"ديختر" والزهار والغاية الدولار
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
تفوق "آفي ديختر" على الزهار في سبل التحريض على الرئيس أبو مازن، بل إنه تفوق على مجمل الناطقين الحمساويين في هذا السياق، بعد ان بات منتجا تلفزيونيا وممثلا في شريط فيديو انطوى على دعوة اجرامية بالغة الصلف والعنصرية، لا للتخلص من الرئيس أبو مازن فحسب، وإنما للتخلص من الوطنية الفلسطينية ايضا، وهذا ما تريده حماس وتسعى إلى تحقيقه، وهي تتمسك بانقلابها على الشرعية الوطنية الفلسطينية، الدستورية والنضالية بشتى السبل والسياسات الانفصالية ..!!
والواقع أن ما انتجه ديختر ليس مجرد دعاية انتخابية للوصول إلى الكنيست، وإنما هذه هي حقيقة اليمين العنصري الاسرائيلي المتطرف الذي يرى في الوطنية الفلسطينية، بقيادة الرئيس أبو مازن، العدو الذي لا بد من السعي للتخلص منه لتأبيد احتلاله واستيطانه لأرض دولة فلسطين، التي هي اليوم في المجتمع الدولي، دولة ذات شأن وحضور لافت بفعل سياسة الرئيس أبو مازن، ومواقفه الشجاعة والحاسمة نحو احترام الشرعية الدولية، والعمل على تفعيل قراراتها الخاصة بسبل إنهاء الصراع العربي الفلسطيني - الاسرائيلي، في إطار حل عادل ينهي احتلال اسرائيل لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ويحقق السلام والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم، المنطقة العربية.
وما كان لليمين العنصري الاسرائيلي المتطرف أن ينتج دعوات تحريضية من هذا النوع الصلف، لو لم يكن واثقا من تماهي حركة حماس مع مخططاته التدميرية للمشروع الوطني الفلسطيني، ويبدو أنه وبفعل سيطرته على المال الداخل إلى موازنات حماس في غزة، بات مقتنعا أنه قد حقق انفصال القطاع الغزي عن باقي أراضي دولة فلسطين، وأن هذا القطاع بات رهن الصراف الآلي الذي تغذيه موافقات الشاباك الاسرائيلي ...!! واحدة من أبرز دعايات نتنياهو الانتخابية اليوم تتحدث عن إنجازه الكبير بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، من خلال سماحه بإدخال الأموال إلى القطاع بالرقابة الإسرائيلية، ونقلت صحيفة "اسرائيل هيوم" عن مصدر سياسي في حكومة نتنياهو قوله "ان السلطة ومنذ توقيع اتفاقية اوسلو، كانت ترفض أية رقابة اسرائيلية على الأموال التي تنقلها إلى غزة، أما الآن فإن إسرائيل تراقب كل دولار يدخل إلى هناك"..!! المصدر ذاته اكد كما نشرت صحيفة نتنياهو "أن الوضع الآن أفضل بكثير، حيث ان لإسرائيل رقابة مالية على الأموال التي تدخل إلى قطاع غزة، وعلى من يتلقى هذه الأموال وهويتهم (..!!) وأن اسرائيل سمحت بدخول الأموال ما يغير المعادلة التي سادت منذ توقيع اتفاقية اوسلو". وأضاف المصدر "كان أبو مازن لا يسمح لإسرائيل بالمراقبة أما اليوم فهي تحت الرقابة الاسرائيلية، لقد نجحنا في فصل غزة عن الضفة الغربية، وهو أكبر الانجازات لنا"...!! ترى أين هم الناطقون الحمساويون ليردوا على هذا المصدر بشعارات "التهدئة" على اقل تقدير ..!!! وماذا على الذين صفقوا لرفض حماس دخول المنحة الأخيرة من الأموال إلى غزة، وهو لم يكن سوى رفض لعدم دخول هذه الأموال إلى حساباتهم مباشرة، كما أنه لم يكن سوى مناورة لم تدم طويلا ..!! ماذا عليهم أن يعلقوا على كل ذلك، وقد بات كل شيء بالغ الوضوح في مسعى إسرائيل وحماس سوية تكريس انفصال القطاع المكلوم عن جسد وطنه فلسطين وجسد مشروعه التحرري..؟؟ قد نفهم ان الذين صفقوا للموقف /المناورة الحمساوية ارادوا تشجيعها على المضي قدما في موقف وطني سليم، لكن حماس أيها الرفاق ليست في هذا الوارد ابدا، واقرأوا جيدا تصريحات ناطقيها التي لا تعرف من اللغة الوطنية أية كلمة ولا أي تعبير ..!!