رصد خطاب التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصــرية في وســـائل الإعلام الإســــرائيلية، في الفترة ما بين 17/2/2018 – 23/2/2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(87)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي ظهرت في وسائل الإعلام العبرية، والتي تمحورت بشكل أساسي تحريضا على السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
رصد الصحافة المكتوبة:
جاء في صحيفة "معاريف"، مقالا محرّضا على الرئيس للصحفي عاموس جلبوع، مدعيا: "اتخذت اللجنة الوزارية، هذا الأسبوع، تطبيق قرار برلماني بشكل فوري، قد تم اتخاذه خلال العام المنصرم: خصم مبلغ نصف مليار شيقل من الأموال الضريبية التي تحولها إسرائيل للسلطة الوطنية، وذلك لدفع السلطة رواتب الأسرى وعوائلهم".
ويحمل الخبر تحريضا على الرئيس عباس، ويدّعي الصحفي جلبوع أنه يدّعي من على المنابر الدولية دعم المقاومة السلمية ومن جهة أخرى يقوم بدفع اجور الأسرى وعوائلهم، الأمر الذي يشكّل محفّزا للفلسطينيين للقيام بعمليات ضد اليهود. كما ويدّعي الصحفي أن الرئيس ينتقد سياسة إسرائيل في قطاع غزة من قتل أطفال وإبادة جماعية،
يصرّ الإعلام الإسرائيلي مرارا وتكرارا وضع الفلسطينيين في مكان متساوٍ مع الجانب الإسرائيلي متجاهلا الاحتلال وقمع الفلسطينيين، والاهم من ذلك متجاهلا علاقة القوة غير المتوازنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي مقال آخر للكاتب دانئيل سريوطي على "يسرائيل هيوم": "حقائق على أرض الواقع: يسيطر الوقف على باب الرحمة"، استعرض التوتر الموجود في الأقصى أن يصل إلى درجات تأهب جديدة.
ويتطرّق الخبر إلى سلسلة خطوات اتخذتها كل من السلطة الوطنية والأردن للحفاظ على المقدسات في القدس ومواجهة مخطط السلام الأميركي والمعروف باسم «صفقة القرن»، وتعتبر السلطات الإسرائيلية أعمال الفلسطينيين في المسجد الأقصى خرق للاتفاقيات.
ويسلّط هذا الخبر الضوء على سياسة الإعلام الانتقائية ومحاولة إظهار الفلسطينيين على الدوام كمن يخرق المعاهدات ويشكل خطرا على المؤسسة الإسرائيلية، متجاهلا الخروقات الإسرائيلية لكل المقدسات الفلسطينية في شرقي القدس، من مداهمات لمستوطنين ومحاولة ابعاد واقصاء مجلس الوقف وتضييق صلاحياته في المسجد الأقصى. والأهم من ذلك، تحاول المؤسسة الإسرائيلية نزع حق الفلسطينيين عن مقدّساتهم، أبرزهم هو المسجد الأقصى، وفرض الوجود الإسرائيلي عليها وتحويله إلى أمر شرعي وجزء من الواقع.
وفي صحيفة معاريف كتب كلمان ليبسكيند "السلطة الوطنية الفلسطينية تساعد العرب على البناء في القدس، وحكومة إسرائيل تجمد البناء لليهود في المقابل":
ويحمل الخبر تحريضا على السلطة الوطنية محاولا تصويرها كجسم أجنبي يحاول الاستيلاء على مدينة القدس بطرق غير مباشرة. ويدّعي كلمان ليبسكيند ان السلطة الوطنية تقوم بمنح دعم مادي للفلسطينيين سكان شرقي القدس لشراء أراض وبناء بيوت في مناطق استراتيجية للغاية في القدس بغية بناء مد سكاني فلسطيني يربط بين القدس والضفة الغربية جنوبا.
رصد السوشال ميديا:
كتب نتنياهو على الفيسبوك: "اليسار منافق ومتلوّن. هم يدينون تشكيل جسم مانع مع أحزاب يمينية وفي المقابل يعمل اليسار على إدخال إسلاميين متطرفين إلى الكنيست لإقامة جسم مانع معهم: في عام 1999 اشترك باراك في مؤتمر انتخابي مع المحرّض الشيخ رائد صلاح، وصوّت ممثلي ميرتس والعمل لعزمي بشارة الذي تخابر لحزب الله لكي يدخل الكنيست، وهرتسوغ الذي وقع على اتفاقية فائض أصوات مع القائمة المشتركة وادعي ان أعضاء البرلمان العرب هم شرعيون للحكومة"
كما كتب نتنياهو أيضا على الفيسبوك: "عندما أكون رئيس حكومة لن تخافوا ركوب الحافلات أو الدخول للمطاعم.. الدولة في ازدهار، الدولة في إنجازات مستمرة".
وعلى تويتر كتب موشي كحلون: "اللجنة الوزارية كانت على صواب حين صادقت على تطبيق قانون خصم مخصصات المخربين. وزارة المالية جاهزة لتنفيذ القرار حال حصولها على الأرقام من وزارة الأمن".
وكتبت عضو حزب الليكود عنات بيركو على صفحتها على الفيسبوك: "علينا أن نسحب حق الانتخاب للبرلمان من أعداء إسرائيل! توجّهت كتابيا للقاضي ميلتسر، رئيس لجنة الانتخابات، لتطبيق قانون الأساس للكنيست، وبالأخص لمنع خوض الانتخابات لكل من لا يعترف بوجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.
لسنا بحاجة للنقاش مع المحكمة العليا انما علينا احترام قانون الأساس للكنيست ومنع أعداء إسرائيل او أولئك الذين يتماثلون مع أعداء إسرائيل من خوض الانتخابات والعمل برلمانيا ودوليا ضد دولة إسرائيل.
رصد الإعلام المرئي
وحرّض عضو الكنيست "آفي ديختر" على السلطة الوطنية الفلسطينيّة بشكل عام، وعلى الرئيس محمود عباس بشكل خاص. ضمن مقابلة أجراها معه موقع واينت التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" للحديث حول قانون تقليص الأموال التي يتم تحويلها للسلطة الوطنية، من أجل منع دفع المعاشات للأسرى.
اتّهم ديختر السلطة الفلسطينيّة أنها تشغّل ما وصفهم بالمخربين لديها، وأن كل "مخرّب" هو عامل لدى السلطة الوطنية.
استضافت قناة "كان" جنودا سابقين للحديث حول تعبيرات كوتلر وتبعاتها. ضمن الحوار تحدث الجنود حول الممارسات التي يقومون بها في الضفة الغربية، وكيف أنهم يجمعون شهادات الجنود بالأفعال التي قاموا بها والتي انتهكوا بها حقوق الشعب الفلسطينيّ، ومنها على سبيل المثال الزامهم على اطلاق الرصاص المطاطي تجاه الأولاد الذين يرمون الحجارة. والممارسات التعسفيّة على الحواجز ضد الفلسطينيّين. هذه الشهادات تكشف كمّ الممارسات القمعية التي تمارس في الضفة الغربيّة بشكل يوميّ. كذلك فإنّ الحوار يحاول أن يخلق شرعنة أو تبريرا للممارسات اللاإنسانية التي قام بها جنود "نيتساح يهودا" ضد الفلسطينيّين الذين ضُربوا، ويحاول الضيوف اظهار الجنود وكأنّهم ضحيّة السياسات والسياسيّين، وضحية الأوضاع التي يتسبب بها العدو الفلسطيني، عوضا عن الاعتراف بجريمتهم المنافية للأخلاق والانسانيّة التي تمثلت بتعذيب معتقلين فلسطينيّين وضربهم.