حماس تختنق ويستحيل إنقاذها!!
بقلم: يحيى رباح
حركة حماس وصلت إلى مرحلة الاختناق من خلال الأوهام التي تركض خلفها، ومن خلال الخلل التأسيسي في وجودها، ومن خلال القبول بالوقوع علنا في قبضة العدو الرئيسي لشعبها وهو الاحتلال الاسرائيلي الذي لعبت معه منذ البدايات لعبة السقوط والاستدراج دون أن تضع لنفسها أي نوع من الضوابط، ودون ان تصنع حدودا – أي حدود- لمن يريد استخدامها، وبالتالي فقد وصلت الى مرحلة خطيرة جدا، من خلال التناقضات الكبيرة مع نفسها، ومع شعبها، اكبر عدو لنفسها، وعندما يصل جسم سياسي مهما كان العنوان الديني الذي يسير به الى هذا المستوى، فإنه يصل الى استحالة الانقاذ، استحالة الانقاذ مطلقا، فستذهب لغيها و تختنق ولا تجد من ينقذها بجرعة من الهواء، لأنها مثل تنظيمها الأم (الاخوان المسلمون) خلقت لتفشل و تهزم و تموت فلن تجد من يتبرع لها بهواء الحياة.
نحن فلسطينيا نخوض معركة قاسية جدا مع الاحتلال الاسرائيلي، ومع الادارة الأميركية في البيت الأبيض، معركة عنوانها صفقة القرن، وهدفنا العادل الذي لا بديل عنه هو اسقاطها كاملة، وهي على كل حال صفقة مخجلة و ظالمة وغبية، ولا تحمل في طياتها أي أسس للحوار أو النجاح، خاصة بعد ان نجح نتنياهو في استغلال ترامب الى الحد الاقصى وحوله الى (عصف مأكول) لا إرادة له سوى الضجيج الفاشل، حين اخذ نتنياهو من ترامب المبادرة بأن ينفذ هذه الصفقة على طريقته الصهيونية، فقام نتنياهو بانتقاء ما يريد بأن يأخذ القدس وأن يواصل الاستيطان وأن يتحالف مع الارهاب اليهودي بمجموعاته القديمة والجديدة، وأن يعيش مظاهر النجاح عبر مظاهر التطبيع المجاني،وأن يجعل الشعب الاسرائيلي كله متورطا معه في المعادلة السوداء بما فيها الاعدامات اليومية للفلسطينيين التي وصل بعضها الى ما يمكن تسميته بعشق الجريمة المجنون، مثل قتل الفتى محمد ابو خضير بعد ملء جوفه بالبنزين و اشعال النار فيه، وإحراق عائلة دوابشة، ومنع اي أحد على الاطلاق من محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه، وقيام نتنياهو بالتظاهر مع المتظاهرين الاسرائيليين ضد حكم المحكمة الاسرائيلية بسجن الجندي الاسرائيلي ازاريا الذي قتل الشاب عبد الفتاح الشريف بالرصاص متعمدا وهو في النزع الأخير، بحجة أن الحكم على الجندي ازاريا بسجنه ثمانية عشر شهرا، هو حكم ثقيل و ظالم.
في مؤتمر وارسو، قاطعت الشرعية هذا المؤتمر، فكان نصيبه الفشل العام، نتنياهو اخذ ما يريد من صفقة القرن، وبومبيو وزير الخارجية تحول الى رجل دعاية فاشل لصالح نتنياهو حيث اعتبر وجود بعض وزراء الخارجية العرب مع نتنياهو في وارسو انتصارا تاريخيا، و لكن المؤتمر لم ينجح.
و عاد الجميع الى نقطة الصفر، وتوترت العلاقة بين وارسو وتل ابيب والمطبعون المجانيون ما زالو يسألون انفسهم، لماذا ذهبنا؟ يا للحزن انهم لا يعرفون لماذا ذهبوا!!!!
في هذه الأثناء حماس مع الشيطان نفسه ضد شعبها الفلسسطيني، وضد الشرعية الفلسطينية التي كانت قد حمت حماس من تهمة الارهاب التي كانت اميركا تعدها لها ،ولكنها ظلت تعرض نفسها للاستخدام، من قبل اسرائيل، ومن قبل اي شيطان راغب باستخدامها، بل انها أقنعت نفسها و حاولت ان تصنع التابعين لها بأن اسرائيل تنقل لها شنط وحقائب الأموال هنا وهناك لكي تستخدمها في مقاومة اسرائيل.
ما رأيكم في هذا اللغز؟ وبالتالي فإن حماس وصلت الى الفراغ الكامل، الموت الكامل، فلا احد مجبر على ان يخطئ ويعتقد أنها صالحة لأن تعود وتكون جزءا من المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني، هي في النصف الآخر والمعادي، وسيغلق عليها، سوف تعدم نفسها بنفسها،لأن من يصل إلى هذه الدرجة من العداوة مع شعبنا فليس أمامه سوى السقوط و الموت.
Yhya_rabahpress@yahoo.com