حماس الاخوانية أداة لتمرير صفقة القرن
بقلم: باسم برهوم
في خطة تصفوية بحجم صفقة القرن، هدفها انهاء القضية الفلسطينية ودمج اسرائيل بشكل كامل مع محيطها الاقليمي، خطة بهذا الحجم بحاجة لأدوات وادوار واطراف عدة لتوفير فرص نجاحها، حتى لو بدا في الظاهر انها متناقضة، ولكن حصيلة دورها وعملها يقود للهدف ذاته الذي يسعى اليه اصحاب الصفقة الرئيسيين ادارة ترامب ونتنياهو.
كيف نرى أن حماس الاخوانية اداة ولها دور في تمرير وانجاح الصفقة؟؟
تحت غطاء انها مقاومة ماذا تفعل حماس؟؟
أولا: تصر على أن تقدم نفسها بديلاً مباشرة أو عبر حلفائها، وانها الأقدر ويمكن الاعتماد عليها اكثر من أي طرف أخر، على تمرير صفقة القرن، مجرد اعطاء هذا الايحاء او السعي له من شأنه اضعاف الموقف الفلسطيني المتصدي لمؤامرة الصفقة التصفووية، حماس في اطار هذا الدور ماضية حتى النخاع في محاولة تحطيم البيت الفلسطيني كله او حتى الدفع باتجاه حرب اهلية داخلية، ولا ننسى هنا أن حماس دعمت اقليميا، وبأعادة اتشار لقوات الاحتلال الاسرائيلي في محيط قطاع غزة، للقيام بانقلابها عام2007 وادخال الشعب الفلسطيني في انقسام مدمر، حماس اليوم منخرطة بمؤامرة الضغط متعددة الأطراف والاساليب على الشرعية الوطنية لأجبارها على قبول صفقة القرن، عبر التلويح بانقلاب جديد، في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الوحدة والتضامن.
ثانياً: حماس متورطة في صفقة القرن عبر انخراطها بمؤامرة فصل قطاع غزة عن الضفة، والتي هي جزء مهم من صفقة القرن وبالتالي منع اي فرصة للمطالبة بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967. هناك أدلة كثيرة على هذا التورط آخرها عندما رفضت التوقيع على بيان موسكو، بالرغم أنها وقعت في السابق على بيانات نسخة طبق الاصل، فموسكو عندما استشعرت ان استمرار الانقسام الفلسطيني يوفر فرصة ثمينة لتمرير صفقة ترامب، دعت كل الفصائل الفلسطينية في محاولة للخروج من مربع الانقسام، من افشل المحاولة الروسية هو حماس، لذلك ألغت موسكو زيارة اسماعيل اليها نهائيا، لتقول لحماس انت المسؤولة عن الفشل، واكثر من ذلك لا يغيب عن موسكو أنها أي حماس استغلت وجودها في العاصمة الروسية لترسل رسالة لترامب ونتنياهو انها ملتزمة بالدور المنوط بها، وانها تقوم به بتعزيز الانقسام لا العكس.
ثالثاً: حماس تحافظ على قناة تواصل قوية مع إسرائيل عبر قطر وغيرها، قناة توفر لها المال وتنسق من خلالها الدور، والدليل على قوة وثبات هذه القناة أن حكومة نتنياهو وفي الوقت الذي تحتجز فيه أموال أسر الشهداء والاسرى عن القيادة الفلسطينية تقوم اسرائيل بإيصال المال لحماس عبر الموساد لتشجيعها على الاستمرار في دورها الانشقاقي المنوط بها في صفقة القرن.
حماس هي جزء من جماعة الاخوان وهي الاداة الأميركية التاريخية لتدمير المشروع القومي العربي، واي مشروع وطني وفي مقدمتها المشروع الوطني الفلسطيني المناهض للصهيونية وإسرائيل، ولكي تقوم حماس بدورها التخريبي لابد له من ستار مخادع، تختبئ وراءه حماس الا وهو أنها حركة مقاومة.
لندقق معا في مقاومة حماس ولمن تجير وما هي اهدافها الحقيقية، باعتبارها جزءا من جماعة الاخوان وتنظيمهم الدولي المرتبط تاريخيا بمخططات الـ C.I.A ، فان ما تدعيه حماس أنها مقاومة من اجل فلسطين هو في حقيقة الأمر يصب لمصلحة الجماعة ومن يمولها ويحدد لها دورها، واقرب مثال دور هذه الجماعة في "ثورات" ما سمي الربيع العربي، باعتباره احدى ادوات الفوضى الخلاقة وتدمير الامة العربية.
دور حماس في صفقة القرن لا يقل خطورة بل يزيد عمن يتلهف للتطبيع مع اسرائيل ودمجها في المنطقة قبل ان ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة في العودة والحرية والاستقلال، حماس وهؤلاء كل له دوره في تصفية القضية الفلسطينية، وإن بدا التناقض بينهما فالمايسترو لهم جميعا هو ذاته اي الصهيونية العالمية وداعمها، من الولايات المتحدة الأميركية.