ثورة المقهورين .. تراكم القمع يسقط الشعار!
بقلم: عبد الله كميل
ما يجري في غزة الآن متوقع بل تأخر كثيرا، فالحالة التي وصل لها الغزيون لا يمكن لأي شعب آخر تحملها، فقد تحملوا الويلات الممثلة بالحروب المتواصلة، التي دفع المقهورون من أبناء غزة ثمنها، حيث كانوا يدفعون الدم والمال والبيوت وهناك عائلات قد استشهدت بشكل كامل وبالرغم من ذلك تحمل الغزيون وصمدوا الا ان خزان الصبر قد امتلأ هناك على ما تقوم به حماس ومنذ اكثر من 12 عاما.
فقد تعاملت حماس مع الغزيين الصابرين على ويلات الاحتلال وحروبه والحصار الدائم بكثير من القسوة ومارست جرائم يومية بحق الناس بلغت حدا لا يطاق، حتى اصبحت اكثر قوة دكتاتوريه على وجه الارض لدرجة التنكيل بكل من ينتقد اداءها اضافة الى عمليات القتل وبطريقة وحشيه بحق العديد من الغزيين، ومن ينسى تلك المناظر التي ادمت القلوب اثناء اختطاف غزة بقوة السلاح كحادثه قتل الشبان الذين لم تتجاوز اعمارهم التسعة عشر عاما في معسكر قريس التابع للأمن الوطني وكذلك الشبان الذين تم القاؤهم من على اسطح العمارات الشاهقة في غزة ..الالاف من ابناء غزة الذين تم اختطافهم وتم ضربهم امام عائلاتهم لأسباب لها علاقة في الهوس والشك الذي شكل قاعدة سلوك حماس اتجاه المواطنين هناك ..الكثير من قادة حماس قد استغلوا الحصار واصبحوا تجار حرب يتحكمون بالسلع المهربة من مصر .حتى اصبح لدى حماس اكثر من الف مليونير وتحديدا من قيادات ما يسمى بالأمن الداخلي او كتائب القسام والعديد من ابناء قيادات حماس .
..حماس استغلت عملية التمويل التي قامت بها الحكومة بتعليمات من الرئيس في مجالات عديدة مثل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء من اجل تثبيت نظامها لا بل كانت تسرق ما تتم جبايته من فواتير الكهرباء اضافة الى وضعها الكثير من الرسوم على خدمات مجانيه تقدم للمواطنين، علما انه وفي حالة سيطرة اي قوة على منطقة ما فهي المطالبة بإدارة شؤون سكان هذه المنطقة وفق القانون الدولي وقد ثبت قطعا ان حماس قد داست على القانون الاساسي الفلسطيني عبر اختطاف غزة بقوة السلاح، ولهذا فهي الجهة الوحيدة التي تتحمل المسؤولية عن سكان القطاع المختطفين بالقوة .
لم تقدم حماس للمواطنين فلسا واحدا من الاموال التي كانت ولا زالت تصلها، سواء عبر الانفاق او الشنط السوداء عبر المعابر حيث اعتبرتها اموالا خاصة بها وبأبنائها عملا بما قاله احد قادتها اننا لسنا مستعدين للوقوع بخطأ حركة فتح عندما قدمت اموالها للسلطة ولمنظمة التحرير ..
حماس وبسلوكها في غزة منذ البداية ارتكزت على فكرة المقاومة كغطاء للتغطية على جرائمها بحق الفلسطينيين في غزة ..سلوكها ادى الى تدهور الاوضاع بشكل رهيب حتى باتت الاف العائلات في غزة تحت خط الفقر بل ان هناك الالاف لا يجدون قوت يومهم ناهيكم عن تفجر مشاكل اجتماعيه ناتجه عن هذه الحالة فكثرت عمليات الانتحار هناك وكذلك محاولات الهروب الدائمة من غزة، حيث وصل الامر بالبعض للهروب باتجاه اسرائيل ..
هنا اصبح الناس في حيرة من امرهم، فهل يسكتون ويدفنون رؤوسهم بالرمال امام انتهاك حقوقهم عبر ميليشيات عسكرية عقيدتها الحقد وقاعدة من ليس معنا فهو ضدنا ..ام يثورون دفاعا عن انفسهم ومستقبلهم ومستقبل اولادهم .. فبدأت فعلا الثورة في دير البلح ثم انتشرت كي تعم كل قطاع غزة رغم استخدام كل ما في جعبة حماس من تخوين وتكفير واسلحة وهراوات حيث تم استخدامها جميعها من اجل اخماد نار الثورة الا ان هذه الثورة وان خمدت فإنها سرعان ما تشتعل مرات ومرات الى ان يتخلص الغزيون من هذا الكابوس الذي دمر حياتهم واحلامهم تحت شعارات الدين الزائفة والمقاومة الكاذبة فلا معنى لدين او مقاومة في ظل القتل وانتهاك حرمات المنازل والملاحقات البوليسية الفاشية ..ولم تستفد حماس من تجارب تلك الأنظمة التي حكمت شعوبها بالحديد والنار فثارت شعوبها عليها وتخلصت منها ..ولم تدرك بعد نتاج جنونها ان ارادة الشعوب لم تقهر يوما ولن تقهر..
واخيرا لم تعد شعارات المقاومة كافية لاستبدال السكوت عندما تحولت اداة للابتزاز، وقبلت بما رفضه من قالت حماس انهم خونة. روح ياسر عرفات تحضر لتعري كل الشعارات الزائفة ولو بعد حين.