عندما تتكلم المفوضية عن حقوق الدجاج؟؟- نهاد الطويل
نشرت عدد من الوكالات ووسائل الإعلام الفلسطينية منذ ايام خبرا مفاده ان المفوضية الأوروبية انتقدت 13 دولة تنتهك قوانين الاتحاد الأوروبي من خلال إرغام الدجاج البياض على البقاء في اقفاص ضيقة، بينما تدرس المفوضية تحريك إجراءات قانونية ضد المخالفين.
وبحسب معايير المفوضية الأوروبية لحقوق ( الدجاج البياض ) فانه يتعين تزويد هذه أقفاصها "بعش وقش ومكان لرقود الدجاج وآلات لتقصير المخالب مما يسمح للدجاج بإشباع احتياجاتها البيولوجية والسلوكية"!!
ولكن ماذا عن الانتقادات والدعوات التي توجهها المفوضية الأوروبية للحكومة الإسرائيلية التي تعتقل وتنكل بأكثر من 5000 أسير فلسطيني،في ظروف قهرية استبدادية وحجز انفرادي في زنازين ضيقة لا يدخلها ضوء الشمس ولا تستحقها " الدجاجات البياض" التي تدافع عنها المفوضية لانتهاك حقوقها ،طبعا مع فارق التشبيه.
فهل سمعت المفوضية الأوروبية في انتهاكات الحكومة الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين،بعد ان هضمت كل الحقوق ، ومنها: التعليم الجامعي (المقلص أصلا منذ عدة شهور)، واستخدام الإنترنت والمكالمات الهاتفية وتقليص زيارات الأهل إلى الحد الأدنى ومنع الأقارب من الدرجة الثانية والأصدقاء من الزيارة وتقليص المصروف الشهري (كانتين) الذي توفره منظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الأسرى في الحكومة الفلسطينية وغيرها.
وهل شاهدت المفوضية طفلة الاسير الشيخ خضر عدنان الذي تعتقله الحكومة الاسرائيلية والمضرب عن الطعام لليوم الثامن والاربعين على التوالى حيث تقف أمام الاسلاك الشائكة المحيطة بمعتقل ومحكمة سجن عوفر تشكو للناظر همها ووجع أباها،ومثها المئات من أطفال وابناء الأسرى.
وهل كلفت تلك المفوضية خاطرها للالتقاء بأمهات الأسرى الفلسطينيين حيث يعتصرهن الحنين والشوق لاحتضان فلذة أكبادهن.
وهل بادرت تلك المفوضية لإعطاء موقف إنساني وأخلاقي في ظل الحرب المسعورة التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية وفيها صنوف شتى من القمع والتعذيب والإذلال للأسرى؟؟
وهنا اوجه دعوة مفتوحة للمفوضية الأوروبية راعية حقوق الحيوان والإنسان الى الإنتباه الى قضية ووضع أسرانا الفلسطينيين بعد ان فاقت ظروفهم الإعتقالية الحد المعقول حيث لا ملابس ولا طعام، فملابسهم خفيفه جداً والأغطية لا تكفيهم خاصة أن بعض المعتقلات يقعن في منطقه نائية وجبلية ويعيش الاسرى فيها في عزله تامة وحرمان من كافة حقوقهم؟!!