحافلة قضاها في ساحات النضال.
مناضل متواضع غيور على حركة فتح التي فقدت برحيله رمزاً من رموز الرعيل الأول والذي وهب حياته كلها لحركة فتح والتي كان يرى فيها الطريق إلى فلسطين.
رمز شامخ فقدته حركة فتح رجل مواقف واخلاق عاليه انعكست في تعامله مع الآخرين.
يقول كلمته ولا يخشى في الحق لومة لائم. شجاع وجرئ عندما يتعلق الأمر بالعدل والحق والانصاف.
هادئ ومستقيم وذو اخلاق عالية، مثال للنقاء الثوري الذي قامت عليه حركة فتح التي نعته ببيان مطول، كما نعاه المجلس الثوري للحركة وقال إن حمدان عاشور يعتبر من العلامات الفارقة والقامات العالية والبارزة في مسيرة حركة فتح عبر مسيرته الوطنية والكفاحية الحافلة والطويلة.