"داوود سليمان عبد الجواد"
عيسى عبد الحفيظ
العقيد داوود سليمان محمد عبد الجواد من مواليد قرية السوافير الشمالي عام 1945. ما أن تفتحت عيناه حتى كانت نكبة شعبه. هاجرت أسرته إلى قطاع غزة واستقر بهم المقام في مخيم دير البلح للاجئين.
عاش حياة المخيم بكل صعوباته على طفل صغير. درس الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث الدولية، وأكمل الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات.
غادر القطاع متوجهاً إلى الأردن بعد هزيمة حزيران 1967 والتحق بتنظيم فتح بتاريخ 27/10/1967. عمل في عدة مواقع ثم غادر على اثر أحداث أيلول 1970 إلى لبنان.
عمل في جهاز الأمن تحت اشراف المرحوم أبو رمزي العايدي، وفي عام 1975 تم نقله للعمل في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في جمهورية الصين الشعبية على ملاك الدائرة السياسية للمنظمة. عاد إلى بيروت عام 1981 وعمل في جهاز الأمن والمعلومات بإشراف الشهيد هايل عبد الحميد.
بعد الخروج من بيروت عام 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي، خرج مع القوات إلى اليمن الشمالي ضمن قوات صبرا وشاتيلا حيث تم تعيينه مديراً لفرع أمن القوات.
توجه عام 1983 إلى طرابلس لبنان مع مجموعة من رفاقه لدعم قوات الثورة على اثر الانشقاق ثم عاد إلى صنعاء بعد الخروج من طرابلس، وعمل مديراً لفرع العمليات والتدريب لمدة عامين.
انتدب للتدريب في الحرس الجمهوري اليمني وأشرف على عدة دورات لقوات الحرس الجمهوري في معسكر الوية المدفعية (الأمن والمشاة والأسلحة) والتي كانت حينها تحت أمرة شقيق الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
عاد بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1994 مع قوات صبرا وشاتيلا والتي تمركزت في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة تحت قيادة اللواء أبو حميد وتم تعيينه نائب مدير فرع الأمن بالقوات للمنطقة الجنوبية إضافة إلى اشرافه على دورات الأمن للضباط.
حصل على العديد من الدورات العسكرية منها دورة صاعقة في العراق عام 1968 ودورة عسكرية للضباط في ألبانيا عام 1971 ودورة قادة كتائب وشؤون إدارية في اليمن عام 1986.
انتسب إلى جامعة بيروت العربية وحصل على ليسانس في علم النفس. كان عضواً في المؤتمر الخامس لحركة فتح والذي عقد في تونس عام 1989.
الفقيد داوود سليمان متزوج وله خمسة أبناء، كان يتمتع بحس أمني كبير وكان يقرأ باستمرار ومثالاً للانضباط والالتزام.
عرف عنه التفاني في العمل ونكران الذات والدقة في تنظيم شؤون العمل، مبدع في العمل التدريبي. على خلق رفيع ونزاهة واحترام متبادل مع أقرانه.
كان حلمه أن يعود إلى قريته السوافير الشمالي وكانت هاجسه الدائم وقضيته الأولى.
انتقل إلى رحمته تعالى بتاريخ 14/1/2002 ووري الثرى في مقبرة دير البلح وشارك في تشييعه زملاؤه وجماهير غفيرة من سكان دير البلح.