الرئيس خلال ترؤسه جلسة الحكومة: موقفنا واضح ولن نقبل استلام الأموال من اسرائيل منقوصة
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن موقفنا من أموال المقاصة واضح ولن نقبل استلامها من إسرائيل منقوصة، خاصة أموال الشهداء والجرحى والأسرى، وغيرها.
وأضاف سيادته خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في مدينة رام الله، اليوم الاثنين، أن اسرائيل تحاول بكل الوسائل شرعنة الخصومات من أموالنا ولكن لن نقبل بذلك، مشددا على أن اسرائيل ستعيد أموالنا في النهاية بطريقتنا وليس بطريقتها.
وأشار إلى أن اسرائيل تسرق أو تخصم أموال الشهداء والجرحى والأسرى من المقاصة، رغم أن هناك اتفاقيات تنص على أن كل قرش يحسم يجب الاتفاق عليه من خلال طواقم فنية ومالية وغيرها، وقال: "لتناقش الطواقم كل بند وبعدها توافق أو لا توافق".
وأضاف الرئيس الوضع ما زال قائما، وبسببه لم نتمكن من صرف الرواتب بشكل كامل، وقال: "نتمنى على مواطنينا أن يصبروا قليلا، اعتدنا على ذلك ومررنا من قبل بظروف صعبة كما حدث عامي 1991-1992، ثم تكرر الأمر بعد تشكيل حماس أول حكومة عام 2006، والناس تحملت ذلك".
وحول لقاء رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ووزير المالية الاسرائيلي موشيه كحلون، أشار سيادته إلى ان اللقاء جل نقاش موضوع خصم أموال المقاصة.
وأكد الرئيس أن إسرائيل تحاول بكل الوسائل شرعنة الخصومات، خاصة رواتب ومخصصات الشهداء، لكن هذا الموضوع لم ولن نقبل به مهما كلفنا هذا من ثمن.
وأضاف سيادته "دفعنا الشهرين الماضيين 50% من رواتب الموظفين، وهذا الشهر حاولنا أن ندفع 60% بسبب حلول شهر رمضان الفضيل، وبعدها سنرى كيف ستسير الأمور".
وقال: قررنا أن نتوجه للعالم لنشرح الوضع الذي بيننا وبين (أميركا، واسرائيل، وحماس).
وحول أميركا، قال: "بيننا وبينهم اتفاق رسمي مكتوب، هي قامت بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ونقلت سفارتها، واعترفت بالقدس كعاصمة للاحتلال، وهذا تحدثنا به قبل عام أن لا يقوموا به، نحن شعب عندنا حرية وكرامة".
وبالنسبة لـ"صفقة القرن"، قال سيادته: "نسمع كثيرا عنها، ولكن هي أتت وليس هناك ما ننتظره، وعدد من الدول قالت لنا أصبروا ونحن صبرنا 70 عاما ونستطيع أن نصبر، لكن على ماذا وما هو الهدف الذي نصبر من أجله؟". وأضاف: قلنا للجامعة العربية أننا لن نصبر، نحن ضد "صفقة القرن"، والذي سيأتي ليس مهما، ولكن الذي مضى هو الأهم.
وتابع: قلنا لأميركا الأبواب مفتوحة للحوار مع الكونغرس والادارة الأميركية، ولكن اذا تراجع الكونغرس عن اعتبار منظمة التحرير ارهابية، فمنذ عام 1987 إلى اليوم يعتبرها كذلك، رغم أن بيننا اتفاقيات وزيارات رسمية وزيارات دولة وتعاون، وآخر زيارة كانت للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى مدينة بيت لحم، الا انه يعتبرنا ارهابيين!
وقال سيادته إن إسرائيل منذ اتفاق أوسلو لليوم تراجعت عن كل الاتفاقيات. نريد أن نعيش معهم بسلام كجيران، ولكن ليس بأي ثمن، فلدينا حقوق تعبر عنها الشرعية الدولية، التي لم تعد هذه الأيام محل اهتمام الإدارة الأميركية.
وأعرب الرئيس عن أسفه لأن الشرعية الدولية لم تعد موضع اهتمام لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة وحقوق الانسان. أما الموقف الاوروبي ليس منصفا 100%، لكن تصريحات فيديريكا موغيريني خلال القمة العربية في تونس حول حل الدولتين جيدة ومرحب بها، ويجب على أوروبا أن تعمل أكثر لحل الدولتين.
أما بخصوص "حماس"، قال الرئيس عندما نجحت في الانتخابات التشريعية عام 2006، قلنا لهم تسلموا الحكومة -لدينا ديمقراطية ونزاهة أفضل من أي دولة في العالم- لكن هم من انقلبوا على دولتهم وعلى شعبهم، وبعدها جاءت مصر باتفاق للمصالحة، لكنهم "حماس" نصبوا كمينا لرئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، رغم ذلك اصرينا وقلنا اعملوا خطة لإنهاء الانقسام تحت عنوان واحد وهو "دولة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد".
وأضاف "لن نقبل ان تكون دولة داخل دولة هذا مرفوض، يجب أن يتم تنفيذ اتفاق المصالحة الذي عقد بالقاهرة في 12-10-2017، وغير ذلك نحن في حلٍ منه".
وبين سيادته: بعد كل هذه الظروف الصعبة من الناحية المالية طلبنا من الأشقاء العرب شبكة أمان بقيمة 100 مليون دولار شهريا وقلنا لهم اعتبروها ديْنا، كما قررنا ارسال وفود الى كافة انحاء العالم، وبدأنا بالجامعة العربية، وسنرسل وفودا أخرى إلى روسيا، والصين، والهند، وباكستان، والمكسيك، وأميركا اللاتينية، وافريقيا، والاتحاد الاوروبي، لتجاوز هذه الأزمة.
واكد الرئيس أن المجلس المركزي ويعد البرلمان وله صلاحيات المجلس الوطني عند انعقاده، سيجتمع بعد انتهاء هذه الزيارات، وهو الذي يقرر الاجراءات التي سنتخذها ويراها مناسبة، نحاول أن لا تكون خطواتنا دون حسابات، لأن المغامرة بمصير الشعب ليست سهلة، والسكوت عما يجري ليس سهلا أيضا.